كيف الرد على من يستدل لبدعة المولد بقوله : ( من سن في الإسلام سنة حسنة .. ) الحديث ؟ حفظ
السائل : يا شيخ يقولون هؤلاء الذين يحتفلون بمولده صلّى الله عليه وسلّم أنّهم في ذلك لهم أصلا ..
الشيخ : وهو؟
السائل : ويقولون ( من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ).
الشيخ : نعم.
السائل : ويقولون إنّ عمر بن الخطّاب سنّ سنّة صلاة التّراويح، فكيف نردّ على هؤلاء؟
الشيخ : نعم، نقول صدقوا ( من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) لكن ( إيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة ) ولهذا قال الرّسول صلى الله عليه وسلم: ( من سنّ في الإسلام سنّة حسنة ) والمراد بقوله من سنّ سنّة حسنة أحد أمرين: إمّا أن يكون المعنى من ابتدر العمل بها كما يدلّ على ذلك سبب الحديث، وإمّا أنّ المعنى من أحياها بعد أن ماتت أعرفت؟ وليس المعنى أن ينشئ عبادة من جديد، هذا لا يمكن، لأنّ سبب هذا الحديث أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام حثّ على الصّدقة فأتى رجل من الأنصار بصرّة قد أثقلت يده ووضعها بين يدي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: ( من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) ولا يمكن أن تكون البدعة حسنة أبدا والرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول كلّ بدعة ضلالة
أمّا بالنّسبة لفعل عمر فعمر ما ابتدع صلاة الجماعة في القيام أبدا، أوّل من سنّ الجماعة في قيام رمضان النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، صلّى بأصحابه ثلاث ليال ثمّ تخلّف في الرّابعة، وقال: ( إنّي خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ) ثمّ تركت وهجرت في أيّام أبي بكر رضي الله عنه، في زمن عمر خرج ذات يوم ووجد النّاس يصلّون أوزاعا يصلّي الرّجل مع الرّجل، والرّجل مع الرّجلين متفرّقين، فقال لو جمعتهم على إمام واحد فأمر تميم الدّاري وأبي بن كعب أن يقوما النّاس على إمام واحد، فيكون عمر لم يحدث هذه البدعة لكنّه أحياها بعد أن تركت، نعم.
السائل : ...
الشيخ : أي صحيح، ثابت في الموطّأ بأصحّ إسناد.