تفسير الآيات ( 5 - 6 ) من سورة الحديد . حفظ
الشيخ : الحمد لله ربّ العالمين وأصلّي وأسلّم على نبيّنا محمّد خاتم النّبيّين وإمام المتّقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين
أمّا بعد
فهذا هو اللّقاء الحاديَ عشر بعد المائتين من اللّقاءات التي تسمّى لقاء الباب المفتوح، التي تتمّ كلّ يوم خميس، وهذا الخميس هو الثاني عشر وإلا السابع؟
الطالب : ...
الشيخ : السابع عشر من شهر ربيع الأوّل عام عشرين وأربعمئة وألف نبتدئ هذا اللّقاء بما اعتدنا أن نبدأ به وهو التّفسير، أن نفسّر ما ييسّره الله عزّ وجلّ، لأنّ علم التّفسير أشرف العلوم لأنّه يتعلّق بأعظم كتاب وهو القرآن الكريم، والعلم يشرف بشرف المعلوم، وكان الصّحابة رضي الله عنهم لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلّموها وما فيها من العلم والعمل، قالوا فتعلّمنا القرآن والعلم والعمل جميعا، فينبغي لطالب العلم أن يعتني بالتّفسير ويفهم كتاب الله عزّ وجلّ ليعمل به، لأنّه لا يمكن العمل إلاّ بعد معرفة المعنى، والعمل بالقرآن واجب فيجب علينا أن نعرف معناه، فوصيّتي لطلاّب العلم أن يعتنوا بتفسير كتاب الله عزّ وجلّ عناية تامّة وإذا أمكن أن يحفظوه فهو أكمل وأفضل، آخر آية قرآناها؟
الطالب : ...
الشيخ : هي قول الله تبارك وتعالى: (( له ملك السّماوات والأرض )) في سورة الحديد، له: أي لله تعالى وحده، ملك السّماوات والأرض: خلقا وتدبيرا، فلا يملك السّماوات والأرض أحد إلاّ الله عزّ وجلّ لا استقلالا ولا مشاركة، قال الله تعالى: (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرّة في السّماوات ولا في الأرض )) مثقال ذرّة في السّماوات ولا في الأرض! (( وما لهم فيهما من شرك )) فنفى الاستقلال ونفى المشاركة (( وما له )) أي ما لله منهم (( منهم من ظهير )) أي مساعد ساعده على خلق السّماوات والأرض، فله ملك السّماوات والأرض، كم عدد السّماوات؟ الأخ؟
الطالب : سبع.
الشيخ : سبع؟ لا، السّماوات أكبر من الأرض، أفلا يكون عددها عشرا؟!
الطالب : ...
الشيخ : ما تدري؟! كم عدد السّماوات؟ يلاّ يا صبيّ؟ كم عدد السّماوات؟ ما أظنّ أن يبقى أحد يجهلها، عددها؟
الطالب : سبع.
الشيخ : سبع، قال الله تعالى: (( قل من ربّ السّماوات السّبع وربّ العرش العظيم )) الأرضون أيضا عددها سبع، كما جاء ذلك ظاهرا في القرآن وصريح في السّنّة، قال الله تعالى: (( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهنّ )) يعني في العدد، وثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنّه قال: ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوّقه به يوم القيامة من سبع أرضين )
(( وإلى الله ترجع الأمور )) كلّ الأمور أي الشّؤون العامّة والخاصّة، الدّينيّة والدّنيويّة، الأخرويّة والدّنيويّة، كلّها ترجع إلى الله عزّ وجلّ، يتصرّف كما شاء، ويحكم بما شاء، ولا معقّب لحكمه عزّ وجلّ، كلّ الأمور، هل أمور الإنسان الخاصّة ترجع إلى الله؟ الجواب نعم ترجع إلى الله، ولذلك يجب عليك إذا ألمّت بك ملمّة أن ترجع إلى الله عزّ وجلّ، لأنّ المشركين وهم مشركون إذا ألمّت بهم الملمّات التي يعجزون عنها يلجأون إلى الله عزّ وجلّ، إذا عصفت بهم الرّياح في أعماق البحار على السّفن لمن يلجأون؟
الطالب : إلى الله.
الشيخ : إلى الله عزّ وجلّ، يلجأون إلى الله يسألونه أن ينجيهم وهم مشركون، فكيف بك أيّها المسلم الجأ إلى الله في كلّ شيء، صغير أو كبير، ديني أو دنيوي، خاصّة بك أو بأهلك، لا تلجأ لغير الله، فمن أنزل حاجته بالله قضيت، ومن أنزل حاجته بغير الله وُكل إليه، إذن نقول (( إلى الله ترجع الأمور )) أيّ الأمور؟ قولوا يا جماعة؟
الطالب : كلّ الأمور، الأمور عامّة، الأمور الدينية، والدّنيويّة، والأخرويّة والدنيوية والخاصّة والعامّة، وإذا آمنت بهذا ويجب أن تؤمن به صرت لا تلجأ إلاّ إلى الله عزّ وجلّ
(( يولج اللّيل في النّهار ويولج النّهار في اللّيل )) يولج أي يدخل، اللّيل في النّهار، ويولج النّهار أي يدخله في اللّيل، وهذا يعني اختلاف اللّيل والنّهار في الطّول والقصر، أحيانا يبدأ اللّيل في الزّيادة، كما في أوقاتنا الآن، الآن بدأ اللّيل يزيد فيبدأ الليل في الزيادة، فيدخل على النّهار أو النّهار يدخل عليه؟
السائل : يدخل على النّهار.
الشيخ : يدخل على النّهار، هذا يولج اللّيل في النّهار، أحيانا يبدأ اللّيل ينقص ويزيد النّهار فأيّهما يدخل؟ النّهار على اللّيل، لا أحد يقدر على ذلك إلاّ الله سبحانه وتعالى، لو اجتمع الخلق كلّهم إنسهم وجنّهم، البشر والملائكة، ما استطاعوا أن يولجوا دقيقة واحدة من اللّيل في النّهار أو من النّهار في اللّيل، والله عزّ وجلّ يولج اللّيل في النّهار، ويولج النّهار في اللّيل، ثمّ هذا الإيلاج ليس يأتي دفعة واحدة يعني لا يمكن أن تقول أقصر ليلة في أطول ليلة بيومين ما يمكن، ولكنّه يأتي ايش؟ تدريجيّا شيئا فشيئا، أوّل ما يبدأ بالزّيادة تجده يأخذ قليلا، في اليومين أو الثّلاثة دقيقة واحدة، ثمّ يبدأ يزداد يزداد حتى يكون عند تساوي اللّيل والنّهار يأخذ إلى حوالي دقيقتين في اليوم، تدريج، أرأيتم لو جاء دفعة واحدة كنّا مثلا في أطول يوم في السّنة وإذا بنا في اليوم الثاني إلى أقصر يوم في السّنة ماذا يترتّب عليه؟ مفاسد عظيمة لأنّ النّاس سينقلبون من حرّ مزعج إلى برد مؤلم في خلال 24 ساعة، وهذا لا شكّ أنّه مضرّ بالأبدان والنّبات والجوّ، لكنّه عزّ و جلّ يولجه على تنظيم موافق للحكمة تماما ولا أحد والله يستطيع أن يفعل هذا أبدا مهما بلغ من القوّة
(( وهو عليم بذات الصّدور )) ذات الصّدور هي القلوب، ذات الصّدور أي صاحبة الصّدور يعني القلوب، والدّليل أنّها القلوب قول الله تبارك وتعالى: (( فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصّدور )) (( ولكن تعمى القلوب التي في الصّدور )) إذن هو عليم بما في القلب، هل تصدّق بذلك؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم تصدّق، لأنّ الخبر خبر من؟ خبر الله تعالى، (( ومن أصدق من الله قيلا )) إذا كنت تصدّق بذلك فهل يمكن أن تضمر في قلبك ما لا يرضاه الله؟ نعم، إن كنت مؤمنا لا يمكن، طهّر قلبك من الرّياء ومن النّفاق، والغلّ على المسلمين، والحقد، والبغضاء، طهّره لأنّ قلبك معلوم عند الله عزّ وجلّ، اللهمّ طهّر قلوبنا، اللهمّ طهّر قلوبنا، اللهمّ طهّر قلوبنا، طهّر القلب من هذا، املأه محبّة لله وتعظيما، ومحبّة للرّسول صلّى الله عليه وسلّم وتعظيما كما يليق به، ومحبّة للمؤمنين، ومحبّة لشريعة الله، وإن كرهتها، قال الله عزّ وجلّ للصّحابة (( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبّوا شيئا وهو شرّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) لا تضمر في هذا القلب المضغة شيئا يكرهه الله، إن فعلت فالله عليم به لا يخفى عليه، فطهّر قلبك حتى يكون نقيّا، سليما، لأنّه لا ينفع يوم القيامة إلاّ من أتى الله بقلب سليم، كما قال الله عزّ وجلّ (( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم )) وتغيّرات القلب تغيّرات سريعة وعجيبة، ربّما ينتقل من كفر إلى إيمان أو من إيمان إلى كفر في لحظة! نسأل الله الثّبات، تغيّر القلب يكون على حسب ما يحيط بالإنسان، وأكثر ما يوجب تغيّر القلب إلى فساد حبّ الدّنيا، حبّ الدّنيا هذا آفة، والعجب أنّنا متعلّقون بها، ونحن نعلم أنّها متاع الغرور، وأنّ الإنسان إذا سُرَّ يوما أسيء يوما آخر، كما قال الشّاعر:
" ويوم علينا ويوم لنا *** ويوم نساء ويوم نسرّ "
كلّ لذّة في الدّنيا فهي محوطة بمنغّص لذلك احرص على تطهير القلب من التّعلّق بالدّنيا إلاّ فيما ينفعك في الآخرة كأن تتعلّق بالدّنيا لتصبح غنيّا تنفق مالك في سبيل الله وفيما يرضي الله عزّ وجلّ، فهذا شيء آخر، طلب المال للأعمال الصّالحة خير، لكن طلب المال لمزاحمة أهل الدّنيا في دنياهم هذا شرّ، ويأتي إن شاء الله ما يبقى في المستقبل حتّى نتفرّغ للأسئلة ولكلّ واحد سؤال، والأسئلة نخصّ بها إخواننا الضّيوف. أنت ...
أمّا بعد
فهذا هو اللّقاء الحاديَ عشر بعد المائتين من اللّقاءات التي تسمّى لقاء الباب المفتوح، التي تتمّ كلّ يوم خميس، وهذا الخميس هو الثاني عشر وإلا السابع؟
الطالب : ...
الشيخ : السابع عشر من شهر ربيع الأوّل عام عشرين وأربعمئة وألف نبتدئ هذا اللّقاء بما اعتدنا أن نبدأ به وهو التّفسير، أن نفسّر ما ييسّره الله عزّ وجلّ، لأنّ علم التّفسير أشرف العلوم لأنّه يتعلّق بأعظم كتاب وهو القرآن الكريم، والعلم يشرف بشرف المعلوم، وكان الصّحابة رضي الله عنهم لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلّموها وما فيها من العلم والعمل، قالوا فتعلّمنا القرآن والعلم والعمل جميعا، فينبغي لطالب العلم أن يعتني بالتّفسير ويفهم كتاب الله عزّ وجلّ ليعمل به، لأنّه لا يمكن العمل إلاّ بعد معرفة المعنى، والعمل بالقرآن واجب فيجب علينا أن نعرف معناه، فوصيّتي لطلاّب العلم أن يعتنوا بتفسير كتاب الله عزّ وجلّ عناية تامّة وإذا أمكن أن يحفظوه فهو أكمل وأفضل، آخر آية قرآناها؟
الطالب : ...
الشيخ : هي قول الله تبارك وتعالى: (( له ملك السّماوات والأرض )) في سورة الحديد، له: أي لله تعالى وحده، ملك السّماوات والأرض: خلقا وتدبيرا، فلا يملك السّماوات والأرض أحد إلاّ الله عزّ وجلّ لا استقلالا ولا مشاركة، قال الله تعالى: (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرّة في السّماوات ولا في الأرض )) مثقال ذرّة في السّماوات ولا في الأرض! (( وما لهم فيهما من شرك )) فنفى الاستقلال ونفى المشاركة (( وما له )) أي ما لله منهم (( منهم من ظهير )) أي مساعد ساعده على خلق السّماوات والأرض، فله ملك السّماوات والأرض، كم عدد السّماوات؟ الأخ؟
الطالب : سبع.
الشيخ : سبع؟ لا، السّماوات أكبر من الأرض، أفلا يكون عددها عشرا؟!
الطالب : ...
الشيخ : ما تدري؟! كم عدد السّماوات؟ يلاّ يا صبيّ؟ كم عدد السّماوات؟ ما أظنّ أن يبقى أحد يجهلها، عددها؟
الطالب : سبع.
الشيخ : سبع، قال الله تعالى: (( قل من ربّ السّماوات السّبع وربّ العرش العظيم )) الأرضون أيضا عددها سبع، كما جاء ذلك ظاهرا في القرآن وصريح في السّنّة، قال الله تعالى: (( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهنّ )) يعني في العدد، وثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنّه قال: ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوّقه به يوم القيامة من سبع أرضين )
(( وإلى الله ترجع الأمور )) كلّ الأمور أي الشّؤون العامّة والخاصّة، الدّينيّة والدّنيويّة، الأخرويّة والدّنيويّة، كلّها ترجع إلى الله عزّ وجلّ، يتصرّف كما شاء، ويحكم بما شاء، ولا معقّب لحكمه عزّ وجلّ، كلّ الأمور، هل أمور الإنسان الخاصّة ترجع إلى الله؟ الجواب نعم ترجع إلى الله، ولذلك يجب عليك إذا ألمّت بك ملمّة أن ترجع إلى الله عزّ وجلّ، لأنّ المشركين وهم مشركون إذا ألمّت بهم الملمّات التي يعجزون عنها يلجأون إلى الله عزّ وجلّ، إذا عصفت بهم الرّياح في أعماق البحار على السّفن لمن يلجأون؟
الطالب : إلى الله.
الشيخ : إلى الله عزّ وجلّ، يلجأون إلى الله يسألونه أن ينجيهم وهم مشركون، فكيف بك أيّها المسلم الجأ إلى الله في كلّ شيء، صغير أو كبير، ديني أو دنيوي، خاصّة بك أو بأهلك، لا تلجأ لغير الله، فمن أنزل حاجته بالله قضيت، ومن أنزل حاجته بغير الله وُكل إليه، إذن نقول (( إلى الله ترجع الأمور )) أيّ الأمور؟ قولوا يا جماعة؟
الطالب : كلّ الأمور، الأمور عامّة، الأمور الدينية، والدّنيويّة، والأخرويّة والدنيوية والخاصّة والعامّة، وإذا آمنت بهذا ويجب أن تؤمن به صرت لا تلجأ إلاّ إلى الله عزّ وجلّ
(( يولج اللّيل في النّهار ويولج النّهار في اللّيل )) يولج أي يدخل، اللّيل في النّهار، ويولج النّهار أي يدخله في اللّيل، وهذا يعني اختلاف اللّيل والنّهار في الطّول والقصر، أحيانا يبدأ اللّيل في الزّيادة، كما في أوقاتنا الآن، الآن بدأ اللّيل يزيد فيبدأ الليل في الزيادة، فيدخل على النّهار أو النّهار يدخل عليه؟
السائل : يدخل على النّهار.
الشيخ : يدخل على النّهار، هذا يولج اللّيل في النّهار، أحيانا يبدأ اللّيل ينقص ويزيد النّهار فأيّهما يدخل؟ النّهار على اللّيل، لا أحد يقدر على ذلك إلاّ الله سبحانه وتعالى، لو اجتمع الخلق كلّهم إنسهم وجنّهم، البشر والملائكة، ما استطاعوا أن يولجوا دقيقة واحدة من اللّيل في النّهار أو من النّهار في اللّيل، والله عزّ وجلّ يولج اللّيل في النّهار، ويولج النّهار في اللّيل، ثمّ هذا الإيلاج ليس يأتي دفعة واحدة يعني لا يمكن أن تقول أقصر ليلة في أطول ليلة بيومين ما يمكن، ولكنّه يأتي ايش؟ تدريجيّا شيئا فشيئا، أوّل ما يبدأ بالزّيادة تجده يأخذ قليلا، في اليومين أو الثّلاثة دقيقة واحدة، ثمّ يبدأ يزداد يزداد حتى يكون عند تساوي اللّيل والنّهار يأخذ إلى حوالي دقيقتين في اليوم، تدريج، أرأيتم لو جاء دفعة واحدة كنّا مثلا في أطول يوم في السّنة وإذا بنا في اليوم الثاني إلى أقصر يوم في السّنة ماذا يترتّب عليه؟ مفاسد عظيمة لأنّ النّاس سينقلبون من حرّ مزعج إلى برد مؤلم في خلال 24 ساعة، وهذا لا شكّ أنّه مضرّ بالأبدان والنّبات والجوّ، لكنّه عزّ و جلّ يولجه على تنظيم موافق للحكمة تماما ولا أحد والله يستطيع أن يفعل هذا أبدا مهما بلغ من القوّة
(( وهو عليم بذات الصّدور )) ذات الصّدور هي القلوب، ذات الصّدور أي صاحبة الصّدور يعني القلوب، والدّليل أنّها القلوب قول الله تبارك وتعالى: (( فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصّدور )) (( ولكن تعمى القلوب التي في الصّدور )) إذن هو عليم بما في القلب، هل تصدّق بذلك؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم تصدّق، لأنّ الخبر خبر من؟ خبر الله تعالى، (( ومن أصدق من الله قيلا )) إذا كنت تصدّق بذلك فهل يمكن أن تضمر في قلبك ما لا يرضاه الله؟ نعم، إن كنت مؤمنا لا يمكن، طهّر قلبك من الرّياء ومن النّفاق، والغلّ على المسلمين، والحقد، والبغضاء، طهّره لأنّ قلبك معلوم عند الله عزّ وجلّ، اللهمّ طهّر قلوبنا، اللهمّ طهّر قلوبنا، اللهمّ طهّر قلوبنا، طهّر القلب من هذا، املأه محبّة لله وتعظيما، ومحبّة للرّسول صلّى الله عليه وسلّم وتعظيما كما يليق به، ومحبّة للمؤمنين، ومحبّة لشريعة الله، وإن كرهتها، قال الله عزّ وجلّ للصّحابة (( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبّوا شيئا وهو شرّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) لا تضمر في هذا القلب المضغة شيئا يكرهه الله، إن فعلت فالله عليم به لا يخفى عليه، فطهّر قلبك حتى يكون نقيّا، سليما، لأنّه لا ينفع يوم القيامة إلاّ من أتى الله بقلب سليم، كما قال الله عزّ وجلّ (( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم )) وتغيّرات القلب تغيّرات سريعة وعجيبة، ربّما ينتقل من كفر إلى إيمان أو من إيمان إلى كفر في لحظة! نسأل الله الثّبات، تغيّر القلب يكون على حسب ما يحيط بالإنسان، وأكثر ما يوجب تغيّر القلب إلى فساد حبّ الدّنيا، حبّ الدّنيا هذا آفة، والعجب أنّنا متعلّقون بها، ونحن نعلم أنّها متاع الغرور، وأنّ الإنسان إذا سُرَّ يوما أسيء يوما آخر، كما قال الشّاعر:
" ويوم علينا ويوم لنا *** ويوم نساء ويوم نسرّ "
كلّ لذّة في الدّنيا فهي محوطة بمنغّص لذلك احرص على تطهير القلب من التّعلّق بالدّنيا إلاّ فيما ينفعك في الآخرة كأن تتعلّق بالدّنيا لتصبح غنيّا تنفق مالك في سبيل الله وفيما يرضي الله عزّ وجلّ، فهذا شيء آخر، طلب المال للأعمال الصّالحة خير، لكن طلب المال لمزاحمة أهل الدّنيا في دنياهم هذا شرّ، ويأتي إن شاء الله ما يبقى في المستقبل حتّى نتفرّغ للأسئلة ولكلّ واحد سؤال، والأسئلة نخصّ بها إخواننا الضّيوف. أنت ...