ما حكم أخذ الفوائد الربوبية وإنفاقها في المشاريع الخيرية .؟ حفظ
السائل : شيخ، في بعض الطّلّاب المبتعثين، شيخ بارك الله فيك، بعض الطّلّاب المبتعثين في الخارج، عندهم إشاعة أو كذا أنّ هناك فتوى تجيز أخذ الفوائد الرّبويّة من البنوك في الخارج واستثمارها في الجمعيّات الخيريّة.
الشيخ : نعم.
السائل : سواء في الخارج أو في الدّاخل
الشيخ : نعم.
السائل : السّبب هو أنّ بعض البنوك تستغلّ هذه الفوائد في توزيعها على الجمعيّات سواء نصرانيّة أو يهوديّة أو في أعمال ضدّ الإسلام، فالإشكاليّة الآن أنّ هناك بعضهم يصدّق هذه الإشاعات على أنّها فتاوى صدرت من علماء أو طلاب علم معروفين، رأيك يا سماحة الشّيخ جزاك الله خير؟
الشيخ : نعم.
السائل : جزاك الله خيرا.
الشيخ : لا استحسان مع النّصّ، ولا قبول لفتوى تخالف الكتاب والسّنّة، فالقرآن الكريم يقول الله عزّ وجلّ فيه: (( يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وذروا ما بقي من الرّبا إن كنتم مؤمنين )) شف (( ذروا ما بقي من الرّبا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله )) وفي السّنّة أعلم النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يوم عرفة في حجّة الوداع قال ربا الجاهليّة موضوع، يعني الرّبا الذي كان في الجاهليّة موضوع، وأوّل ربا أضعه من ربانا ربا العبّاس بن عبد المطلّب، فوضع الرّبا الذي كان في الجاهليّة قبل أن يحرّم في الإسلام وأهدره، فكيف يمكن أن نستحسن مع هذا النّصّ أخذ هذا الشّيء وصرفه في مصالح خيريّة، هذا لا يجوز، وكيف يقابل الإنسان ربّه يوم القيامة وهو يقول كذا؟ الله يقول كذا وأنت تقول أنا سآخذه استحسانا هذه أرى أنّها فتوى غلط، ممنوعة، وأمّا قولهم أنّ هؤلاء يجعلونها في أشياء ضدّ المسلمين فكلّ مالهم من أوّلها إلى آخرها يريدونها ضدّ المسلمين إذن لا تبايعهم ولا تشاريهم، إذا اشتريت منهم سلعة وزعمت أنّهم يتّخذونها ضدّ المسلمين فالرّبح الذي تعطيهم سيجعلوه ضدّ المسلمين ولا فرق، ثمّ هذا الرّبا هل هو كسب مالك؟ أجب يا أخي؟ أجب يا سائل؟
السائل : ...
الشيخ : لا، أجب سؤالي هل هو كسب مالك؟
السائل : لا لا.
الشيخ : لأنّ مالك ربّما يجعلونه ويتّجرون به ويخسر فليس لنا أن ... إنّما هو ربا يضعونه هم بأنفسهم وإذا كان كذلك فأنت ليس منك التّفريط وليس منك معونة على المسلمين لأنّه بكلّ سهولة تقول هذا ليس ربح مالي، أنا لا أدري مالي حين ما تصرّفوا فيه أكسبوا أم خسروا، فالمهمّ يا أخي والكلام للجميع لا تستحسنوا شيئا نهى الله ورسوله عنه، وأنت إذا تركت هذا كسبت أشياء كثيرة،
أوّلا علم هؤلاء الكفّار أنّك مسلم حقّا، لأنّ الكفّار ولا سيما علماءهم يعلمون أنّ الرّبا محرّم، محرّم في التّوراة والإنجيل، وفي الإسلام أيضا، فإذا تركت هذا علموا أنّك مؤمن حقّا وأنّك لن تقدّم الدّنيا على الآخرة.
ثانيا إذا تركت هذا ولا سيما إذا كان ملايين أوجب للمسلمين أن يكوّنوا بنوكا إسلاميّة، وينفردوا بمعاملاتهم، كما سمعنا اليوم في الإذاعة في لندن أنّ المسلمين في أنجلترا يطالبون ببنوك إسلاميّة وأنّ الحكومة تدرس هذا الطّلب، أفهمت؟ أمّا كوننا ننساب مع النّاس ونستحسن بعقولنا ما منعه الشّرع هذا غلط، هذا من جنس ما استحسن المعطلة معطّلة الأسماء والصّفات من الأشاعرة وغيرهم، استحسنوا أن ينكروا من صّفات الله ما أثبته الله لنفسه بحجّة أنّ العقل ينكرها، عليك بكتاب الله وسنّة رسوله وهما المتبوعان لا التّابعان نسأل الله أن يرزقنا وإيّاكم التّمسّك بدينه والوفاة عليه، إنّه على كلّ شيء قدير، وإلى هنا ينتهي المجلس لأنّه أذّن لصلاة الظّهر والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.