شرح على كتاب حلية طالب العلم للشيخ " بكر أبو زيد " . حفظ
الشيخ : أي نعم الأخ أحمد، نحن الآن بدأنا.
الطالب : تفضّل يا شيخ بارك الله فيك.
الشيخ : تقسيم الأصدقاء إلى ثلاثة أقسام: صديق منفعة، وصديق لذّة، وصديق فضيلة، وقلنا يستمسك بغرز صديق الفضيلة، نعم.
القارئ : " الفصل الخامس آداب الطالب في حياته العلميّة، الأمر الرّايع والعشرون: كبر الهمّة في العلم، من سجايا الإسلام التّحلّي بكبر الهمّة مركز السّالب والموجب في شخصك، الرّقيب على جوارحك، كبر الهمّة يجلب لك بإذن الله خيرا غير مجذوذ، لترقى إلى درجات الكمال، فيجري في عروقك دم الشّهامة والرّكض في ميدان العلم والعمل، فلا يراك النّاس واقفا إلا على أبواب الفضائل، ولا باسطا يديك إلاّ لمهمّات الأمور والتّحلّي بها .. ".
الشيخ : وهذا من أهمّ ما يكون، أن يكون الإنسان في طلب العلم له هدف، ليس مراده مجرّد قتل الوقت بهذا الطّلب بل يكون له همّة، ومن أهمّ همم طالب العلم أن يريد القيادة والإمامة للمسلمين في علمهم ويشعر أنّ هذه درجة هو يرتقي إليها درجة درجة حتى يصل إليها، وإذا كان كذلك فسوف يرى أنّه الواسطة بين الله عزّ وجلّ وبين العباد في تبليغ الشّرع هذه مرتبة ثانية، وإذا شعر بهذا الشّعور فسوف يحرص غاية الحرص على اتّباع ما جاء في الكتاب والسّنّة معرضا عن آراء النّاس، إلاّ أنّه يستأنس بها ويستعين بها على معرفة الحقّ، لأنّ ما تكلّم به العلماء رحمهم الله من العلم لا شكّ أنّه هو الذي يفتح الأبواب لنا، وإلاّ لما استطعنا أن نصل إلى درجة نستنبط الأحكام من النّصوص أو نعرف الرّاجح من المرجوح، و ما أشبه ذلك، فالمهمّ أن يكون الإنسان عنده همّة، وهو بإذن الله إذا نوى هذه النّيّة فإنّ الله سبحانه وتعالى سيعينه على الوصول إليها، نعم.
القارئ : " والتّحلّي بها يسلب منك سفاسف الآمال والأعمال، ويجتث منك شجرة الذّلّ والهوان، والتّملّق والمداهنة، فكبير الهمّة ثابت الجأش لا ترهبه المواقف وفاقدها جبان رعبيب تغلق "
الشيخ : تغلق
القارئ : " تغلق فمه الفهاهة ".
الشيخ : هذا صحيح، التّحلّي بعلوّ الهمّة يسلب عنك سفاسف الآمال والأعمال، الآمال هي أن يتمنّى الإنسان الشّيء دون السّعي في أسبابه فإنّ المؤمن كيّس فطن لا تلهيه الآمال، بل ينظر إلى الأعمال ويرتقب النّتائج، وأمّا من تلهيه الآمال ويقول إن شاء الله أقرأ هذا، أراجع هذا، الآن أستريح وبعد ذلك أراجع، أو تلهيه الآمال فيما يحدث للإنسان أحيانا يتصفّح الكتاب من أجل مراجعة مسألة من المسائل، ثمّ ينظر يمرّ به في الفهرس أو في الصّفحات مسائل تلهيه عن المقصود الذي من أجله فتح الكتاب ليراجع وهذا يقع كثيرا فينتهي الوقت وهو لم يراجع المسألة التي من أجلها صار يراجع هذا الكتاب أو فهرس هذا الكتاب فإيّاك والآمال المخيّبة اجعل نفسك قويّ العزيمة عالي الهمّة، وقد مرّ علينا في الأحاديث تدلّ على أنّ العناية بالمقصود قبل كلّ شيء مثل؟
الطالب : ...
الشيخ : عتبان بن مالك، عتبان بن مالك ( دعا النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم الى البيت إلى بيته ليصلّي إلى مكان يتّخذه عتبان مصلّى، فواعده النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام فأعدّ لرسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم طعاما وأخبر الجيران بذلك فخرج النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم فلمّا وصل إلى البيت أخبره عتبان بما صنع ولكنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: أرني المكان الذي تريد أن أصلّي فيه فأراه المكان وصلّى ) قبل أن يأكل الطّعام وقبل أن يجلس إلى القوم، لأنه جاء إلى غرض فلا تشتغل عن الغرض الذي أنت تريد بأشياء لا تريدها من أصل لأنّ هذا يضيّع عليك الوقت وهو من علوّ الهمّة، نعم.
القارئ : " ولا تغلط فتخلط بين كبر الهمّة والكبر، فإنّ بينهما من الفرق كما بين السّماء ذات الرّجع والأرض ذات الصّدع، كبر الهمّة حلية ورثة الأنبياء والكبر داء المرضى بعلّة الجبابرة البّؤساء ".
الشيخ : نعم نسأل الله العافية، نعم كبر الهمّة أنّ الإنسان يحفظ وقته، ويعرف كيف يتصرّف، ولا يضيع الوقت بغير فائدة، وإذا جاءه إنسان يرى أنّ مجالسته فيها إهمال وإلهاء عرف كيف يتصرّف، وأمّا كبر النّفس فهو الذي يحتقر غيره ولا يرى النّاس إلا ...، ولا يهتمّ، وربّما يصعّر وجهه وهو يخاطبك، فكما قال الشّيخ بكر بينهما كما بين السّماء ذات الرّجع والأرض ذات الصّدع، أي نعم.
القارئ : " فيا طالب العلم ارسم لنفسك كبر الهمّة ولا تنفلت منه، وقد أومأ الشّرع إليها في فقهيّات تلابس حياتك لتكون دائما على يقظة من اغتنامها، ومنها إباحة التّيمّم للمكلّف عند فقد الماء وعدم إلزامه بقبول هبة ثمن الماء للوضوء لما في ذلك من المنّة التي لا تنال من الهمّة "
الشيخ : التي
القارئ : " لما في ذلك من المنّة التي لا تنال "
الشيخ : " التي تنال التي تنال من من الهمة منالا "
القارئ : " التي تُنال " بالضمة يا شيخ
الشيخ : تَنال
القارئ : " من الهمّة منالا وعلى هذا فقس، والله أعلم ".
الشيخ : يعني من علوّ الهمّة ألاّ تكون متشوّفا لما في أيدي النّاس لأنّك إذا تشوّفت ومنّ النّاس عليك ملكوك، لأنّ المنّة ملك للرّقبة في الواقع، لو أعطاك إنسان قرشا لوجد أنّ يده أعلى من يدك كما جاء في الحديث.