السائل : شيخ أحسن الله إليك: ما ضابط هجر العاصي الذي لم تظهر معصيته علانية للناس إذا كان في هجرته مصلحة ؟
الشيخ : هذا الضابط:
الضابط أن هجر العاصي أنه إن كان فيه مصلحة بحيث يردع العاصي عن معصيته فليهجر، وأما إذا لم يكن فيه مصلحة فهجره حرام، لأن العاصي مؤمن ولو فعل ما فعل من الكبائر إلا الكفر إذا كفر هذا معذور، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدؤ بالسلام )، فلا تهجره.
ولأن بعض العصاة إذا هجرته زاد في المعصية وكرهك أيضًا، ولم يقبل منك أي نصيحة، أما إذا كان هجره ينفع كما لو كان أحد الأبناء أو أحد الإخوة وهو يقدرك وإذا هجرته ارتدع فهنا اهجره حتى يرتدع، فإن أخلف الظن بمعنى: أنك هجرته ولكنه لم يرتدع فعد وسلم ولا تنس النصيحة.