تفسير الآية ( 11 ) من سورة المجادلة . حفظ
الشيخ : نعود إلى موضوع كلامنا حيث انتهينا إلى قول الله تعالى:
(( يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسَّحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم )):
(( تفسحوا )) أي: اجعلوا فسحة وتوسعوا.
وقوله: (( إذا قيل لكم )) يشمل ما إذا قاله الداخل أو قاله المدبر للمجلس، ولهذا تجد أن الفعل: قيل ولم يذكر القائل ليشمل هذا وهذا، فمثلا إذا كان المجلس له مدبِّر يجلِّس الناس وقال لبعضهم: توسعوا لفلان يجلس فليتوسعوا، أو أن رجلا دخل والمجلس مكتظ بالجالسين فقال: توسعوا فليتوسعوا، وما هو جزاء المتوسعين؟
جزاؤهم مثل عملهم: (( يفسح الله لكم )) يوسع لكم الأمور التي تستعصي عليكم في أمور دينكم ودنياكم، وهذا ثواب عظيم لعمل يسير، وكانوا عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يجلسون فيأتي إلى المجلس أُناس من كبار الصحابة مِن أهل بدر أو غيرهم فيقفون، لأنهم لا يجدون مكاناً، فربما يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للقوم: تفسحوا، وربما يقول هؤلاء الواقفون تفسحوا، فأمر الله تعالى من وُجه إليه الأمر بالتفسح أن يفسح وبين ثوابه.
(( وإذا قيل انشزوا فانشزوا )) وهذه أشد من الأولى يعني: إذا قيل قوموا عن هذا المكان قوموا، لكن هذا لا يكون إلا ممن يدير المجلس، لأن له إمرة وسلطة، أما الداخل فلا، لا يحل له أن يقيم أحداً من مكانه ويجلس فيه لنهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك، لكن لو رأى من يدير الجلسة أن يقيم فلاناً ليجلس فلان فلا حرج ولكن لا يفعل هذا إلا لمصلحة راجحة لئلا يقع في قلب الذي قيل له: انشز شيء وربما يغضب ويغادر المجلس، الخلاصة الآن:
في هذه الآية دليل على أن الإنسان إذا قيل له تفسح فليفسح، وأن ثوابه أن الله يفسح له في دينه ودنياه وفي قبره.
إذا قيل: انشزوا يعني: قوموا فليقم، ولكن هذا إنما يكون من الذي يدير الجلسة كصاحب البيت مثلا أو من ينوب منابه، وقد قال الله عز وجل: (( إذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم )).
ثم قال عز وجل (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )): يعني أخبر الله عز وجل أنه يرفع أهل العلم الذين أوتوا العلم يعني: أُعطوا العلم والمراد بذلك العلم الشرعي كعلم الكتاب والسنة وما يساندهما، (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) : وأطلق الدرجات لأنها على حسب الإيمان والعلم والانتفاع بالعلم فمن كان إيمانه أقوى كان رفعه أعلى، ومن كان علمه أوسع وأكثر انتشارًا ونفعًا للمسلمين كان رفعه أعلى، لأن الجزاء من جنس العمل، وفي هذه الآية حث على تحقيق الإيمان وعلى طلب العلم، لأن الله يرفع أهل العلم وفي هذا يقول الشاعر:
" العلمُ يرفع بيتاُ لا عماد له *** والجهلُ يهدم بيت العز والشرف ".
عليك بالعلم، قال بعضهم: " من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم ".
(( يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )).
بعدها (( والله بما تعملون خبير )) أي: عليم، بكل ما نعمل سواء في السر أو في العلانية، وسواء في الأقوال أو في الأفعال، وسواء في أعمال القلوب أو في أعمال الجوارح، كل ما نعمل فالله عليم به، لو سألكم سائل من الذي خلقكم؟ من الذي خلقكم؟
السائل : االله.
الشيخ : الله، من الذي جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة؟
السائل : الله.
الشيخ : الله، إذا كان هو الله عز وجل فلا بد أن يعلم بما نعمل، ولهذا قال: (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ))؟
الجواب: بلى، الخالق لا بد أن يعلم مخلوقه، وفي هذا دليل على تحذير الإنسان أن يعمل بما يسخط الله، لا تعمل بما يسخط الله لا بالقول ولا بالفعل ولا بالاعتقاد، لأن الله عليمٌ به، احذر كما قال عز وجل: (( ويحذركم الله نفسَه ))، ونقتصر على هذا من أجل تلقي الأسئلة.
ونسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهَ اللهَ يا إخوان بتدبر القرآن وتفهم معانيه والتقرب إلى الله تعالى به، والعمل بما فيه، فهو والله سعادتكم في الدنيا والآخرة .
(( يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسَّحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم )):
(( تفسحوا )) أي: اجعلوا فسحة وتوسعوا.
وقوله: (( إذا قيل لكم )) يشمل ما إذا قاله الداخل أو قاله المدبر للمجلس، ولهذا تجد أن الفعل: قيل ولم يذكر القائل ليشمل هذا وهذا، فمثلا إذا كان المجلس له مدبِّر يجلِّس الناس وقال لبعضهم: توسعوا لفلان يجلس فليتوسعوا، أو أن رجلا دخل والمجلس مكتظ بالجالسين فقال: توسعوا فليتوسعوا، وما هو جزاء المتوسعين؟
جزاؤهم مثل عملهم: (( يفسح الله لكم )) يوسع لكم الأمور التي تستعصي عليكم في أمور دينكم ودنياكم، وهذا ثواب عظيم لعمل يسير، وكانوا عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يجلسون فيأتي إلى المجلس أُناس من كبار الصحابة مِن أهل بدر أو غيرهم فيقفون، لأنهم لا يجدون مكاناً، فربما يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للقوم: تفسحوا، وربما يقول هؤلاء الواقفون تفسحوا، فأمر الله تعالى من وُجه إليه الأمر بالتفسح أن يفسح وبين ثوابه.
(( وإذا قيل انشزوا فانشزوا )) وهذه أشد من الأولى يعني: إذا قيل قوموا عن هذا المكان قوموا، لكن هذا لا يكون إلا ممن يدير المجلس، لأن له إمرة وسلطة، أما الداخل فلا، لا يحل له أن يقيم أحداً من مكانه ويجلس فيه لنهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك، لكن لو رأى من يدير الجلسة أن يقيم فلاناً ليجلس فلان فلا حرج ولكن لا يفعل هذا إلا لمصلحة راجحة لئلا يقع في قلب الذي قيل له: انشز شيء وربما يغضب ويغادر المجلس، الخلاصة الآن:
في هذه الآية دليل على أن الإنسان إذا قيل له تفسح فليفسح، وأن ثوابه أن الله يفسح له في دينه ودنياه وفي قبره.
إذا قيل: انشزوا يعني: قوموا فليقم، ولكن هذا إنما يكون من الذي يدير الجلسة كصاحب البيت مثلا أو من ينوب منابه، وقد قال الله عز وجل: (( إذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم )).
ثم قال عز وجل (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )): يعني أخبر الله عز وجل أنه يرفع أهل العلم الذين أوتوا العلم يعني: أُعطوا العلم والمراد بذلك العلم الشرعي كعلم الكتاب والسنة وما يساندهما، (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) : وأطلق الدرجات لأنها على حسب الإيمان والعلم والانتفاع بالعلم فمن كان إيمانه أقوى كان رفعه أعلى، ومن كان علمه أوسع وأكثر انتشارًا ونفعًا للمسلمين كان رفعه أعلى، لأن الجزاء من جنس العمل، وفي هذه الآية حث على تحقيق الإيمان وعلى طلب العلم، لأن الله يرفع أهل العلم وفي هذا يقول الشاعر:
" العلمُ يرفع بيتاُ لا عماد له *** والجهلُ يهدم بيت العز والشرف ".
عليك بالعلم، قال بعضهم: " من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم ".
(( يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )).
بعدها (( والله بما تعملون خبير )) أي: عليم، بكل ما نعمل سواء في السر أو في العلانية، وسواء في الأقوال أو في الأفعال، وسواء في أعمال القلوب أو في أعمال الجوارح، كل ما نعمل فالله عليم به، لو سألكم سائل من الذي خلقكم؟ من الذي خلقكم؟
السائل : االله.
الشيخ : الله، من الذي جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة؟
السائل : الله.
الشيخ : الله، إذا كان هو الله عز وجل فلا بد أن يعلم بما نعمل، ولهذا قال: (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ))؟
الجواب: بلى، الخالق لا بد أن يعلم مخلوقه، وفي هذا دليل على تحذير الإنسان أن يعمل بما يسخط الله، لا تعمل بما يسخط الله لا بالقول ولا بالفعل ولا بالاعتقاد، لأن الله عليمٌ به، احذر كما قال عز وجل: (( ويحذركم الله نفسَه ))، ونقتصر على هذا من أجل تلقي الأسئلة.
ونسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهَ اللهَ يا إخوان بتدبر القرآن وتفهم معانيه والتقرب إلى الله تعالى به، والعمل بما فيه، فهو والله سعادتكم في الدنيا والآخرة .