ما الفرق بين دعوة الأحزاب السياسية ودعوة أهل السنة والجماعة ؟ حفظ
الشيخ : إذًا ما الذي يحكم بين هذه الفرق وكلها تنتمي وعلى الأقل كلاما ودعوة إلى الكتاب والسنة ما هو الحكم الفصل بين هؤلاء وكلهم يقولون كلمة واحدة الجواب على منهج السلف الصالح هنا كما يقال في العصر الحاضر سؤال يطرح نفسه بالنسبة لبعض الناس وهو من أين جئنا بهذه الضميمة وعلى منهج السلف الصالح جئنا من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومما جرى عليه أئمة السلف المتبعين من جماهير أهل السنة والجماعة كما يقولون اليوم أول ذلك قوله تبارك وتعالى (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) فأنتن تسمعن قوله عز و جل في هذه الآية (( ... ويتبع غير سبيل المؤمنين ... )) فقد عطف هذه الجملة على قوله عز وجل (( ... ومن يشاقق الرسول ... )) فلو أن الله عز و جل لم يذكر (( ... ويتبع غير سبيل المؤمنين ... )) لو أن الآية كانت ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ، على دعوة أولئك الفرق القديمة والحديثة لا يخسرون شيئا لو لم تكن هذه الجملة الطيبية في الآية الكريمة ألا وهي قوله تعالى (( ... ويتبع غير سبيل المؤمنين ... )) لأنهم يقولون نحن على الكتاب والسنة هذه القولة يجب تحقيقها باتباع الكتاب والسنة تحقيقا شاملا أولا ومطبقا عمليا ثانيا مثلا قوله عز وجل المعروف لدى علماء المسلمين (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسين تأويلا )) المقلدة من العالم الإسلامي كله إذا دعوا إلى الله و رسوله إلى كتاب الله وحديث رسوله قالوا لا نحن نتبع مذهبنا هذا يقول أنا مذهبي حنفي وهذا شافعي إلى آخره فهل هؤلاء الذين أقاموا تقليدهم للأئمة مقام اتباعهم لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد طبقوا هذه الآية الكريمة التي ذكرتها أخيرا (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) ؟ الجواب لم يفعلوا شيئا من ذلك إذا لم يفدهم قولهم نحن على الكتاب والسنة لأنهم لا يطبقون عمليا الكتاب والسنة هذا مثال أريد به تقريب الموضوع الأول لأن هذ المثال أقصد به المقلدة أما البحث الأول فإنما أقصد به الدعاة الإسلاميين الذين يفترض فيهم أن لا يكونوا من المقلدين من الذين يؤثرون أقوال الأئمة غير المعصومين على أقوال الله ورسوله المعصوم فإذا كان الأمر إذًا يعود إلى العقيدة فالعقيدة تؤخذ من الكتاب والسنة وما كان عليه السلف لأن هذا السلف هو المقصود بالآية الأولى (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ... )) لم يذكر الله عزّ وجل هذه الجملة في منتصف هذه الآية عبثا وإنما ليؤصل بها أصلا ويقعد بها قاعدة وهي أنه لا يجوز لنا أن نتكل في فهم كتاب ربنا وسنة نبينا على عقولنا المتأخرة زمنا والمتخلفة فهما وإنما يكون المسلمون متبعين للكتاب والسنة تأصيلا وتقعيدا إذا أضافوا إلى الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح لأن هذه الآية تضمنت النص أنه يجب علينا أن لا نخالف الرسول وألا نشاقق الرسول كما أنها تضمنت أن لا نخالف وأن لا نتبع غير سبيل المؤمنين ومعنى كل من القيد الأول في هذه الآية والقيد الثاني الآخر أنه يجب علينا اتباع الرسول عليه السلام وترك مشاققته كما يجب علينا اتباع سبيل المؤمنين و عدم مخالفته .