شؤم تحكيم العقل في النصوص الشرعية (تبني حزب التحرير لهذا المنهج). حفظ
الشيخ : هذه حقيقة مع الأسف الشديد يغفل عنها كل الأحزاب الإسلامية ويخاصة منها حزب التحرير الذي يتميز عن أي حزب إسلامي آخر أنه يقيم للعقل البشري وزنا أكثر مما أقامه الإسلام له نحن نعلم يقينا أن الله عز وجل حينما يكلم الناس بكلامه إنما يخاطب العقلاء ويخاطب العلماء ويخاطب الذين يتفكرون ولكننا نعلم أن العقل البشري مختلف فالعقل عقلان عقل مسلم وعقل كافر هذا العقل الكافر ليس عقلا قد يكون ذكاء ولكنه لا يكون عقلا لأن العقل في أصل اللغة العربية هو الذي يعقل صاحبه ويربطه ويقيده أن ينفلت يمينا وشمالا ولا يمكن العاقل ألا ينفلت يمينا وشمالا إلا إذا اتبع كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك حكى الله عز وجل عن الكفار والمشركين حينما يعترفون بحقيقة أمرهم أنهم حينما كانوا كما قال الله عز وجل في القرآن الكريم (( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا و هم عن الآخرة غافلون )) يعترفون أنهم حينما كاناوا عارفين بأمور الدنيا أنهم لم يكونوا عقلاء ذلك هو قولهم فيما حكاه ربنا عنهم (( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير )) إذًا هناك عقلان عقل حقيقي وعقل مجازي ، العقل الحقيقي هو العقل المسلم الذي آمن بالله ورسوله أما العقل المجازي فهو عقل الكفار لذلك قال تعالى في القرآن كما سمعتن آنفا عنهم (( وقالوا لو كنا نسمع أونعقل ما كنا في أصحاب السعير )) وقال بصورة عامة عن الكفار (( أم لهم قلوب لا يعقلون بها )) فإذًا هم لهم قلوب ولكنهم لا يعقلون بها لا يفهمون بها الحق ، إذا عرفنا هذه الحقيقة وهي حقيقة ما أظن أنه يختلف فيها اثنان وينتطح فيها عنزان لأنها صريحة في القرآن وفي أحاديث الرسول عليه السلام لكني أريد أن أتوصل من هذه الحقيقة إلى حقيقة أخرى التي هي نقطة البحث في هذه اللحظة مني إذا كان عقل الكافر ليس عقلا فعقل المسلم ينقسم أيضا إلى قسمين عقل عالم وعقل جاهل فعقل المسلم الجاهل لا يمكن أن يكون مساويا في عقله وفي فهمه لعقل العالم لا يستويان مثلا أبدا لذلك قال تعالى (( وما يعقلها إلا العالمون )) ولذلك قال تعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون )) إذًا لا يجوز للمسلم الحق المؤمن بالله ورسوله حقا أن يحكم عقله وإنما يخضع عقله لما قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هنا نضع نقطة في دعوة حزب التحرير أنهم تأثروا بالمعتزلة في منطلقهم في طريق الإيمان وطريق الإيمان هو عنوان لهم في بعض كتبهم التي ألفها رئيسهم تقي الدين النبهاني رحمه الله وأنا لقيته أكثر من مرة وأنا عارف به تماما وعارف بما عليه حزب التحرير كأحسن ما تكون المعرفة ولذلك فأنا أتكلم إن شاء الله عن علم بما عليه تقوم عليه دعوتهم فهذه أول نقطة تؤخذ عليهم أنهم جعلوا للعقل مزية أكثر مما ينبغي أكرر على مسامعكن ما قلته آنفا أنا لا أنفي أن العقل له قيمته لما سبق ذكره لكن ليس للعقل أن يحكم على الكتاب والسنة و إنما العقل يخضع لحكم الكتاب والسنة وما عليه إلا أن يفهم ما جاء في الكتاب وفي السنة من هنا انحرف المعتزلة قديما فأنكروا حقائق شرعية كثيرة وكثيرة جدا بسبب أنهم سلطوا عقولهم على نصوص الكتاب والسنة فحرفوها وبدلوا فيها و غيروا وبتعبير علماء السلف عطلوا نصوص الكتاب والسنة هذه نقطة أريد أن ألفت نظركن إليها وهي أنه ينبغي إخضاع المسلم لنص الكتاب والسنة بعد فهم الكتاب والسنة فالحاكم هو الله ورسول الله وليس الحاكم عقل البشر لما ذكرنا أن عقل البشر يختلف من عقل مسلم وعقل كافر ثم عقل المسلم يختلف من عقل مسلم جاهل ومن عقل مسلم عاقل فليس فهم المسلم العالم كفهم المسلم الجاهل لذلك قال تعالى ولا بأس من التكرار لأنني أعلم أن هذا الموضوع قليلا ما يطرق مسامع الملايين المملينة من المسلمين من الرجال فضلا عن المخدرات من النساء ولذلك فأنا مضطر إلى أن أكرر هذه النقاط وهذه الأدلة ما يعقلها إلا العالمون هنا نحن نقف قليلا من هم العالمون ؟ أهم العلماء الكفار ؟ لا ، لا نقيم لهم وزنا لما ذكرناه آنفا أنهم ليسوا عقلاء والحقيقة أنهم أذكياء لأنهم اخترعوا وابتدعوا و و و إلى آخره وارتقوا في الحضارة المادية المعروفة لدى الجميع كذلك عقل المسلمين هذا العقل في كل أفاردهم ليسوا سواء فلا يستوي عقل العالم مع عقل الجاهل و سأقول شيئا آخر لا يستوي عقل العالم العامل بعلمه مع عقل العالم اللاعامل بعلمه لا يستوون مثلا إطلاقا لذلك فانحرفت المعتزلة في كثير من الأصول التي وضعوها مخالفين فيها طريقة الشرع كتابا وسنة ومنهج السلف الصالح هذه هي النقطة الأولى اعتماد حزب التحرير على العقل أكثر مما ينبغي .