بيان حجية الخبر الواحد . حفظ
الشيخ : ... كلنا يعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما أرسله الله عز وجل بشيرا ونذيرا وقال له (( يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليكم من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )) ، كان تبليغ ه عليه الصلاةو السلام رسالته إلى الناس تارة بشخثه حينما كان يحضر ندوتهم ومجتمعاتهم فيخاطبهم مباشرة يرسل رسولا من طرفه يدعو المشركين إلى اتباع دعوة النبي الكريم وتارة يرسل خطابا كما هو معلوم من السيرة إلى هرقل ملك الروم وإلى كسرى ملك فارس وإلى المقوقس و و إلى آخر إلى أمراء العرب كما هو مشروح في كتب السيرة النبوية ومن ذلك أنه أرسل إلى اليمن معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري وعلي بن أبي طالب وأرسل إلى الروم دحية الكلبي إلى آخره هؤلاء كانوا أفرادا لا يمثل خبرهم الخبر القطعي لأنهم أفراد فمعاذ في مكان وأبو موسى في مكان وعلي في مكان وقد يختلف أيضا الزمان كما اختلف المكان وهناك حديث في الصحيحين أخرجاه بالسند الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أرسل معاذا إلى اليمن قال له ( ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ) فمن من المسلمين يشك بأن هذه الشهادة هي الأصل الأول من الإسلام أي هو العقيدة الأولى الذي ينبني عليها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله فإذًا معاذا رضي الله تعالى عنه ذهب وحده مبلغا وداعيا المشركين أن يؤمنوا بدين الإسلام ترى هل قامت الحجة بمعاذ بن جبل حينما دعاهم إلى الإسلام ويقول لهم أن الرسول يأمركم أن تصلوا خمس صلوات في كل يوم وليلة وهذه الصلاة ركعتان وتلك ثلاث والبقية أربع أربع إلى آخر ما هنالك من تفصيلات معروفة لدينا والحمد لله ويأمرهم بالزكاة وذكر لهم تفاصيل أحكام الزكاة ما يتعلق بالفضة ، ما يتعلق بالذهب ، ما يتعلق بالثمار ، ما يتعلق بالخضار ، ما يتعلق بالبقار والجمال و و إلى آخره ، هل قامت حجة الإسلام على أولئك المشركين بمعاذ وحده ؟ على مذهب حزب التحرير مع الأسف لا لم تقم الحجة لأنه فرد يجوز عليه الكذب وإذا قلنا لا الكذب بعيد عنهم فلا أقل أن يقال يجوز عليهم الخطأ والنسيان فإذًا جاؤوا بفلسفة أن الحديث الصحيح لا يجوز أن نأخذ منه عقيدة إسلامية إذًا اليمانيون حينما دعاهم معاذ إلى الإسلام و بلا شك أول ما دعاهم دعاهم إلى العقيدة إذا لم تقم حجة الله على اليمانيين الذين كان منهم وثنيون وكان منهم صلبيون وكان منهم من المجوس لم تقم حجة الله عليهم في العقائد أما في الأحكام يقولون حزب التحرير كما يقول عامة المسلمين نعم حديث الآحاد تثبت بالأحكام الشرعية أما العقائد الإسلامية فلا تثبت بحديث الآحاد .