هل يجوز إعطاء الدعاة إلى الله من الزكاة ؟ حفظ
أبو ليلى : السؤال الثاني شيخنا هل يجوز صرف أموال الزكاة للدعاة إلى الله أي تفريغهم للعمل في الدعوة والتعليم وحالهم في العالم الإسلامي كما تعلمون فقراء ؟
الشيخ : إذا كان السؤال دقيقا وهو ما جاء في نهاية سؤال أن حالهم فقراء إذن مافي داعي لمثل هذا التفصيل كله ، هو كان حق السؤال أن يكون مطلقا هل يجوز صرف أموال الزكاة للدعاة حتى ولو كانوا أغنياء أما إذا كانوا فقراء فهنا قد توفر فيه سببان أحدهما مقطوع على كونه سببا شرعيا لجواز إعطاء الزكاة ألا وهو الفقر والسبب الثاني تفريغه للدعوة إلى الله هذا ليس سببا شرعيا في اعتقادي أنا ولذلك ما دام أن السؤال كان صرف الزكاة للدعاة الفقراء هذا أمر لا إشكال فيه لكني أظن أن السائل لم يحسن السؤال السائل يعني صرف الأموال إلى الدعاة مطلقا سواء كانوا فقراء أو كانوا أغنياء والجواب حين ذاك هذا الجواب بتفرع على تفسير قوله تعالى في آية مصاريف الزكاة (( ... وفي سبيل الله ... الآية (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ... )) وفي آخرها وفي سبيل الله وفي تفسير في سبيل الله في هذه الآية خاصة قولان للعلماء القول الأشهر أنهم المجاهدون في سبيل الله وهناك قول آخر وهو الإحجاج في سبيل الله الإحجاج في سبيل الله لحديث ( لو أنك أحججتها لكان ذلك في سبيل الله ) وهذا مذهب الإمام أحمد أما توسيع معنى (( وفي سبيل الله )) بحيث أنه يشمل كل سبل الخير منها ما جاء في السؤال تفريغ الدعاة للدعوة إلى الله منها بناء المساجد المستشفيات المدارس إلى آخره تجويز صرف الزكاة إلى هذه المواضع إنما يتفرع من تعميم معنى سبيل الله في سبل الخير وهذا التفسير تفسير محدث لا يعرفه السلف الصالح أولا ثم هو ينافي صريح الآية التي حصرت مصارف الزكاة المذكورة فيها لذلك فإن كان السؤال خاص بالدعاة الفقراء فلا إشكال فيه أما إن كان السؤال يعم حتى الأغنياء فنحن لا نرى ذلك ولذلك نحن ننصح القائمين على الجمعيات الخيرية أن يكون عندهم صندوقان صندوق للزكاة المفروضة وصندوق للصدقات العامة التي هي للممرات والخيرات فالصندوق الأول يصرف إلى الفقراء والمساكين والجهاد في سبيل الله ونحو ذلك مما هو منصوص في الآية أما الصندوق الآخر فسبيله واسع جدا ومنه يُنفق على الذين يُفرَغون للدعوة إلى الله هذا ما عندي .
أبو ليلى : جزاك الله خير .
الشيخ : وإياك .
أبو ليلى : طبعا هذه من جمعية دار البر في الإمارات - شيخنا - هذه الأسئلة وجّهوها إليكم وهم يعني نقلوا لنا يريدوا وضع هذه الأسئلة والأجوبة في الأصالة الظاهر .
الشيخ : نعم .
أبو ليلى : الله يجزيك الخير شيخنا .