ما حكم الجماعة الثانية في المسجد ؟ حفظ
الطالب : ذهبت إلى المسجد فوجدت الإمام في التشهد الأخير وأظن فيه جماعة أو إنه فيه في جماعة ستاتي في الطريق هل أدخل مع الإمام في التشهد وهو في التشهد الأخير أم أنتظر جماعة أو ألتمس جماعة أصلى جماعة ؟ الشيخ : لا ، حينما تأتي المسجد فتنظم إلى هذه الجماعة القائمة لأنها هي الجماعة المشروعة وما سوى ذلك من الجماعات التي تتبع هذه الجماعة فهي ليست مشروعة ، الجماعة المشروعة هي الجماعة الأولى وقد قال عليه السلام ( إذا أتيتم الصلاة للمسجد ، إذا أتيتم الصلاة فأتوها وعليكم السكينة والوقار ولا تؤتوها وأنتم تسعون وما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ). فالمسلم مهما أدرك من صلاة الإمام ولو قبل السلام فيكتب له صلاة جماعة ولكن بنسب متفاوتة ، الذي يدرك صلاة الجماعة مع تكبيرة الإحرام ليس شأنه وفضله كالذي يدرك الصلاة قبل سلام الإمام ، لكن على كل حال له أجر الجماعة ولكل ما يستحقه من الأجر ، أما أن تترك الانضمام إلى هذه الجماعة القائمة انتظارا للجماعة الثانية فأنت تنتظر جماعة غير سنية ، لأنه قد اتفق جماهير الأئمة أعني الإمام أبا حنيفة ومالك والشافعي والإمام أحمد في رواية عنه أنه تكره تكرار الجماعة في المسجد الذي له إمام راتب ومؤذن راتب ، وجاء في مصنف ابن أبي شيبة من طريق الحسن البصري قال " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا فاتتهم الصلاة مع الجماعة صلوا فرادى " وأخذ هذا الأثر الإمام الشافعي وأودعه في كتابه العظيم " الأم " وأتبعه بجملة من عنده فهو يقول " وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا فاتتهم الصلاة مع الجماعة صلوا فرادى " كما قال الحسن وزادها الشافعي من عنده تفقها " وقد كانوا قادرين على أن يجمعوا مرة أخرى ولكن لم يفعلوا لأنهم كرهوا أن يجمعوا في مسجد مرتين " لأنهم كرهوا أن يجمعوا في مسجد مرتين ، وهكذا جاء صراحة في المدونة المنسوبة للإمام مالك رحمه الله أنه ليس هناك جماعة ثانية ، وهذا بحث طويل وخلاف مديد في الفروع الفقهية ، لكن حسبكم الآن هذا الأثر .
الطالب : ولكن هناك حديث من يتصدق على هذا وهو بحضور الرسول صلى الله عليه وسلم هل هذا صح أو يصح ؟ فهل هذا جائز أن يصلي ؟ .
الشيخ : هو صحيح لاشك فيه ، لأنه جاء من رواية أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك رضي الله عنهما ، لكنه هذا الحديث بواد ونحن بواد آخر ، نحن بحثنا الآن في عقد جماعة ثانية هي كالجماعة الأولى من حيث أن المصلين فيها هم جميعهم يصلون ما عليهم من الفريضة ، الجماعة الأولى والجماعة الثانية والثالثة كلهم يصلون فريضة الوقت ، أما الحديث الذي تسأل عنه فليس هذا بابه ذلك لأن الحديث كما ذكرت تصريحا حيث يقول ( ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه ) . والحقيقة قلت آنفا إن هذا بحث طويل لكن أشعر بأنني في الوقت الذي أردت التهرب منه قد جررت إليه ـ يضحك الشيخ رحمه الله ـ لكن على كل حال فيه خير إن شاء الله ، إذا دخل جماعة المسجد فوجدوا الإمام قد صلى فتقدم أحدهم وصلى بهم إماما قولوا لي الآن من المتصدق ومن المتصدق عليه من هذه الجماعة ؟ ما في أحد ، إذا كلهم فقراء ومساكين لأنهم فاتتهم الفريضة ، أما الرجل الذي جاء وقد فاتته الصلاة خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام لمن حوله: ( ألا رجل يتصدق على هذا ويصلي معه ). فقام أحدهم هذا القائم قد صلى الفرض وراء الرسول عليه السلام فهو ملي فهو غني ، أما ذاك الرجل الذي أراد أن يصلي وحده فهو فقير ، فذاك الذي صلى خلف الرسول يتصدق على هذا بإمكانه أن يتصدق على هذا ، لكن هؤلاء الفقراء والمساكين الذين فاتتهم صلاة الجماعة كلهم سواء فتقدم أحدهم ، من المتصدق ومن المتصدق عليه ؟ لا يوجد هذا أبدا ، لذلك الحديث هذا ليس له علاقة بالجماعة الثانية ، هذه صورتها أن الرجل يصلي مع الجماعة ثم يرى رجلا يريد أن يصلي لوحده فهو يصلي معه لا بأس في هذا لأن هذه جماعة نفل وليست جماعة فرض وبحثنا في جماعة الفرض وليس في جماعة النفل ، وعلى العكس من ذلك مثلا كما وقع في حجة الوداع أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الصبح في مسجد الخيف لما سلم وجد رجلين يوحي وضعهما أنهما لم يصليا مع الرسول قال لهما: ( ألستما مسلمين ؟ قالوا بلى يا رسول الله ، قال فما منعكما أن تصليا معنا ؟ قال يا رسول الله إنا كنا قد صلينا في رحالنا ، قال فإذا صلى أحدكم في رحله ثم أتى مسجد الجماعة فليصل معهم فإنها تكون له نافلة ) . فهذه نافلة تلك الصلاة التي صلاها الرجل الذي استجاب لأمر الرسول عليه السلام ( ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه ). فهذه نافلة الجماعة ، جماعة نافلة ، نحن نتكلم عن جماعة الفريضة جماعة الفريضة في المسجد الذي له إمام راتب وله مؤذن راتب يجتمع الناس يصلوا في هذا المسجد لا يشرع جماعة ثانية ، وسبب ذلك يعود إلى النقل والعقل ، و النقل هو الأصل لأن هذا لم يقع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ، أما العقل والنظر السديد فإنك إذا فكرت لاسيما إذا جربت كما جربت أنا فستجد أن القول بشرعية الجماعة الثانية يعود بالنقص للجماعة الأولى ، لأننا إذا افترضنا مسجدا جماعته مثلا ثلاثمائة شخص تقريبا إذا أوحي إليهم ولقنوا وشبعوا علما بأن هناك جماعة ثانية وثالثة فستجد مفعول هذا التفقيد مع الزمن ، يعود عدد الثلاثمائة إلى مائتين وإلى أقل ، لأنهم يتواكلون على الجماعة الثانية ، وهذا ما كان قد وقع في نفسي أنا حينما كنت مبتدئا في طلب العلم وكنت صانعا مصلحا للساعات والمسجد بجانبي وكنت أسمع الأذان فأقول حتى أخلص هذه الساعة أركب هذا العقرب أركب كذا وكذا ، يصير نقاش في نفسي وينتهي النقاش بالقول أنه انتهت الصلاة ، ودخلت المسجد ولم أجد أحدا يصلي فأقول في نفسي أنت طالب علم أنت مش عاجبك نفسك ، أنت تصلي بالناس ، وهكذا فعلا كنت أسمع الأذان ولا أجيب ولا أبادر إلى الإجابة ، لكني لما عرفت السنة الصحيحة في عهد الرسول عليه السلام وسنة السلف الصالح في هذا المجال كنت بفضل الله لا تفوتني صلاة جماعة ، لماذا ؟ لأن الفكرة التي كانت توحي إلي بالتكاسل عن الجماعة الأولى زالت وطاحت وأصبحت هباء منثورا وقام في نفسي إنك بين أحد شيئين إما أن تصلي مع الجماعة حتى أولا تسقط عن نفسك ما فرض الله عليك في مثل قوله تعالى: (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) . وإما أن تصلي وحدك فتخسر الفضيلة وتخسر القيام بهذه الفريضة ، ولما صح فهمي للموضوع صحت عبادتي واستقامت والحمد لله رب العالمين . .
الطالب : يا شيخنا نكمل البحث إن شاء الله بعد الغداء.
الشيخ : طيب تفضلوا .
الطالب : ...
الشيخ : هي من كلام الله لكن هي تمثل كلام الله كله ؟ .
الطالب : لا ، طبعا .
الشيخ : إذا خلص لكن أنت ما الذي تنوي من وراء هذا الكلام ؟ .
الطالب : لأنني ظننت شيئا ولكن لما ذكرت ... .
الشيخ : لا ، لابد من تتهمني بشيء لأن الإنسان لا يتكلم بشيء إلا إذا في شيء .
الطالب : أنا أريد أن أفهم معنى أن القرآن صفته مثلا إذا الإنسان تكلم بكلمة هل يقال إن هذه الكلمة ليست تكلم بها هذا الانسان ... .
الشيخ : أنا أجبتك أن ...ليس من كلام الله وليس هو كلام الله .
الطالب : طيب هل يصح أن يطلق عليها أنها صفة لله...
الشيخ : كلام الله (( لو كان البحر )) .
الطالب : لكن هل نقول إنها جزء ؟ .
الشيخ : ... تأشيرتنا تنتهي يوم الخميس ولذلك لازم تستعجل في المجيء إلينا حتى نلتقي لذلك أنا كنت مقرر السفر يوم الاثنين ولما جاءني هذا الطلب ...
الطالب : تعودون بالسلامة
الشيخ : ...
الطالب : صلة رحم
الشيخ : يا الله وعليكم السلام أين أبو معاذ أتسمح لنا ؟ أستودعكم الله والسلام عليكم .
الطالب : استودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم اعمالكم
على ما يبدوا أن الشيخ كان في سفر الحج والعمرة .
الطالب : ولكن هناك حديث من يتصدق على هذا وهو بحضور الرسول صلى الله عليه وسلم هل هذا صح أو يصح ؟ فهل هذا جائز أن يصلي ؟ .
الشيخ : هو صحيح لاشك فيه ، لأنه جاء من رواية أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك رضي الله عنهما ، لكنه هذا الحديث بواد ونحن بواد آخر ، نحن بحثنا الآن في عقد جماعة ثانية هي كالجماعة الأولى من حيث أن المصلين فيها هم جميعهم يصلون ما عليهم من الفريضة ، الجماعة الأولى والجماعة الثانية والثالثة كلهم يصلون فريضة الوقت ، أما الحديث الذي تسأل عنه فليس هذا بابه ذلك لأن الحديث كما ذكرت تصريحا حيث يقول ( ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه ) . والحقيقة قلت آنفا إن هذا بحث طويل لكن أشعر بأنني في الوقت الذي أردت التهرب منه قد جررت إليه ـ يضحك الشيخ رحمه الله ـ لكن على كل حال فيه خير إن شاء الله ، إذا دخل جماعة المسجد فوجدوا الإمام قد صلى فتقدم أحدهم وصلى بهم إماما قولوا لي الآن من المتصدق ومن المتصدق عليه من هذه الجماعة ؟ ما في أحد ، إذا كلهم فقراء ومساكين لأنهم فاتتهم الفريضة ، أما الرجل الذي جاء وقد فاتته الصلاة خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام لمن حوله: ( ألا رجل يتصدق على هذا ويصلي معه ). فقام أحدهم هذا القائم قد صلى الفرض وراء الرسول عليه السلام فهو ملي فهو غني ، أما ذاك الرجل الذي أراد أن يصلي وحده فهو فقير ، فذاك الذي صلى خلف الرسول يتصدق على هذا بإمكانه أن يتصدق على هذا ، لكن هؤلاء الفقراء والمساكين الذين فاتتهم صلاة الجماعة كلهم سواء فتقدم أحدهم ، من المتصدق ومن المتصدق عليه ؟ لا يوجد هذا أبدا ، لذلك الحديث هذا ليس له علاقة بالجماعة الثانية ، هذه صورتها أن الرجل يصلي مع الجماعة ثم يرى رجلا يريد أن يصلي لوحده فهو يصلي معه لا بأس في هذا لأن هذه جماعة نفل وليست جماعة فرض وبحثنا في جماعة الفرض وليس في جماعة النفل ، وعلى العكس من ذلك مثلا كما وقع في حجة الوداع أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الصبح في مسجد الخيف لما سلم وجد رجلين يوحي وضعهما أنهما لم يصليا مع الرسول قال لهما: ( ألستما مسلمين ؟ قالوا بلى يا رسول الله ، قال فما منعكما أن تصليا معنا ؟ قال يا رسول الله إنا كنا قد صلينا في رحالنا ، قال فإذا صلى أحدكم في رحله ثم أتى مسجد الجماعة فليصل معهم فإنها تكون له نافلة ) . فهذه نافلة تلك الصلاة التي صلاها الرجل الذي استجاب لأمر الرسول عليه السلام ( ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه ). فهذه نافلة الجماعة ، جماعة نافلة ، نحن نتكلم عن جماعة الفريضة جماعة الفريضة في المسجد الذي له إمام راتب وله مؤذن راتب يجتمع الناس يصلوا في هذا المسجد لا يشرع جماعة ثانية ، وسبب ذلك يعود إلى النقل والعقل ، و النقل هو الأصل لأن هذا لم يقع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ، أما العقل والنظر السديد فإنك إذا فكرت لاسيما إذا جربت كما جربت أنا فستجد أن القول بشرعية الجماعة الثانية يعود بالنقص للجماعة الأولى ، لأننا إذا افترضنا مسجدا جماعته مثلا ثلاثمائة شخص تقريبا إذا أوحي إليهم ولقنوا وشبعوا علما بأن هناك جماعة ثانية وثالثة فستجد مفعول هذا التفقيد مع الزمن ، يعود عدد الثلاثمائة إلى مائتين وإلى أقل ، لأنهم يتواكلون على الجماعة الثانية ، وهذا ما كان قد وقع في نفسي أنا حينما كنت مبتدئا في طلب العلم وكنت صانعا مصلحا للساعات والمسجد بجانبي وكنت أسمع الأذان فأقول حتى أخلص هذه الساعة أركب هذا العقرب أركب كذا وكذا ، يصير نقاش في نفسي وينتهي النقاش بالقول أنه انتهت الصلاة ، ودخلت المسجد ولم أجد أحدا يصلي فأقول في نفسي أنت طالب علم أنت مش عاجبك نفسك ، أنت تصلي بالناس ، وهكذا فعلا كنت أسمع الأذان ولا أجيب ولا أبادر إلى الإجابة ، لكني لما عرفت السنة الصحيحة في عهد الرسول عليه السلام وسنة السلف الصالح في هذا المجال كنت بفضل الله لا تفوتني صلاة جماعة ، لماذا ؟ لأن الفكرة التي كانت توحي إلي بالتكاسل عن الجماعة الأولى زالت وطاحت وأصبحت هباء منثورا وقام في نفسي إنك بين أحد شيئين إما أن تصلي مع الجماعة حتى أولا تسقط عن نفسك ما فرض الله عليك في مثل قوله تعالى: (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) . وإما أن تصلي وحدك فتخسر الفضيلة وتخسر القيام بهذه الفريضة ، ولما صح فهمي للموضوع صحت عبادتي واستقامت والحمد لله رب العالمين . .
الطالب : يا شيخنا نكمل البحث إن شاء الله بعد الغداء.
الشيخ : طيب تفضلوا .
الطالب : ...
الشيخ : هي من كلام الله لكن هي تمثل كلام الله كله ؟ .
الطالب : لا ، طبعا .
الشيخ : إذا خلص لكن أنت ما الذي تنوي من وراء هذا الكلام ؟ .
الطالب : لأنني ظننت شيئا ولكن لما ذكرت ... .
الشيخ : لا ، لابد من تتهمني بشيء لأن الإنسان لا يتكلم بشيء إلا إذا في شيء .
الطالب : أنا أريد أن أفهم معنى أن القرآن صفته مثلا إذا الإنسان تكلم بكلمة هل يقال إن هذه الكلمة ليست تكلم بها هذا الانسان ... .
الشيخ : أنا أجبتك أن ...ليس من كلام الله وليس هو كلام الله .
الطالب : طيب هل يصح أن يطلق عليها أنها صفة لله...
الشيخ : كلام الله (( لو كان البحر )) .
الطالب : لكن هل نقول إنها جزء ؟ .
الشيخ : ... تأشيرتنا تنتهي يوم الخميس ولذلك لازم تستعجل في المجيء إلينا حتى نلتقي لذلك أنا كنت مقرر السفر يوم الاثنين ولما جاءني هذا الطلب ...
الطالب : تعودون بالسلامة
الشيخ : ...
الطالب : صلة رحم
الشيخ : يا الله وعليكم السلام أين أبو معاذ أتسمح لنا ؟ أستودعكم الله والسلام عليكم .
الطالب : استودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم اعمالكم
على ما يبدوا أن الشيخ كان في سفر الحج والعمرة .