كيف يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في واقع العالم الإسلامي المتموج بالفتن والإنحراف .؟ حفظ
إبراهيم شقرة : و نترك المجال لشيخنا ليحديثنا كيف ينبغي أن يكون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فى مثل هذا الواقع الذي يعيشه المسلمين و جزاه الله خيرا
الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله أما بعد فإن خير كلام كلام الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله تعالى عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و بعد فلا سيبقي على كل مسلم أن الإسلام إما يقوم بواجب الأمر بالمعروف و النهي على المنكر و طالما تكررت الآيات الكريمة في كلام الله عز و جل آمرة أن تكون هناك أمة و جماعة تقوم بواجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هذا أمر لا خلاف فيه بين المسلمين قاطبة و إنما قد يكون هناك خلاف في تطبيق هذا الأمر الواجب و هنا لابد الوقوف قليلا إن كثيرا من المسلمين الذين آوتو حظا و لو قليلا من العلم يظنون أنلم يزل بأمن و أنه يجب تغيره يبادرون إلى تغيره دون أن يفكروا بعاقبة ذلك التغيير الذي يتبغي أن يلاحظه القائمون على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر رغم اختلاف مناهيجيهم و دعواتهم ما جاء الإشارة إلى ذلك فى كلام الأستاذ السائل فنحن نذكر بحقيقة علمية ينبغي أن لا يكون فيها خلاف أيضا ألا وهي أنه إذا كان من المعلوم شرعا أن العلم يسبق العمل و أن العلم ينبغي أن يقترن به العمل و إلا كان هذا العلم و بالا على صاحبه إذا كان هذا معروفا إلى كافة طلاب العلم فضلا عن العلماء و لكن ينبغي أن يكون قائما في أذهانهم غير غائب عن بالهم أنه في كثير من الأحيان تقتضي مصلحة الدعوة و مصلحة الأمر بالمعروف و النهي عن منكر تأجيلا عملي عن العلم تقتضي مصلحة الدعوة و مصلحة الأمر و النهي عن منكر تأجيل قرن العمل بالعلم و إن كان الأصل كما ذكرت آنفا أن يتبع العلم العمل لكن هذا ليس قاعدة مطردة ففي بعض الأحيان قد توجب المصلحة الشرعية تأجيل العمل و تأخيره عن العلم و من أوضح الأمثلة الثابتة في السنة كشاهد على هذا الذي نقوله إنما هو حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لما ناصره الله على أعدائه المشركين و فتح عليه الفتح العظيم ألا و هو فتح مكة و دخلها منصورا و قضي على الشرك و أهله دخل جوف الكعبة و صلى فيها ركعتين شكرا لله تبارك و تعالى على ما أنعم عليه من الفتح العظيم فأرادت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أن تستن بزوجها و بنبيها صلى الله عليه و آله و سلم وأن تدخل الكعبة لتصلي كما صلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم .