تكلم الشيخ على الدعوة السلفية بين الغلو والجفاء . حفظ
الشيخ : لأن طريق الإصلاح هو الرجوع إلى الكتاب و السنة و السنة الصحيحة كما تعلمون و ذلك من باب التصديق لمثل قوله تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا )) هم قد يتفقون معنا في أن طريق الإصلاح هو الدعوة بالتي هي أحسن كما ذكرنا و لكنه يصدق على كثير منهم قول الشاعر : " ترجوا النجاة و لم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس " .
نحن نقول بأن الإسلام كما قال ابن القيم رحمه الله :
" قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس يتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول و بين رأي فقيه"
.
إلى آخر الأبيات الشاهد أن هؤلاء الدعاة الإصلاح ما نبه العالم الإسلامي و لا فهموهم و دلوهم على السنة في نفس مسألة القبور مثلا لكن إذا ما فوجئ بأن بعض الشباب أو بعض الجماعات اشتطوا و تسرعوا فغيروا و أنكروا باليد صاحوا بأن هذه شدة و لكن ما هو اللين اللين أن تبين للناس أن هذا منكر فإذا ما أنكر هذا المنكر و لو بالشدة هان الأمر لأن الناس يكونون على بينة و على ذكر من أن هذا التغيير ليس من باب عدم احترام الأموات و من باب الاستهانة بالأموات خاصة إذا كانوا من الصاحين أو الأولياء و قد يكون هناك قبور بعض الأنبياء كما يقال في بعض البلاد إلى آخره حينما يكون الشعب قد هيئ لتقبل هذا التغيير و لو كان بشدة سابقة لأوانها يكون وقت هذا التغيير خفيفا جدا لكن هم لا يسعون لتنبيه الناس و إيقاظهم و تبيين السنة التي نفر جماهير الناس عنها ... في غفلة و هم ساهون فإذا هم اشتط بعضهم لتغيير هذا المنكر و هو منكر فعلا لكن بقوة و بشدة اشتد عليهم الأمر مضاعفا أولا من الناحية العلمية لأنه ما عندهم علم أن هذا منكر ينبغي تغييره و ثانيا أنه أتى التغيير فعلا و اقترن معه الشدة ولذلك أنا أقول لإخواننا من باب أن أذكر به أنفسنا ثم إخواننا دعوتنا هي في حقيقة أمرها هي ثقيلة على الناس خاصة أولئك الناس الذين أشرت إليهم اعتادوا على البدعة و على إهمال السنن و لذلك فحينما ندعوا الناس التي ماتت السنن بين ظهرانيهم و أحييت البدعة من بينهم دعوتنا تكون ثقيلة عليهم لأنها حق (( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )) فيكفيهم ثقلا ثقل طبيعة الدعوة فلا ينبغي بها أو لها أن نقرن إلى هذه الدعوة التي حق و الحق ثقيل على النفوس ثقلا آخر و هو غير مشروع و هو الشدة في إنكار المنكر في غير محله إنكار المنكر أقول في غير محله و إلا ما أريد أن أقول أن الشدة ليست مشروعة دائما و أبدا لا إنما هو كما قلنا بالحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ما هي الحكمة ؟ يقول العلماء أن تضع الشيء محله أو في محله هذه الحكمة فإذا كان المكان في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يتطلب لينا فهي الحكمة وإذا كان الأمر بالمعروف أو نهيا عن منكر يتطلب شدة فاستعمال اللين في محل الشدة هنا هي ضد الحكمة فأريد أن أقول أننا ندعوا إلى الإسلام بالحكمة و الموعظة الحسنة ... نصرة للمسلمين و ننكر استعمال الشدة في غير محلها لكن الطوائف الأخرى أو الجماعات الأخرى لا يهتمون بإعادة المسلمين إلى ما كان عليه المسلمين الأولون من حيث أنهم يفهمون الإسلام إسلاما مصفى هكذا ينبغي أن تكون دعوتنا إن شاء الله .
السائل : شيخنا أنا أستنبط أو أكاد أني أقول قد صرحتم بما لا يدع مجال إلى شك أن الذي يلتزم هذه القواعد المنهجية الأصيلية التي أوضحتموها في هذا الحديث العظيم الطيب هو على الذي أن نستطيع أن نقول هو على منهج السلف الصالح كتابا و سنة و فقها على وفق ما فهمه السلف الصالح رضوان الله عليهم ومن كان على غير هذا المنهج فهو ليس و إن ادّعى و إن ادّعى فهو ليس بذاك لذلك أريد أن أقول هنا أن منهج أو أن هذه الدعوة بهذه القواعد الأصولية أو هذه المناهج أو هذه الكليات التي أحطتم بها في هثل هذ الحديث يجب أن تكون هي المعتمدة في التصور الحقيقي لمن كان على مثل هذا المنهج .