ما صحة الدعوى بأنه لا تقوم للدعوة قائمة إلا بالتنظيمات الحزبية .؟ حفظ
السائل : ما حكم الذين يفعلون هذه التنظيمات ويقولون لا تقوم للدعوة السلفية قائمة إلا بهذه التنظيمات والتنظيمات طبيعتها أو هيأتها رجل يطلب من الناس بيعة أو عهدًا فيبايعونه أو يعاهدوه على هذا الأمر ثم بعد ذلك الأمراء الصغار يكون عليهم أمر أكبر منهم وهكذا يكون كما يعبرونا عنه بالتنظيم الهرمي أو العنقودي أو غير ذلك واختلفت كلمة الناس في هذا الأمر فألقيت عليكم هذا السؤال وذكرتم فيه جوابكم وكلمتكم الصريحة الحاسمة في هذا الأمر إلا أني كنت في صدد الشبه أو الأدلة التي يستدلون بها على ما يذهبون اليه فذكرت لكم أنهم يستدلون بعموم قوله تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا )) والآيات التي تدل على الاجتماع (( وتعاونوا على البر والتقوى )) فكنتم حفظكم الله في صدد الكلام على قاعدة طالما نبهتم عنها في كتبكم ومجالسكم وهي أن كل عموم لم يرد عمل السلف على بعض أجزاءه أو به بالهيئة التي هي متنازع فيها فيكون العمل بذلك يكون بدعة نحن إن شاء الله ننتظر منكم تفصيلا في هذه القاعدة وننتظر منكم إن شاء الله يعني صدرًا واسعًا لتسمعوا ماذا يقولون حتى نعرف لأننا فيما بعد شيخنا نقابل هذه الأشياء كل منا هذا في سهل وذاك في جبل وهذا في واد وهذا في مدينة نقابل هذه الأشياء فأردنا أن نعرف هذه الأشياء منكم عسى أن ينفعنا الله سبحانه وتعالى مثل هذا الجواب ويطمئن وتطمئن القلوب بأمر الله عز وجل.
الشيخ : نسأل الله ذلك وقبل الجواب أريد أن ألفت النظر إلى أن المسلم لا ينبغي أن يطمع فيما هو مستحيل عادة وشرعًا وهو أن يتفق المسلمون فضلا عن غيرهم على كل مسألة يختلفون فيها وإنما علينا نحن أن ندعوا الى الحق الذي نؤمن به وندين الله به ثم لا علينا بعد ذلك استجاب الناس لدعوة الحق أو لم يستجيبوا وإذا كان الله عز وجل يقول لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم (( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفًا )) فماذا يقال لنا نحن ونحن عندنا نقطة من بحر علم الرسول صلى الله عليه وسلم فيقال هنا أضعاف يقال لنا أضعاف أضعاف ما قيل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لهذا ما ينبغي أن نفكر أن نقنع هذا وهذا وهذا وهذا وإنما أن نلقي دعوتنا وأن نقرنها مع حجتنا التي متعنا الله عز وجل أو أنعم الله بها علينا ثم أن نمضي قدما لنعمل بما علمنا .