نصيحة لطلبة العلم. حفظ
السائل : نريدك يا شيخ أن تنصحنا نصيحة في الدراسة... لعل الله سبحانه وتعالى يهدينا بها... ؟
الشيخ : ...والله ما أدري بماذا أنصحكم لأنه نفسي بحاجة إلى من ينصحها ، لكن إذا كان لابد من أقدم لكم نصيحة فأنا أنصحكم ونفسي أولًا بتقوى الله ، ثم ببعض ما يتفرع من تقوى الله تبارك وتعالى . لذلك أولًا أن تطلبوا العلم خالصًا لوجه الله ، لا تريدون من وراء ذلك جزاءً ولا شكورًا ولا منصبًا ولا وظيفة ، ولا تصدر المجالس ، وإنما هو للوصول إلى الدرجة التي خصها الله للعلماء حين قال : (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) .
وثانيًا : الابتعاد عن المزالق التي يقع فيها بعض طلاب العلم التي منها أنه سرعان ما يسيطر عليهم العجب والغرور فينطلق أحدهم إلى أن يركب رأسه وأن يكفي نفسه بل غيره مما بدا له دون أن يستعين بأهل العلم خاصة من السلف الصالح الذين مضوا وخلفوا لنا هذا التراث النير لنستعين به على قضاء هذه الظلمات التي تراكمت على مر العصور فعشناها في ظلام دامس الاستعانة بأقوال السلف وآرائهم يساعدنا على تبديد هذه الظلمات حينما نرجع إلى فهم الكتاب والسنة والسنة الصحيحة .
لأني عشت في زمنٍ أدركت أمرين متناقضين :
الأمر الأول : حيث كان المسلمون جميعًا : شيوخًا وطلابًا عامةً وخاصة يعيشون في بؤرة التقليد واتباعهم ليس فقط للمذاهب بل للآباء والأجداد ، عشت هذا الزمن ونحن ندعو إلى الرجوع إلى كتاب الله وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحن هنا وهناك في مختلف البلاد الإسلامية هم دائما وابدا أفراد هم غرباء الذين وصفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بعض الأحاديث المعروفة التي منها : ( إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء ) . جاء في بعض الروايات أنه - صلى الله عليه وسلم - سئل من هم الغرباء ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( هم ناسٌ قليلون صالحون في ناسٍ كثيرين ، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) . وفي رواية أخرى : ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) ، عشنا ذاك الزمن ثم بدأنا يتبين الأثر الطيب لدعوة الدعاة الغرباء المصلين بين صفوف شباب المسلمين . ورأينا هذا الشباب يستقيم على الجادة في كثير من البلاد الإسلامية ويحرص على تمسك الكتاب والسنة حيثما صحت عنده ولكن ما طال فرحنا بهذه الصحوة التي لمسناها في السنوات الآخرة حتى فوجئنا بانقلاب وقع في بعض هؤلاء الشباب في بعض البلاد كاد أن يقضى على آثار هذه الصحوة الطيبة وما سبب ذلك ؟ وهنا العبرة والنصيحة . إما لأنه أصابهم العجب وأصابهم الغرور بسبب ما تبين لهم أنهم أصبحوا على شيء من العلم الصحيح ليس فقط بين جمهرة الشباب المسلم الضائع ، بل حتى بين كثير من شيوخ العلم . حيث شعروا بأنهم تفوقوا بهذه الصحوة على أهل المشيخة والعلم المنتشرين في العالم الإسلامي فما شكروا الله - عزَّ وجلّ - حيث وفقهم إلى هذا العلم الصحيح بل اغتروا واشتدوا . وظنوا أنهم على علم فأخذوا يصدرون الفتاوى الفجة الغير قائمة على التفقه في الكتاب والسنة ، بل هي إنما آراء غير ناضجة ظهرت لهم أنها هي العلم المأخوذ من الكتاب والسنة . فضلوا وأضلوا كثيرًا ، وليس يخفى عليكم مشاهد من آثار وجود جماعة في بعض البلاد الإسلامية أخذوا يصرحون بتكفير كل الجماعات المسلمة ، بفلسفات لا مجال الآن للخوض فيها . ونحن نقول الآن كلمة من باب النصيحة والتذكير ، لذلك أنصح إخواننا أهل السنة وأهل الحديث في كل بلاد الإسلام أن يصبروا على طلب العلم وأن لا يغتروا بما جنوا من علم .
إنما يتابعون الطريق ولا يعتمدون على مجرد أفهامهم أو ما يسمونه باجتهادهم ، وأنا سمعت الكثير من إخواننا لماذا ؟ يقولك بكل بساطة بكل لا مبالاة لكن أجهدت أنا ، طيب على ماذا اعتمدت من العلم ؟ ما هي الأحاديث التي لجأ إليها ؟ ما هي المفاهيم التي فهمتها؟ ، من العلماء الذين استعنت بهم على فهم هذه الأفهام التي تصرح بها ؟
لا شيء سوى هو بدا له هذا الفهم فهو الصواب ، هذا سببه في اعتقاده هو العجب والغرور ، لذلك أجد في العالم الإسلام اليوم ظاهرة غريبة جدًا ظهرت في بعض المؤلفات ، فأصبح من كان عدوًا للحديث يؤلف في علم الحديث ، لماذا ؟ ليقال : إنه ألف في علم الحديث . ولو رجعت إلى هذا الذي كتبه في علم الحديث لوجدته عبارة عن نقول لملمها وجمعها من هنا وهناك وألف منه كتابًا . هذا ما الباعث عليه ؟ حب الظهور ، وصدق من قال : حب الظهور يقطع الظهور .لذلك أنصح إخواننا .
أولًا : كما قلت : بتقوى الله - عزَّ وجلّ - . ثانيًا : الاستمرار في طلب العلم . وثالثا : أن يبتعدوا عن كل خلق ليس إسلامًا ومن ذلك ألا يغتروا بما أوتوا من علم وألا يغلبهم العجب وأن ينصحوا الناس بالتي هي أحسن ويبتعدوا عن الأساليب القاسية والشديدة . لأننا جمعيًا نعتقد أن الله - عزَّ وجلّ - حين قال : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ))[النحل : 125] ، إنما ذلك لأن الحق في نفسه ثقيل على الناس ، ثقيل على النفوس البشرية ، ولذلك هي تستنكف عن قبولها إلا ما شاء الله فإذا انضم إلى ثقل الحق على النفس البشرية فعذر آخر وثقلٍ آخر وهو القسوة في الدعوة كان ذلك تنفيرًا للناس عن الدعوة بدلًا من أن ندعوهم إليها . وقد تعلمون جميعًا قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( إن منكم لمنفرين إن منكم لمنفرين إن منكم لمنفرين ) ، وختامًا أسأل الله - عزَّ وجلّ - ألا يجعل منا منفرين وإنما أن يجعلنا حكماء عاملين بالكتاب والسنة ونستغفر الله جميعًا والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : ...والله ما أدري بماذا أنصحكم لأنه نفسي بحاجة إلى من ينصحها ، لكن إذا كان لابد من أقدم لكم نصيحة فأنا أنصحكم ونفسي أولًا بتقوى الله ، ثم ببعض ما يتفرع من تقوى الله تبارك وتعالى . لذلك أولًا أن تطلبوا العلم خالصًا لوجه الله ، لا تريدون من وراء ذلك جزاءً ولا شكورًا ولا منصبًا ولا وظيفة ، ولا تصدر المجالس ، وإنما هو للوصول إلى الدرجة التي خصها الله للعلماء حين قال : (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) .
وثانيًا : الابتعاد عن المزالق التي يقع فيها بعض طلاب العلم التي منها أنه سرعان ما يسيطر عليهم العجب والغرور فينطلق أحدهم إلى أن يركب رأسه وأن يكفي نفسه بل غيره مما بدا له دون أن يستعين بأهل العلم خاصة من السلف الصالح الذين مضوا وخلفوا لنا هذا التراث النير لنستعين به على قضاء هذه الظلمات التي تراكمت على مر العصور فعشناها في ظلام دامس الاستعانة بأقوال السلف وآرائهم يساعدنا على تبديد هذه الظلمات حينما نرجع إلى فهم الكتاب والسنة والسنة الصحيحة .
لأني عشت في زمنٍ أدركت أمرين متناقضين :
الأمر الأول : حيث كان المسلمون جميعًا : شيوخًا وطلابًا عامةً وخاصة يعيشون في بؤرة التقليد واتباعهم ليس فقط للمذاهب بل للآباء والأجداد ، عشت هذا الزمن ونحن ندعو إلى الرجوع إلى كتاب الله وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحن هنا وهناك في مختلف البلاد الإسلامية هم دائما وابدا أفراد هم غرباء الذين وصفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بعض الأحاديث المعروفة التي منها : ( إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء ) . جاء في بعض الروايات أنه - صلى الله عليه وسلم - سئل من هم الغرباء ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( هم ناسٌ قليلون صالحون في ناسٍ كثيرين ، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) . وفي رواية أخرى : ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) ، عشنا ذاك الزمن ثم بدأنا يتبين الأثر الطيب لدعوة الدعاة الغرباء المصلين بين صفوف شباب المسلمين . ورأينا هذا الشباب يستقيم على الجادة في كثير من البلاد الإسلامية ويحرص على تمسك الكتاب والسنة حيثما صحت عنده ولكن ما طال فرحنا بهذه الصحوة التي لمسناها في السنوات الآخرة حتى فوجئنا بانقلاب وقع في بعض هؤلاء الشباب في بعض البلاد كاد أن يقضى على آثار هذه الصحوة الطيبة وما سبب ذلك ؟ وهنا العبرة والنصيحة . إما لأنه أصابهم العجب وأصابهم الغرور بسبب ما تبين لهم أنهم أصبحوا على شيء من العلم الصحيح ليس فقط بين جمهرة الشباب المسلم الضائع ، بل حتى بين كثير من شيوخ العلم . حيث شعروا بأنهم تفوقوا بهذه الصحوة على أهل المشيخة والعلم المنتشرين في العالم الإسلامي فما شكروا الله - عزَّ وجلّ - حيث وفقهم إلى هذا العلم الصحيح بل اغتروا واشتدوا . وظنوا أنهم على علم فأخذوا يصدرون الفتاوى الفجة الغير قائمة على التفقه في الكتاب والسنة ، بل هي إنما آراء غير ناضجة ظهرت لهم أنها هي العلم المأخوذ من الكتاب والسنة . فضلوا وأضلوا كثيرًا ، وليس يخفى عليكم مشاهد من آثار وجود جماعة في بعض البلاد الإسلامية أخذوا يصرحون بتكفير كل الجماعات المسلمة ، بفلسفات لا مجال الآن للخوض فيها . ونحن نقول الآن كلمة من باب النصيحة والتذكير ، لذلك أنصح إخواننا أهل السنة وأهل الحديث في كل بلاد الإسلام أن يصبروا على طلب العلم وأن لا يغتروا بما جنوا من علم .
إنما يتابعون الطريق ولا يعتمدون على مجرد أفهامهم أو ما يسمونه باجتهادهم ، وأنا سمعت الكثير من إخواننا لماذا ؟ يقولك بكل بساطة بكل لا مبالاة لكن أجهدت أنا ، طيب على ماذا اعتمدت من العلم ؟ ما هي الأحاديث التي لجأ إليها ؟ ما هي المفاهيم التي فهمتها؟ ، من العلماء الذين استعنت بهم على فهم هذه الأفهام التي تصرح بها ؟
لا شيء سوى هو بدا له هذا الفهم فهو الصواب ، هذا سببه في اعتقاده هو العجب والغرور ، لذلك أجد في العالم الإسلام اليوم ظاهرة غريبة جدًا ظهرت في بعض المؤلفات ، فأصبح من كان عدوًا للحديث يؤلف في علم الحديث ، لماذا ؟ ليقال : إنه ألف في علم الحديث . ولو رجعت إلى هذا الذي كتبه في علم الحديث لوجدته عبارة عن نقول لملمها وجمعها من هنا وهناك وألف منه كتابًا . هذا ما الباعث عليه ؟ حب الظهور ، وصدق من قال : حب الظهور يقطع الظهور .لذلك أنصح إخواننا .
أولًا : كما قلت : بتقوى الله - عزَّ وجلّ - . ثانيًا : الاستمرار في طلب العلم . وثالثا : أن يبتعدوا عن كل خلق ليس إسلامًا ومن ذلك ألا يغتروا بما أوتوا من علم وألا يغلبهم العجب وأن ينصحوا الناس بالتي هي أحسن ويبتعدوا عن الأساليب القاسية والشديدة . لأننا جمعيًا نعتقد أن الله - عزَّ وجلّ - حين قال : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ))[النحل : 125] ، إنما ذلك لأن الحق في نفسه ثقيل على الناس ، ثقيل على النفوس البشرية ، ولذلك هي تستنكف عن قبولها إلا ما شاء الله فإذا انضم إلى ثقل الحق على النفس البشرية فعذر آخر وثقلٍ آخر وهو القسوة في الدعوة كان ذلك تنفيرًا للناس عن الدعوة بدلًا من أن ندعوهم إليها . وقد تعلمون جميعًا قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( إن منكم لمنفرين إن منكم لمنفرين إن منكم لمنفرين ) ، وختامًا أسأل الله - عزَّ وجلّ - ألا يجعل منا منفرين وإنما أن يجعلنا حكماء عاملين بالكتاب والسنة ونستغفر الله جميعًا والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته .