ما رأي الشرع لمن يدعو إلى الجهاد لفرض التشريع الإسلامي على جميع نواحي الحياة مع إيجاد دستور إسلامي وما هو رأيكم في مشروعية وضع الدساتير التي تفرض على الناس كأعلى تشريع في البلاد.( القضية اليمنية ) حفظ
السائل : بسم الله الرحمان الرّحيم يمرّ الشّعب اليمني في هذه الظّروف على ما يمكن تسميته بالتّحوّلات الجذريّة في نظام الحكم وهيمنة الشّريعة الإسلاميّة نتيجة للوحدة التي تمّت بين سلطتي شطري اليمن ومن ثمّة سمحت الحكومة بما يسمّى بالتّعدّديّة الحزبيّة أو السّياسيّة وما يسمّى بالرّأي والرّأي الآخر وهو اعتراف لكافّة الأحزاب الشرعيّة بوجودها والاعتراف بها الأمر الّذي يستلزم وجود دستور يتواكب مع المتغيّرات فعمدت الحكومة إلى إلغاء الدّستور الإسلامي الساّبق وأوجدت دستورا قال عنه العلماء أنّه علمانيّ وأنّه أزاح الشّريعة عن هيمنتها في التّشريع وجعل ذلك إلى مجلس الأمّة أو النّوّاب الّذي يتربّع على معظم مساحته رجال الدّولة ورؤساء الأحزاب الشّيوعيّة والعلمانيّة والسّؤال ما رأي الشّرع من وجهة نظركم فيمن يدعو إلى الجهاد لفرض التّشريع الإسلامي على كلّ مناحي الحياة يوافق إنشاء دستور إسلامي وما هو رأيكم في مشروعيّة وضع الدّساتير الّتي تفرض على النّاس كأعلى تشريع في البلاد ؟
الشيخ : أوّلا يجب عليّ قبل أن أدخل في الإجابة عن السّؤال أن ألفت النّظر إلى عادة في توجيه الأسئلة يقول السّائل ما رأي الشّرع في كذا وكذا فأرى أنّ هذا التّعبير لا يليق شرعا لأنّ الشرع الّذي مصدره هو الله تبارك وتعالى لا يقال ما رأيه في كذا يقال ما رأي الشّيخ في كذا وإنّما إذا كان السّؤال عمّا في الشرع فهو ما حكم الشّرع بعد هذا التّصحيح لهذا السؤال أقول السؤال تضمّن ... أكثر من سؤال واحد أوّل ذلك الجهاد فأنا أذكر ما جاء في مسند الإمام أحمد وسنن الإمام الدّارميّ وغيرهما بالسّند الصّحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) الجهاد إذن له ثلاثة وجوه أو ثلاثة أنواع الجهاد بالنّفس وهو الّذي يحضّ القرآن الكريم عليه في عديد من آياته الكريمة في القرآن الكريم هذا النّوع من الجهاد يبدو أنّ العالم الإسلامي كلّه ليس مهيّئا للقيام به وهذا له أسباب كثيرة وكثيرة جدّا منها عدم وجود الاستعداد النّفسي أوّلا ثمّ الاستعداد السّلاحي ثانيا ربّنا عزّ وجلّ كما نعلم جميعا يقول (( وأعدّوا لهم مااستطعتم من قوّة ومن رباط الخيل)) أعدّوا لهم الخطاب هنا لاشكّ للمسلمين الّذين تهيّؤوا إيمانيّا ونفسيّا لتنفيذ هذا الأمر الإلهي والمسلمون اليوم كما نعلم جميعا مع الأسف الشّديد انصرفوا عن هذا الإستعداد النّفسي فضلا عن هذا الإستعداد بالسلاح المادّي وهذا له أسباب كثيرة وكثيرة جدّا وقد أخبر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن بعض الأسباب الشّرعيّة الّتي يقعون في مخالفتها فلايستطيعون بعد ذلك أن يقوموا بإعزاز دين الله عزّ وجلّ مثل قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزّرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلّط الله عليكم ذلاّ لاينزعه عنكم حتّى ترجعوا إلى دينكم ) ، فالمسلمون بسبب هذه المخالفات الّذي جاء ذكرها في هذا الحديث وفي مثل قوله عليه الصّلاة والسلام في الحديث الآخر ( ستتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أو من قلّة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل ولينزعنّ الله الرهبة من صدور عدوّكم ولقذفنّ في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يارسول الله قال حبّ الدّنيا وكراهيّة الموت ) لهذا المسلمون اليوم لايستطيعون أن يقوموا بجهاد إسلامي سلاحي وبخاصّة أنّهم محاصرون من كلّ الجهات بأعداء الله عزّ وجلّ داخلا وخارجا ولا شكّ أنّك تذكر معي أنّ هناك قامت حركات إسلاميّة في بعض البلاد الإسلاميّة ثمّ لم تصحبها الفوز والنّجاح والسبب هو ما ذكرته آنفا من الأسباب البعد عن الشّرع أوّلا وإحاطة الكفّار بهم داخلا وخارجا ثانيا، ولذلك أنا لاأؤيّد أن يقوم الجهاد الآن ولو كان القائمون مخلصين لا أؤيّد هذا لأنّ عاقبته إلى ما لايرضاه المسلمون قاطبة وإنّما لا بدّ لهم من الجهادين الآخرين المذكورين في الحديث السّابق الجهاد بالمال والجهاد بالنفس ولا يزال الجهاد في أفغانستان قائما وقد كاد يتمّ فرح المسلمين بنصر الأفغانيّين على الشّيوعيين ولكن ما شاء الله ذلك فقد بدأت الفرقة والخلافات الحزبيّة والفكريّة تعمل عملها في بعض القادة في تلك البلاد فتأخّر النّصر المنشود والمظنون والمرتقب الّذي كان مرتقبا تأخّر والسّبب هو ما ذكرته آنفا من البعد عن الجهاد النّفسي ثمّ عن التربية الإسلاميّة الّتي تكتّل المسلمين على فكر واحد ومنهج واحد ومذهب واحد وأنا مع جهلي بالواقع في اليمن الشّمالي والجنوبي لكن حسبي أنّ الفرقة غرّت قرنها من يوم انقسم اليمن إلى قسمين فلا بدّ أنّ السياسة الأجنبيّة الكافرة التي جعلت الشّعب اليماني إقليمين بعد أن كان إقليما واحدا إذا ما أثير الجهاد الإسلامي فسيقع القتل بيمن اليمانيين أنفسهم ثمّ لا ينتج وراء ذلك إلاّ تحكّم الكفّار من الدّاخل والخارج ولذلك فأنا أرى أن ينحصر الجهاد بالمال وباللّسان وأدندن منذ نحو عشرين سنة أو أكثر بأنّ العزّ والمجد للمسلمين لايقوم إلاّ على ركيزتين اثنتين إحداهما تصفية الإسلام ممّا دخل فيه ممّا هو بريء منه براءة الذّئب من دم يعقوب كما يقال سواءا ما كان الدّخيل في العقيدة في التّوحيد بخاصّة أو العقيدة بعامّة أو كان الدّخيل في العبادات أو الأخلاق والسلوك كلّ هذا وهذا ينبغي تصفيته علميّا وهذا مع الأسف قلّ من ينهض به في مختلف البلاد الإسلاميّة ونحن نعلم أنّ هناك صيحات كثيرة وأحزاب عديدة كلّها تنشد إلى إقامة الدّولة المسلمة ولكنّها لا تتخذ السبب الأساسي الّذي إذا ما اعتمد عليه حقّق الله لهم بغيتهم ألا وهو هذا الذي نسمّيه بالتّصفية لأنّ الإسلام الّذي أنقذ العرب من جاهليّتهم وضلالهم وذلّهم إلى الهدى وإلى النّور والعزّ ينبغي أن يكون هو نفسه يعيد المسلمين إلى عزّهم المنشود والّذي ضاع عنهم منذ قرون طويلة فهذا الإسلام ينبغي أن يصفّى من كلّ ما دخل فيه ممّا ليس منه وأن يربّى المسلمون على هذا الإسلام ويومئذ تظهر التباشير عودة العزّ للمسلمين وأن يتحقّق لهم التّمكين في الأرض الذي بشّر المسلمون به في كتاب ربّهم وفي سنّة نبيّهم صلّى الله عليه وآله وسلّم كما جاء في الحديث الصّحيح ( بشّر هذه الأمّة بالرّفعة والسّناء والمجد والتّمكين لهم في الأرض ومن عمل منهم عملا للدّنيا فليس له في الآخرة من نصيب ) ، فإذن قبل كلّ شيء يجب الإخلاص لدين الله عزّ وجلّ وثاني شيء إعادة الإسلام في أفهام المسلمين إلى ذاك الإسلام الأوّل الصّافي وأن يربّى المسلمون على هذا الإسلام الصّافي وهذا مع الأسف اليوم غير موجود ولا في إقليم من الأقاليم الإسلاميّة الكثيرة ولهذا فأنا أقول كما قلت آنفا لا أرى الجهاد بل أحذّر من الجهاد لأنّ الوسائل النّفسيّة والماديّة لا تساعد المسلمين على القيام بأيّ جهاد في أيّ مكان ولهذا نحن نأخذ عبرة من التّاريخ الإسلامي الأوّل فقد ظلّ المسلمون في مكّة ثلاث عشر سنة وهم مضطهدون وهم مظلمون ويحاربون والتّاريخ الإسلامي واضح في هذا السبيل حتّى أذن الله لهم بالهجرة الهجرة الأولى إلى الحبشة والهجرة الأخيرة إلى المدينة المنوّرة ، فهذا شطر أو جواب عن شطر ممّا جاء في السّؤال أمّا اتّخاذ قوانين تفرض على الشّعب وفي هذه القوانين الموافقة على الحزبيّات حتّى لو كانت حزبيّات كافرة مضلّلة فهذا بلاشكّ يعلن أنّهم أعلنوا بأنّهم يريدون أن لا يتحاكموا إلى الله وإنّما أن يتحاكموا إلى الطّاغوت نحن ننكر تحزّب المسلمين في دائرة الإسلام كأن يكون حزب إسلامي يسمّى كذا وحزب إسلامي يسمّى كذا هذا التحزّب مع أنّهم جميعا يعملون في دائرة الإسلام وفي صالح الإسلام والله أعلم بما في نفوسهم مع ذلك نحن لا نرى يجوز لدولة مسلمة أن تسمح لمثل هذا التكتّل وهذا التّحزّب ولو في دائرة الإسلام لأنّ هذا ليس من صنيع المسلمين بل هو من عادة الكافرين ولذلك قال ربّ العالمين في القرآن الكريم (( ولاتكونوا من المشركين من الّذين فرّقوا دينهم و كانوا شيعا كلّ حزب بما لديهم فرحون ))، ومعلوم أنّ في السنّة الصّحيحة إخباره عليه الصّلاة والسّلام ( بأنّ اليهود تفرّقت إلى إحدى وسبعين فرقة وتفرّقت النّصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمّتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النّار إلاّ واحدة، قالوا من هي يارسول الله؟ قال هي الجماعة )، وفي الحديث الآخر يفصّل لفظة الجماعة بقوله ( ما أنا عليه وأصحابي ) والرسول صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه الكرام ما كانوا يشكّلون أو يؤلّفون إلاّ حزبا واحدا هو حزب الله (( ألا إنّ حزب الله هم الغالبون ))ا فإذا كنّا نحن ننكر تحزّبات إسلاميّة في البلد الإسلامي الواحد فبالأولى والأحرى أن ننكر السّماح لأحزاب ملحدة لا تؤمن بشريعة الله معنى هذا أنّ مثل هذا النّظام يعلن عدم رضاه بحكم الإسلام ولكن هل نعالج ذلك بالجهاد وبالقتال ونحن لسنا مستعدّين لذلك لانؤيّد هذه الثّورات إطلاقا لأنّها سابقة لأوانها و إن كنّا نقول كما قال ربّ العالمين (( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم )) هذا جوابي عمّ سألت ولعلّه ما فاتني شيء .
الشيخ : أوّلا يجب عليّ قبل أن أدخل في الإجابة عن السّؤال أن ألفت النّظر إلى عادة في توجيه الأسئلة يقول السّائل ما رأي الشّرع في كذا وكذا فأرى أنّ هذا التّعبير لا يليق شرعا لأنّ الشرع الّذي مصدره هو الله تبارك وتعالى لا يقال ما رأيه في كذا يقال ما رأي الشّيخ في كذا وإنّما إذا كان السّؤال عمّا في الشرع فهو ما حكم الشّرع بعد هذا التّصحيح لهذا السؤال أقول السؤال تضمّن ... أكثر من سؤال واحد أوّل ذلك الجهاد فأنا أذكر ما جاء في مسند الإمام أحمد وسنن الإمام الدّارميّ وغيرهما بالسّند الصّحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) الجهاد إذن له ثلاثة وجوه أو ثلاثة أنواع الجهاد بالنّفس وهو الّذي يحضّ القرآن الكريم عليه في عديد من آياته الكريمة في القرآن الكريم هذا النّوع من الجهاد يبدو أنّ العالم الإسلامي كلّه ليس مهيّئا للقيام به وهذا له أسباب كثيرة وكثيرة جدّا منها عدم وجود الاستعداد النّفسي أوّلا ثمّ الاستعداد السّلاحي ثانيا ربّنا عزّ وجلّ كما نعلم جميعا يقول (( وأعدّوا لهم مااستطعتم من قوّة ومن رباط الخيل)) أعدّوا لهم الخطاب هنا لاشكّ للمسلمين الّذين تهيّؤوا إيمانيّا ونفسيّا لتنفيذ هذا الأمر الإلهي والمسلمون اليوم كما نعلم جميعا مع الأسف الشّديد انصرفوا عن هذا الإستعداد النّفسي فضلا عن هذا الإستعداد بالسلاح المادّي وهذا له أسباب كثيرة وكثيرة جدّا وقد أخبر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن بعض الأسباب الشّرعيّة الّتي يقعون في مخالفتها فلايستطيعون بعد ذلك أن يقوموا بإعزاز دين الله عزّ وجلّ مثل قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزّرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلّط الله عليكم ذلاّ لاينزعه عنكم حتّى ترجعوا إلى دينكم ) ، فالمسلمون بسبب هذه المخالفات الّذي جاء ذكرها في هذا الحديث وفي مثل قوله عليه الصّلاة والسلام في الحديث الآخر ( ستتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أو من قلّة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل ولينزعنّ الله الرهبة من صدور عدوّكم ولقذفنّ في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يارسول الله قال حبّ الدّنيا وكراهيّة الموت ) لهذا المسلمون اليوم لايستطيعون أن يقوموا بجهاد إسلامي سلاحي وبخاصّة أنّهم محاصرون من كلّ الجهات بأعداء الله عزّ وجلّ داخلا وخارجا ولا شكّ أنّك تذكر معي أنّ هناك قامت حركات إسلاميّة في بعض البلاد الإسلاميّة ثمّ لم تصحبها الفوز والنّجاح والسبب هو ما ذكرته آنفا من الأسباب البعد عن الشّرع أوّلا وإحاطة الكفّار بهم داخلا وخارجا ثانيا، ولذلك أنا لاأؤيّد أن يقوم الجهاد الآن ولو كان القائمون مخلصين لا أؤيّد هذا لأنّ عاقبته إلى ما لايرضاه المسلمون قاطبة وإنّما لا بدّ لهم من الجهادين الآخرين المذكورين في الحديث السّابق الجهاد بالمال والجهاد بالنفس ولا يزال الجهاد في أفغانستان قائما وقد كاد يتمّ فرح المسلمين بنصر الأفغانيّين على الشّيوعيين ولكن ما شاء الله ذلك فقد بدأت الفرقة والخلافات الحزبيّة والفكريّة تعمل عملها في بعض القادة في تلك البلاد فتأخّر النّصر المنشود والمظنون والمرتقب الّذي كان مرتقبا تأخّر والسّبب هو ما ذكرته آنفا من البعد عن الجهاد النّفسي ثمّ عن التربية الإسلاميّة الّتي تكتّل المسلمين على فكر واحد ومنهج واحد ومذهب واحد وأنا مع جهلي بالواقع في اليمن الشّمالي والجنوبي لكن حسبي أنّ الفرقة غرّت قرنها من يوم انقسم اليمن إلى قسمين فلا بدّ أنّ السياسة الأجنبيّة الكافرة التي جعلت الشّعب اليماني إقليمين بعد أن كان إقليما واحدا إذا ما أثير الجهاد الإسلامي فسيقع القتل بيمن اليمانيين أنفسهم ثمّ لا ينتج وراء ذلك إلاّ تحكّم الكفّار من الدّاخل والخارج ولذلك فأنا أرى أن ينحصر الجهاد بالمال وباللّسان وأدندن منذ نحو عشرين سنة أو أكثر بأنّ العزّ والمجد للمسلمين لايقوم إلاّ على ركيزتين اثنتين إحداهما تصفية الإسلام ممّا دخل فيه ممّا هو بريء منه براءة الذّئب من دم يعقوب كما يقال سواءا ما كان الدّخيل في العقيدة في التّوحيد بخاصّة أو العقيدة بعامّة أو كان الدّخيل في العبادات أو الأخلاق والسلوك كلّ هذا وهذا ينبغي تصفيته علميّا وهذا مع الأسف قلّ من ينهض به في مختلف البلاد الإسلاميّة ونحن نعلم أنّ هناك صيحات كثيرة وأحزاب عديدة كلّها تنشد إلى إقامة الدّولة المسلمة ولكنّها لا تتخذ السبب الأساسي الّذي إذا ما اعتمد عليه حقّق الله لهم بغيتهم ألا وهو هذا الذي نسمّيه بالتّصفية لأنّ الإسلام الّذي أنقذ العرب من جاهليّتهم وضلالهم وذلّهم إلى الهدى وإلى النّور والعزّ ينبغي أن يكون هو نفسه يعيد المسلمين إلى عزّهم المنشود والّذي ضاع عنهم منذ قرون طويلة فهذا الإسلام ينبغي أن يصفّى من كلّ ما دخل فيه ممّا ليس منه وأن يربّى المسلمون على هذا الإسلام ويومئذ تظهر التباشير عودة العزّ للمسلمين وأن يتحقّق لهم التّمكين في الأرض الذي بشّر المسلمون به في كتاب ربّهم وفي سنّة نبيّهم صلّى الله عليه وآله وسلّم كما جاء في الحديث الصّحيح ( بشّر هذه الأمّة بالرّفعة والسّناء والمجد والتّمكين لهم في الأرض ومن عمل منهم عملا للدّنيا فليس له في الآخرة من نصيب ) ، فإذن قبل كلّ شيء يجب الإخلاص لدين الله عزّ وجلّ وثاني شيء إعادة الإسلام في أفهام المسلمين إلى ذاك الإسلام الأوّل الصّافي وأن يربّى المسلمون على هذا الإسلام الصّافي وهذا مع الأسف اليوم غير موجود ولا في إقليم من الأقاليم الإسلاميّة الكثيرة ولهذا فأنا أقول كما قلت آنفا لا أرى الجهاد بل أحذّر من الجهاد لأنّ الوسائل النّفسيّة والماديّة لا تساعد المسلمين على القيام بأيّ جهاد في أيّ مكان ولهذا نحن نأخذ عبرة من التّاريخ الإسلامي الأوّل فقد ظلّ المسلمون في مكّة ثلاث عشر سنة وهم مضطهدون وهم مظلمون ويحاربون والتّاريخ الإسلامي واضح في هذا السبيل حتّى أذن الله لهم بالهجرة الهجرة الأولى إلى الحبشة والهجرة الأخيرة إلى المدينة المنوّرة ، فهذا شطر أو جواب عن شطر ممّا جاء في السّؤال أمّا اتّخاذ قوانين تفرض على الشّعب وفي هذه القوانين الموافقة على الحزبيّات حتّى لو كانت حزبيّات كافرة مضلّلة فهذا بلاشكّ يعلن أنّهم أعلنوا بأنّهم يريدون أن لا يتحاكموا إلى الله وإنّما أن يتحاكموا إلى الطّاغوت نحن ننكر تحزّب المسلمين في دائرة الإسلام كأن يكون حزب إسلامي يسمّى كذا وحزب إسلامي يسمّى كذا هذا التحزّب مع أنّهم جميعا يعملون في دائرة الإسلام وفي صالح الإسلام والله أعلم بما في نفوسهم مع ذلك نحن لا نرى يجوز لدولة مسلمة أن تسمح لمثل هذا التكتّل وهذا التّحزّب ولو في دائرة الإسلام لأنّ هذا ليس من صنيع المسلمين بل هو من عادة الكافرين ولذلك قال ربّ العالمين في القرآن الكريم (( ولاتكونوا من المشركين من الّذين فرّقوا دينهم و كانوا شيعا كلّ حزب بما لديهم فرحون ))، ومعلوم أنّ في السنّة الصّحيحة إخباره عليه الصّلاة والسّلام ( بأنّ اليهود تفرّقت إلى إحدى وسبعين فرقة وتفرّقت النّصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمّتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النّار إلاّ واحدة، قالوا من هي يارسول الله؟ قال هي الجماعة )، وفي الحديث الآخر يفصّل لفظة الجماعة بقوله ( ما أنا عليه وأصحابي ) والرسول صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه الكرام ما كانوا يشكّلون أو يؤلّفون إلاّ حزبا واحدا هو حزب الله (( ألا إنّ حزب الله هم الغالبون ))ا فإذا كنّا نحن ننكر تحزّبات إسلاميّة في البلد الإسلامي الواحد فبالأولى والأحرى أن ننكر السّماح لأحزاب ملحدة لا تؤمن بشريعة الله معنى هذا أنّ مثل هذا النّظام يعلن عدم رضاه بحكم الإسلام ولكن هل نعالج ذلك بالجهاد وبالقتال ونحن لسنا مستعدّين لذلك لانؤيّد هذه الثّورات إطلاقا لأنّها سابقة لأوانها و إن كنّا نقول كما قال ربّ العالمين (( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم )) هذا جوابي عمّ سألت ولعلّه ما فاتني شيء .