رجل يعمل ضابطا وهو إمام وخطيب مسجد إلا أنه يحلق لحيته بسبب عمله فهل يجوز له أن يخطب الناس ويؤمهم، أم يقدم غيره للصلاة حفظ
السائل : السّؤال الثّالث ، أحد الإخوة في الله يعمل في الجيش ضابط ومنّ عليه من النّاحيّة الدّينيّة وهو يقوم بالخطابة و الدّروس و لكنّه كما تعلمون بالنّسبة لحكم الجيش أنّه حليق ونحن نعلم بوجوب إطلاق اللّحية وكذلك هذا الأخ يحدّث بذلك و يحدّث النّاس في دروسه و خطبه ونحو ذلك ولكنّ كثيرا من الشّباب لا يصلّون خلفه بل اعتزلوا المسجد الّذي يصلّي فيه إماما لأنّه يصلّي حليقا ، فهل هذا جائز أم لا ؟
الشيخ : يعني الصّلاة خلفه ؟
السائل : لا بالنّسبة للصّلاة إن شاء الله صحيحة ، لكن هم يقولون هو ليس يعني مثله في الكفاءة الدّينيّة ولكن هم يقولون عليه أن يعتزل الخطابة و الدّروس لأنّ هذا مسجد على السّنّة و لابدّ أن يظهر بالمظهر اللاّئق وهو باللّحية ونحو ذلك ، فيودّ هؤلاء الشّباب أنّ هذا الأخ يعتزل الخطابة و الدّروس أو يخطب فقط و لا يصلّي بهم إماما يعني إذا نزل من على المنبر أحد الإخوة يصلّي إماما وهو لا يصلّي بهم و ربّما هذا يحدث في قلب الأخ شيء ونحو ذلك .
الشيخ : طيّب هذا المسجد ليس له إمام راتب ؟
السائل : لا . نحن بنينا مساجد ... ليس لها إمام .
الشيخ : ليس لها إمام .
السائل : نعم .
الشيخ : طيّب لو تذكّرنا قوله عليه السّلام ( يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسّنّة ) إلى آخر الحديث هذه الأحقّيّة الّتي نصّ عليها هذا الحديث تنطبق على هذا الرّجل ؟
السائل : لا ، في أعلم منه و أحفظ منه .
الشيخ : أقرأ فيه ؟
السائل : نعم ، لكن ليس له في الخطابة و لا في الدّروس .
الشيخ : طيّب لازم السّؤال نشعّبه نعمل تفصيل يعني ، هل كان السّؤال في إمامته و الصّلاة من ورائه ؟ أم في خطبته و إلقائه لدروسه ؟ أم في هذه المجموعة كلّها ؟
السائل : في هذه المجموعة كلّها .
الشيخ : إذن فنجيب عن كلّ مسألة على حدة ، إذا كان يوجد هناك من هو أقرأ لكتاب الله فلا يجوز له أن يؤمّ القوم لأنّ هذا الأقرأ هو الأحقّ بنصّ الحديث السّابق و بخاصّة أنّك ألمحت إلى أنّ الّذين يصلّون هناك في المسجد يكرهون إمامته ..
السائل : لهذا السّبب حلق اللّحية .
الشيخ : أنا عارف و هذا سبب شرعيّ ، ليس سبب حقد أو حسد أو ضغينة أو ما شابه ذلك ، فإذن هذا الشّخص في الحقيقة يجب عليه أن لا يؤمّ من هو أقرأ و لأنّ القوم يكرهون إمامته كراهة شرعيّة ، فعليه أن يتنازل عن هذه الامامية لذاك الرّجل الأقرأ ، تأتي الخطبة و الدّرس هل هناك من هو أصلح للخطبة منه ؟ فإن كان فالجواب هو نفس الجواب السّابق ، إن كان هناك من يصلح للخطابة أكثر منه فينبغي أيضا أن يتنازل عنها لمن هو أولى بها منه ، نفس هذا الجواب يقال بالنّسبة لدرسه و تدريسه ، فإن كان هناك من هو أعلم منه بالفقه و الحديث و السّنّة فأيضا ينبغي أن يدع ذلك للأعلم و هذا من معاني قوله عليه السّلام ( إذا ولي الأمر إلى غير أهله فانتظر السّاعة ) فلا ينبغي أن يتولّى أحد عملا ما وهو يعلم أنّ غيره أولى به منه و إلاّ بيكون خالف هذا الحديث وهذا جواب ما سألت .
السائل : هو أعلم بالسّنّة من هؤلاء ، بل هو أوّل من أسّس و دعا إلى اتّباع النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم في هذا البلد .
الشيخ : ما شاء الله .
السائل : و لكنّه ابتلي بهذا العمل وإن شاء الله عمّا قريب ربّما يعتزله و النّاس أنفسهم يعني يفرحون بخطبته و بدروسه أكثر من غيره بكثير ولكن هؤلاء بعض الإخوة الّذين نحسبهم إن شاء الله ملتزمين هم الّذين قالوا فيه هذا الكلام .
الشيخ : بالنّسبة للصّلاة ما دام موجود الأقرأ فليس له الحقّ في هذا أمّا بالنّسبة لدروسه و مواعظه ما دام أنّهم ينتفعون منه و ما دام أنّك الآن كشفت و قلت بأنّ له الفضل في نشر الدّعوة فما ينبغي أن يتعصّبوا لموضوع إهماله للحيته لكن أنا ما أدري أنت تعرّضت لهذا الّذي أنا سأسأل عنه فما فهمته و ما سمعته أو ما تعرّضت هل هو يخدم الخدمة العسكريّة الإجباريّة أو كما يقولون ولو بغير مسمّاها الحقيقي تطوّع وليست بالتطوع .
السائل : تطوّع .
الشيخ : ما سمعت هنا كما يقال اثمه على جنبه ، ما على النّاس الّذين يستفيدون من علمه من وزره شيء .
السائل : يعني إذا خطب ينزل يصلّي بالنّاس أم يخلّي أخ ثاني يصلّي .
الشيخ : لا . يخلّي الثّاني يصلّي بالنّاس .
السائل : جزاك الله كلّ خير .
الشيخ : وإيّاك تفضل .