يقول السلفيون أننا في زمان يكاد للإسلام فيه فلا بد على السلفيين أن يقوم بالعمل منظم، فكيف السبيل في توجيه هؤلاء الإخوة. حفظ
السائل : بعض الإخوة الذين ينتسبون إلى هذه الدعوة وأعني بها الدعوة السلفية يقولون نحن الآن في زمان يعني يكاد يكون يعني اتصل العالم بعضه ببعض ويعني صار من الإدارة والتخطيط وإلى غير هذا ما من يعني يمكر به للإسلام ويكيودون له فيقولون يقولون مما لا شك فيه أننا لا نستطيع أن نواجه هذه الدعوة المضادة للإسلام عموما والدعوة السلفية خصوصا إلا بعمل منظم كما هم يعني منظمون كما يعني أعداء الإسلام منظمون فيتأولوا ويقولون إنه لابد لنا من أن نقوم بعمل منظم عمل يعني ما يسمونه فيرتبون العمل على أن يكون هناك رئيس وأن تكون هناك أسر وأن تكون هناك أشياء سرية للغاية لا يعرفها إلا خواص المنتسبون لهذا السبيل أو هذا التنظيم فكيف السبيل في توجيه هؤلاء الإخوة الذي نعلم أنهم يعني حريصون على الدعوة السلفية وعلى دعوة الناس إلى الخير بالكتاب والسنة؟
الشيخ : إذا كان المقصود بالنتظيم تنظيم الدعوة فهذا لا شك أمر لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان كما قيل في قديم الزمان أما إذا كان المقصود بالتنظيم للجماعة السلفيين تنظيما سريا كما وقع فيه قديما الإخوان المسلمون ثم لاقوا مصيبتهم التي أرجعت بدعوتهم القهقرى فالتنظيم السري ما بحاجة إليه اليوم إطلاقا وأنا في اعتقادي أن واجب الدعاة السلفيين أن يستمروا في طريقة الدعوة إلى الكتاب والسنة هكذا علنا لا خفاء فيها إطلاقا لأن هذه الدعوة من طبيعتها أنها أقرب قبولا وألصق للقلوب الصافية والفطر السليمة ولا شك أن الأمر في النهاية ستكون الدولة لها وليس بحاجة أن يعملوا سرا ويوم تجتمع قلوب المسلمين كما أشرنا آنفا على فهم الإسلام فهما صحيحا وتطبيقه تطبيقا صحيحا يومئذ ستقوم قائمة الدولة الإسلامية المنشودة لدى الجميع وتحكيم الكتاب والسنة كما هو أيضا مقصود الجميع، أما العمل السياسي والسري سواء حتى لو كان عملا سياسيا جهرا لا سر فيه أنا أعتقد أنه من الصوارف التي تصرف الدعاة إلى الله عن دعوتهم إلى الله إلى الاشتغال بالأمور السياسية ستصرفهم عما هو أوجب واجب عليهم من الدعوة أنا قلت آنفا إن أوجب ما يجب على علماء المسلمين أن يصفوا هذا الإسلام مما دخل فيه وأن يقترن ذلك بتربية الذين صفي الإسلام لهم على هذا الإسلام المصفى أين هذه الجماعة التي قامت بالواجب الأول ثم بالواجب الثاني ولم يبق عندهم إلا العمل إيه السياسي؟ أنا لا أجد هذا الآن ولن أجده مهما طال بي الزمان لأن هذا يحتاج إلى زمن كبير وكبير جدا لأنني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي كان ... بحبل السماء ومشدودا قواه بالقوي الأمين جبريل عليه السلام ظل في قومه ثلاثا وعشرين سنة يدعو إلى الله في آخر أمد من حياته استطاع أن يضع النواة للدولة المسلمة ثم بارك الله فيها لأصحابه الذين ورثوا الخلافة من بعده وانتشر الإسلام كما هو معلوم لدى الجميع فلا فائدة من التكرار هكذا التاريخ يعيد نفسه فأنا لا أجد الآن على وجه الأرض جماعة إن كانوا مثلا مئة أو كانوا ألفا أو ألوفا أو يزيدون على ذلك إنهم على قلب رجل واحد فهما الإسلام فهما صحيحا وتربية لأنفسهم على هذا الإسلام تربية صحيحة فبهذا يجب أن يشغل الدعاة الإسلاميين ... .