الكلام على من يأول الصفات ويعطلها. حفظ
الشيخ : فلذلك إذا أردنا أن نجاريهم على تقسيمهم وعلى اصطلاحهم كلما قالوا هذا مجاز قلنا لهم هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ولا يستطيعون أن يأتوا ببرهان إطلاقا في كل ما انحرفوا في قولهم ببعض الآيات وبعض الأحاديث المتعلقة بالصفات الإلهية هذا ما يمكن ذكره لهذه المناسبة.
السائل : طيب يا شيخنا ... ؟
الشيخ : هذا تعطيل من أجل ذلك يقول ابن القيم رحمه الله كلمته البالغة الأهمية " أما المجسم يعبد صنما والمعطل يعبد عدما " التجسيم ضلال لكن أضل من هذا الضلال هو التعطيل لأن التعطيل معناه إنكار وجود رب العالمين التجسيم ضلال لكن فيه إثبات بوجود الحق سبحانه وتعالى وبعضهم يصرح حين ينتهي إلى التعطيل المحض والعدم المحض وأعرف أحد المشايخ هناك في دمشق تلقيت عنه بعض الفقه الحنفي وبعض النحو والبلاغة كان يخطب يوم الجمعة على ملأ من ألوف مؤلفة من الناس يقول ربنا لا فوق ولا تحت لا يمين لا يسار لا أمام لا خلف لا داخل العالم ولا خارجه فأقول أنا لو جيء بأفصح العرب لسانا وبيانا وطلب منه أن يصف لنا المعبود لما استطاع أن يصفه إلا بما يصف هؤلاء معبودهم لا تحت لا فوق لا يمين لا داخل العالم ولا خارجه هذا تعطيل والعياذ بالله لكن نسبة التعطيل تختلف ما بين مثلا الجهميين فهم يعطلون تعطيلا محضا مطلقا وما بين الماتريدية والأشاعرة فهم يعطلون بعض الصفات لكن مؤمنون بالصفات الأخرى هكذا كما قيل " وكل خير في اتباع من السلف *** وكل شر في ابتداع من خلف "