ذكر رحلة الشيخ الألباني ومناظرته للمفتي حسن الكيالي. حفظ
الشيخ : من مخطوطات لا توجد في المكتبة الظاهرية في دمشق فترددت على حلب سنوات ثم بلغني أن هناك رجلا فاضلا في بلدة تعرف بإدلب تبعد عن حلب نحو ستين كيلو متر فذهبت إليها لأول مرة فالتأم الجمع في غرفة واسعة جدا كان فيها كبار القوم كما يقال وفيهم مفتي البلدة اسمه حسن الكيّالي توفي إلى رحمة الله هو شافعي المذهب مقلد فاستقبلنا باستقبال طيب وكأنه كان ذلك تمهيدا للهجوم على ما قد بلغه من أخبار بعضها صحيح وبعضها غير صحيح المهم قالوا بلغنا أنك مجتهد أو تدعي الإجتهاد نحو هذا الكلام قلت لا شيء من هذا إنما أنا متبع ولست بمقلد ولا بالمجتهد وجرى النقاش في هذا المجال كما هو معهود وهو بطبيعة الحال كغيره من المذهبيين ينكرون ما يتوهمون من أن يكون المسلم على بصيرة أنه هو اجتهاد من جهة وأنه هو التعدي على مقام الأئمة من جهة أخرى وصل البحث إلى النقطة هي أنه يا شيخ نقول له إذا المسلم لم يتفقه في كتاب الله ولا في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسوف لا يستطيع أن يستنبط أحكاما للحوادث التي قد تجد وتقع قال مثلا قلنا له مثلا كالصلاة في الطائرة ما رأيكم هل تصح الصلاة في الطائرة قال كيف تصح الصلاة في الطائرة قلت له ما الدليل؟ سؤالي إياه محرج بالنسبة إليه لأن المذهبيين من أصول مذهبهم أن المقلد لا يجوز له أن يجتهد ويستدل بالكتاب والسنة وإنما يستدل بأقوال الأئمة ولو كانوا من المقلدين فكان المفروض عليه إن أجاب بصحة الصلاة في الطائرة أن يأتي بنقل عن من قبله من المفتين أو المؤلفين المذهبيين لكنه لم يصنع شيئ من ذلك وهذا أمر بدهي ومن أجل ذلك كان اختيار السؤال هو عن الطائرة فقلت له ما حجتك في قولك تصح صلاة في الطائرة؟ قال وهنا الشاهد قياسا على الصلاة في السفينة قلت له وما الجامع في القياس؟ قال السفينة متصلة بالأرض بواسطة الماء والطائرة متصلة بالأرض بواسطة الهواء فالصلاة في هذه كالصلاة في تلك قلت هذا شيء جميل ولكن خالفت المذهب قال كيف فأوردت له تلك العبارة وهي مما ذكره الشيخ الرافعي في كتابه في شرح الوجيز للشيخ الغزّالي القديم طبعا قال أنا ما رأيت هذا النص قلت على كل حال النص موجود في هذا الكتاب المطبوع على حاشية كتاب المجموع للإمام النووي واستمر الحديث ما شاء الله وكان ... طبعا لمن كان على هدى من ربه والحمد لله، الشاهد الآن لا نجد نصا يمكننا أن نأتي لإثبات صحة الصلاة في الطائرة كما يسألني إخواننا دائما أنه إذا سألوا سؤالا وأجبنا عليه قالوا ما الدليل يريدون دليلا مفصلا على كيفهم على خاطرهم على علمهم وعلى جهلهم قولوا ما شئتم هذا لا يمكن أن نجد لكل مسألة سواء دقت أو جلت حديثا مفصلا تفصيلا بحيث يشترك في فهمه كل الناس ولو كانوا من أهل المعرفة باللغة العربية ومن أجل هذا كان من الخصائص التي أشار إليها علي رضي الله عنه هو الفقه والفهم حينما سأله أبو جحيفة السوائي " هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعني معشر آل البيت بشيء دون الناس من العلم؟ قال لا إنما في قراب سيفي هذا وأخرج صحيفة فيها بعض الأحاديث المعروفة في الصحيحين في أحكام الجراحات والقصاص وفضل المدينة ثم قال اللهم إلا فهم يأتيه الله حدا في كتابه " هذا الفهم له صلة كبرى بما نحن في صدده آنفا ألا وهو القياس، القياس معناه تشبيه الشيء على شيء نظيره وشبيهه ومثيله فلا شك أن مثل هذا لا سبيل إليه من كل الناس إلا من كان كما قال علي رضي الله عنه أوتي فهما في كتابه وهذا هو من الاجتهاد الذي جاء النص صراحة عليه في قوله عليه السلام المعروف في صحيح البخاري ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد ) فهذا القياس في الحقيقة هو من مواطن الخطأ والغلط كثيرا لدقة أمره ولذلك كان من قوله ذاك رجل الإدلبي المفتي قلت له فأنت إذن قست الصلاة في الطائرة على الصلاة في السفينة قال نعم قلت فقد وقعت فيما أنكرت قال كيف؟ قلت له لقد اجتهدت لأن الإجتهاد هو الإستدلال بدليل من الأدلة الأربعة الكتاب والسنة والإجماع والقياس والقياس هو أدق الأدلة الأربعة فإذا استطعت أنت أو أجزت لنفسك على الأقل أن تقيس فقد اجتهدت فوقعت فيما أنكرت على غيرك فكان هذا من جملة الحجج التي أقيمت عليه في موقفه المعادي للدعوة السلفية التي كنا ندعو إليها ولا نزال والحمد لله فهذا ما يمكن أن يذكر في بهذه المناسبة.