أثر عمر في صيغة التشهد ألا يعد أقوى كونه من كبار الصحابة ؟ حفظ
السائل : بالنسبة لأثر عمر الذي ذكرته في التشهد أظنه من الموطأ هذا ما يعد أقوى بالنسبة من حديث ابن مسعود عن أم سلمة مرفوعا لأنه كان من كبار الصحابة وسكتوا عنهما
الشيخ : لا هو القوة جاءت لحديث ابن مسعود من ناحيتين الناحية الأولى أنه خرج في أصح كتاب بعد كتاب الله ألا وهو صحيح البخاري وصحيح مسلم والناحية الثانية وهي مهمة جدا أن الرواة لم يختلفوا حينما رووا حديث بن مسعود ولو في حرف واحد بينما سائر التشهدات وقع فيها اختلاف بوضع لفظة مكان لفظة أو زيادة حرف أو كلمة وعدم زيادتها في بعض الروايات من أجل هذا أجمع علماء الحديث حتى الشافعية منهم الذين اختاروا عمليا حديث ابن عباس على حديث ابن مسعود لم يسعهم إلا أن يعترفوا بأن حديث ابن مسعود أصح من حديث ابن عباس وذلك معروف في المصطلح أنه ما اتفق عليه الشيخان فهو أصح مما تفرد به أحدهما فكيف إذا ضم إلى ذلك أشياء أخرى منها ما ذكرت آنفا أنه لم يختلف في تشهد ابن مسعود ولا في حرف واحد بل قد صح عن ابن مسعود عنايته الخاصة في تعديله تشهده لأصحابه كما وأخذ ذلك من عناية الرسول عليه السلام به حينما قال ابن مسعود " علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التشهد وكفي بين كفيه " هذا كناية عن اهتمام الرسول عليه السلام بابن مسعود وتعليمه إياه التشهد جرى ابن مسعود على هذا النسق في من بعده من أصحابه من التابعين فيقول علقمة فيما أذكر بأن ابن مسعود رضي الله عنه " كان يأخذ علينا الحرف الواحد " أي كان إذا أخطأ أحدهم في الحرف الواحد يخطؤه ويبين له وجه الصواب فيه فلهذه المجموعة هي التي جعلت علماء الحديث قاطبة لا خلاف بينهم وبين من كان محدثا لا مذهب له أو مذهبيا شافعيا أو حنفيا كلهم أجمعوا على أن حديث تشهد ابن مسعود هو أصح أحاديث التشهد فالملاحظة التي أنت لاحظتها هي قوة واحدة من جانب أنه أعلنها لكن ذلك لا يعني الصحة من حيث الرواية ووصول هذا التشهد إلينا بنفس القوة والمتانة التي جاء إلينا حديث ابن مسعود رضي الله عنه فتلك قوة موضعية ولا شك أن عمر حينما يعلن شيئا أمام الناس فهي قوة مهمة جدا لكن ما الذي يعرفنا بذلك إنما هو الإسناد فلا شك حين ذاك أن إسناد ابن مسعود وإجماع العلماء كما ذكرنا على أنه أقوى إسناد يبقى الفضيلة الراجحة لحديث ابن مسعود.