ذكر قصة الرجل الذي أقرض رجلا مائة دينار من ذهب من صحيح البخاري. حفظ
الشيخ : ففي صحيح البخاري مثلا أن رجلا قال عليه السلام أن رجلا ممن قبلكم جاءه رجل فقال أسلفني مائة دينار أقرضني مائة دينار قال هات الكفيل قال الله الكفيل قال هات الشهيد قال الله الشهيد فنقده مائة دينار ذهب مش ورق اليوم مرتفع وبكرة نازل وهكذا وتواعدا على يوم الوفاء وانطلق المستدين بالمائة دينار يضرب في البحر ويبدو أن الله عز وجل أخذ بيده ووفقه ولما جاء اليوم الموعود لم يستطع أن يذهب إلى صاحبه الدائن فماذا فعل هنا العجب جاء إلى خشبة فنقرها نقرا ودك فيها مائة دينار حجر ذهب صامد وحشاها حشوا جيدا ثم وقف على الساحل وقال يا ربي أنت كنت الشهيد وأنت كنت الكفيل ورمى هذه الخشبة في البحر كأنه يقول أنت بأى بحكمتك بقدرتك دبرني أنا ما استطعت أن أذهب إلى صاحبي لأسلمه المائة دينار فأمر الله عز وجل هنا خرق للعادة أمر الله عز وجل الأمواج أن تأخذ هذه الخشبة إلى البلدة التي فيها صاحبه وكان صاحبه خرج في اليوم الموعود ليستقبل صاحبه بالدين وانتظر مليا عبثا فوقع بصره على خشبة بين يديه تتلاعب بها الأمواج فألقي في باله إنه خذ هذه الخشبة حطبا للوقود فأخذها فوجدها أوزن من طبيعتها فذهب إلى الدار كسرها وهنا وجد المائة دينار تلألأ عجبا وسرعان أن جاء صاحبه انظروا الصدق والإخلاص والإيمان بالله والتجاوب مع الأحكام الشرعية إنه تجاهل ما صنع لم يقل للدائن هل وصلتك الأمانة ما قال لأنه لم يرسلها بطريق معتاد إنما أرسلها بطريق خارق للعادة ولذلك ضرب صفحا عما فعل سابقا ونقده مائة دينار أخرى انظروا كيف يتحقق المثل المشهور في بعض البلاد " إن الطيور على أشكالها تقع " كلاهما صادق مع الله تبارك وتعالى فلما رأى الغني مائة دينار أخرى قصّ عليه القصة وكان باستطاعته أن يكتمها لأنه لا شهيد ولا رقيب ولا أي شيء يأخذ المائة ويحطها في جيبته حقه أما الذي جاءه من طريق البحر ما في اسم مسجل بالبريد هناك حتى يحاسب لكن الله عز وجل هو الحسيب فقصّ عليه القصة فقال قصتي والخشبة كذا وكذا قال والله أنا فعلت هذا لأنني شعرت بأن الأجل قد حان وأنا لا أستطيع أن آتيك في الأجل الموعود ففعلت ما فعلت قال بارك الله لك في مالك فقد وفى الله عنك ورد الله عليه المائة دينار هذا تفسير لحديث صحيح في البخاري مرفوع وليس من الإسرائيليات.