أمرنا الله بالتعاون على البر والتقوى فما هو المفهوم الصحيح للعمل الجماعي؟ حفظ
السائل : يقول السائل قد أمرنا الله سبحانه بالتعاون على البر والتقوى فما هو المفهوم الصحيح للعمل الجماعي لأن بعض المسلمين يقولون لابد من إمارة وطاعة والنبي صلى الله عليه وسلم قال ( من عصى أميري فقد عصاني )
الشيخ : هذا حديث صحيح فإن خليفة الرسول عليه السلام الذي يأمّر أميرا فيجب إطاعته فالدعوة أعم من الدليل الدليل أخص من الدعوة الدليل يتعلق بالحاكم الأعلى الخليفة الذي يجب على المسلمين أن يختاروه ... الحديث هذا يوجب علينا أن نسعى حثيثا لننصب علينا حاكما مسلما يحكم فينا بما أمر الله ورسوله هذا الحاكم حين ذاك إذا أمّر علينا أميرا وجب طاعته كما جاء في حديث العرباض بن سارية وهو حديث معروف وإنما الشاهد منه قوله عليه السلام ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ) إلى آخر الحديث فإن فيه قوله عليه الصلاة والسلام ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولّي عليكم عبد حبشي ) ولي عليكم من ولاه الحاكم الذي اختاره المسلمون خليفة عليهم أما هذه الجماعات المتفرقة التي عليها كل جماعة عليها رئيس وكل رئيس يبايع من جماعته فهذا مما يزيد الفرقة بين المسلمين والتكتل والتحزب الذي يزيدهم انقساما وافتراقا وشيعا وأحزابا والله عز وجل يقول ( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) ولعل الكثيرين منكم يذكر حديث حذيفة بن اليمان الذي يقول في أوله ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه ) تمام هذا الحديث أن حذيفة رضي الله عنه يسأل الرسول عليه السلام عن موقفه فيما إذا كان هناك دخن وفرقة فيقول إذا كان للمسلمين إمام فعليك أن تتمسك به قال فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة قال ( فأعرض عن كل تلك الفرق ولو أن تعض بجذع شجرة ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام فلذلك فلا يجوز التكتل والتحزب بالمسلمين لأنه يكفيهم ما هم فيه من التفرق الذي كأنه أمر طبيعي بالنسبة لابتعادهم عن العمل بالكتاب والسنة يكفيهم هذا التفرق فلا يجوز أن نجعله نظاما وأن نجعله حزبا بل أحزابا كل حزب بما لديهم فرحون هذا الذي يأتي من الجواب تفضل.