حديث في صحيح الجامع أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما، فما فقه هذا الحديث؟ حفظ
السائل : ... حديث في صحيح الجامع ( أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما ) ما فقه هذا الحديث؟
الشيخ : فقه هذا الحديث أن الإنسان يجب عليه أن يكون وسطا في كل شيء (( وكذلك جعلناكم أمة وسطا )) وخير الأمور الوسط وحب التناهي غلط أن يكون وسطا في الحب وفي البغض لا ينبغي للمسلم أن يكون حبه مبالغا فيه خشية أن ينقلب يوما ما إلى ضده والعكس بالعكس أن لا يكون بغضه شديدا لاحتمال أن يصير هذا البغيض يوما ما حبيبا فأصل هذا الحديث وغايته واضحة جدا وهو الإعتدال في الخير وفي الشر في الخير وفي الشر وأكبر دليل على ذلك قوله عليه السلام ( فمن رغب عن سنة فليس مني ) في قصة الرهط الذين جاؤوا إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وسألهن عن عبادته عن قيامه وصيامه وإتيانه لنسائه فأخبرنهم بما يعلمن من ذلك الإعتدال أن الرسول عليه السلام يقوم الليل وينام ويصوم ويفطر ويتزوج النساء أما أولئك الرهط فقد غلوا فتعاهدوا بينهم أحدهم يقول أنا أقوم الدهر أقوم وأصوم الدهر فلا أفطر والآخر يقول أن أقوم الليل ولا أنام والآخر يعيش راهبا ولا رهبانية في الإسلام فقال لا أتزوج النساء فالقصة معروفة؟ إنما الخلاصة أن الرسول عليه السلام قال لهم ( أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله أما إني أقوم الليل وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنة فليس مني ) هذا هو الإعتدال في العبادة والحب في الله عبادة والبغض في الله عبادة ولكن لا يجوز المغالاة في ذلك خشية أن ينقلب الأمر إلى نقيضه ومن جاوز حد الشيء وصل إلى نقيضه ولا شك.