بيان حكم التصوير . حفظ
الشيخ : فأي فلسفة هذا دخلت على بعض علماء المسلمين فضلا عن غيرهم فجوز له تجويز مطلقا التصوير لأنه تصوير آلي وحرموا عليهم تصويرا آخر لماذا؟ لأنه تصوير يدوي وكل داخل في العمومات من الأحاديث التي سبق ذكرها وقد كان جرى بيني وبين أحدهما مناقشة حول هذه المسألة ويبدو من حديثه أنه كان ظاهريا عصريا في هذه المسألة فناقشته وكان من جملة ما رددت عليه أني سألته ما قولك في تلك المصانع الضخمة التي بكبسة زر كهربائي توجد أصناما أشكالا وألوانا منها الأصنام التي هي من مادة البلاستيك الكوتشوك أو نحو ذلك وهي التي امتلات أسواق المسلمين بها كلعب للأطفال وأكثر من ذلك هناك معامل تنتج توجد بواسطة آلات ضخمة أصنام هي أجمل من الأصنام التي يقوم على نحتها الممثل والنحات قلت له ماذا تقول في هذه الأصنام التي نراها مثلا موضوعة على بعض المقاعد أو الطاولات ربما كلكم يذكر مثال من ذلك نرى مثلا من ضلال الضالين في النصارى إنهم يصنعون صورة امرأة متبرجة بطبيعة الحال وورائها كلب ما مادة هذه الصورة؟ من حجر أو من نحاس أو من معدن آخر كيف صنع هذا؟ هل قام على صنع النحات ليلا نهارا لا وإنما بكبسة الزر الآلة تخرج في الدقيقة الواحدة ما شاء الله من هذه الأصنام قلت له ما رؤيك في هذه الأصنام أحرام أم حلال؟ ... فكر قليلا فلم يسعه أن يقول إلا أن يقول هذا حرام قلنا لكن الوسيلة اختلفت كما اختلفت وسيلة التصوير الفوتغرافي فعيّ ولم يدرِ ما يقول وهذا هو اليقين أنه لا يجوز التفريق بين ثمن وآخر لعلمه أن أحدهما صنع بالشاكوش والأزميل نحت نحتا والآخر لم ينحت كذلك وإنما بالآلة هذه ظاهرية عصرية مقيتة وزعم بعضهم مرة روى قصة خيالية لتقريب هذا المسألة التي ابتلينا بها في العصر الحاضر قالوا زعموا أن عالما فاضلا زار تلميذا له في داره فلما جلس وإذا به يرى صورته أمامه معلقة على الجدار يرى الشيخ صورته معلقة على الجدار فقال لتلميذه يا بني كم مرة أنا كررت عليكم بأن التصوير حرام فما بالك جعلت صورتي في صدر المكان قال يا فضيلة الشيخ إني فعلت ذلك حبا فيك وذكرى لعلمك وخلقك و و إلى آخره، قال لا هذا لا يجوز وهذا حرام بارك الله فيك والملائكة لا تدخل بيتك فسارع التلميذ البار وأنزل الصورة وراحت أيام وجاءت أيام ثم عاد الشيخ فزار تلميذه مرة أخرى وإذا هو يرى الصورة في مكانها قال له مالك يا فلان ألست قد نصحتك وذكرتك وقبلت النصيحة وأنزلت الصورة قال ياسيدي هذه الصورة صورة فوتغرافية وتلك كانت صورة يدوية ونحن تعلمنا منك التفريق بين الصورتين فربت الشيخ على كتف تلميذه وقال له بارك الله لك فقد صرت فقيها هذا فقه العصر الحاضر الجمود على الظواهر دون النظر إلى المقاصد إذا علمنا أنه لا فرق بين الصور اليدوية والصور الفوتغرافية وبالتالي لا فرق بين الصور الفتوغرافية والصور التلفزيونية إذا صح التعبير كل ذلك يدخل في عموم ( كل مصور في النار ) من صور صورة ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ) إذا عرفا هذه الحقيقة نعود لنقول ألا يوجد لهذا العصر متنفسا لإباحة بعض الصور وبخاصة إذا كانت الضرورة العلمية توجبها أو الحاجة الملحة تقتضيها أقول أنا نعم هذا موجود ودليلنا على ذلك حديث عائشة في بناتها في الصور التي كانت تلعب بها هي وجاراتها من البنات فقد جاء في أكثر من حديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يسرب بنات جيران عائشة إليها ليلعبوا معها بلعب البنات ومرة دخل صلى الله عليه وآله وسلم عليها فوجد بين لعبها فرسا صورة فرس له جناحان فقال عليه الصلاة والسلام ( يا عائشة فرس له جناحان؟ قالت: يا رسول الله ألم يبلغك أن خيل سليمان كانت لها أجنحة، فضحك عليه الصلاة والسلام ) أخذنا من هذا الحديث رخصة في لعب البنات وأن هذه الرخصة مستثناة منها من عموم تلك الأحاديث سواء ما كان منها شاملا لكل مصور أو ما كان منها شاملا لكل صورة تمنع من دخول الملائكة فإذا كان هذا معروفا وثابتا في الصحيحين وقد كنت فصلت القول في هذه المسألة بعد تفصيل في كتابي آداب الزفاف في السنة المطهرة محذرا من اقتناء الصور بمناسبة الزواج في العصر الحاضر ثم تعرضت للعب السيدة عائشة فقلت إنها مستثناة من تلك الأدلة العامة إذا كان هذا واردا في السنة الصحيحة فيمكن الإستفادة من هذا الإستثناء لنشر الصور التي لا بد منها وتكون هناك حاجة ملحة لعرضها أما هذا التوسع الذي عم وطم البلاد حتى المجلات العلمية الإسلامية المحضة تذكر هناك صور بأدنى مناسبة صورة مثلا كاتب المقال صورة من سئل وأجاب لماذا هذه الصورة ما هي الضرورة علما بأن مثل هذه الصور قد تبطل أعمال المصوَرين فضلا عن أعمال المصوِرين أما أنها قد تبطل أعمال المصورين من هؤلاء الأشخاص فذلك لما هو معلوم وأشرت إليه الليلة بعد صلاة العشاء أن هذا يعرض نفسه لإبطال عمله لأن لا يكتب وأن لا يجيب إلا حبا في الظهور وحب الظهور يقطع الظهور هذا جوابي على ذاك السؤال ولعلي أطلت عليكم فمعذرة لأن الوضع الإجتماعي يقتضي بي تفصيل هذا الكلام لأني أقرأ في المجلات الإسلامية والفتاوى الشرعية أقل ما أجد إلا الإباحة المطلقة فوجب علي أن أبين ما هو الأصل في التصوير وما يجوز منه وأرجو أن أكون قد وفقت لمعرفة الصواب مما اختلف فيه الناس هذا هو ما عندي ... لعلك اخترت الأهم فالأهم
السائل : جزاك الله خير يا شيخ ... .
الشيخ : تفضل.
السائل : بعضهم يقولون أن هناك مضاهاة لا توجد مضاهاة للحديث ... عن الرسول صلى الله عليه وسلم يضاهئون بخلق الله فهم يعتدون بالمضاهاة لا توجد مضاهاة ... الرسم وبين التصوير الفوتغرافي؟
الشيخ : هذا السؤال الحقيقة أيضا مما بلينا به في العصر الحاضر، يقول السائل إن بعضهم يقول إن التصوير الفوتغرافي ليس فيه تلك العلة التي جاء التنصيص عليها في بعض الأحاديث الصحيحة ألا وهي المضاهاة لخلق الله فقد جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان غازيا أو مسافرا فلما دخل بيته وقف ولم يدخل لأنه رأى ستارة عليها صور فامتنع من الدخول فقالت عائشة " إن كنت أذنبت يا رسول الله فإني أستغفر الله " ... ممن ذهبوا إلى إباحة التصوير الفوتغرافي بهذه الأدلة من هذا الحديث الصحيح يضاهون بخلق الله ويقولون إن المضاهاة إنما تحصل ... في التصوير اليدوي أما في التصوير الفوتغرافي فلا مضاهاة وأنا أتعجب كل العجب من هذه المغالطة وأتساءل في نفسي يا ترى هل هم واهمين أم هم يتظاهرون بالوهم ويعرفون أنه خلاف ... ذلك لأن من صفات الله تبارك وتعالى ما قاله في غير ما آية في القرآن الكريم (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) فأي الصورتين أقرب شبها ومضاهاة لخلق الله آالصورة التي يظل عليها المصور ليل نهار يخطئ من ها هنا ويصحح من ها هنا لا يكاد يمضي عليه لحظات أو ساعات فيدخل على ما صوره تعديلا وهكذا حتى تستقيم الصورة في نظره هذا أشد مضاهاة لله في قوله للشيء كن فيكون أم ضغطة على الزر وإذا الصورة ظهرت في أحسن ما تكون تصويرا.
لا شك أن هذا أبلغ بأن يكون مضاهاة لخلق الله تبارك وتعالى هذا شيء، والشيء الآخر المصور حتى المصور للصنم للتمثال المجسم ما الذي يصور؟ هو يصور الظاهر من الإنسان أما الباطن أي الامعاء والعروق والشعيرات و و إلى آخر ما هنالك من خلق الله الدقيق القلب المعدة إلى آخره كل هذه الأشياء لا يستطيعون أن يصورها فحينئذ يصورون هذا الظاهر المضاهاة التي ذكرها الرسول عليه السلام في الحديث إنما يعني هذه الصورة الظاهرة فليست المضاهاة الحقيقية فلن يستطيع البشر مطلقا أن يصلوا إليها فإذا انتبهنا لهذه النكتة حينئذ المضاهاة تكون لهذه الصورة الفوتغرافية أقوى بكثير من الصورة اليدوية أو النحت بالإزميل والشاكوش ونحو ذلك هذا من جهة، من جهة ثانية خفي على هؤلاء الذين وقفوا عند هذه العلة وهي علة المضاهاة نحن نعتقد أن هناك علة أخرى ونستطيع أن نكون مدقّقين أكثر فيما إذا قلنا أن هناك حكمة أخرى في تحريم الشارع الحكيم لللتصوير والصور ألا وهي أنها كانت سببا لعبادة غير الله تبارك وتعالى كما جاء في كتب التفسير تحت قوله تعالى في قوم نوح عليه السلام حكى عنهم فقال (( وقالوا لاتذرن ءالهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولايغوث ويعوق ونسرا )) قال تعالى (( وقد أضلوا كثيرا )) يقول ابن عباس وغيره من السلف في تفسير هذه الآية هؤلاء كانوا خمسة من عباد الله الصالحين فلما ماتوا جاء إبليس إليهم وزين لهم أن يجعلوا قبورهم في أفنية دورهم ولا أن يدفنوهم في القبور التي يدفن فيه الناس عادة زين لهم ذلك بحجة أن هؤلاء يعرفونهم كانوا عبادا صالحين فينبغي أن تبقى ذكراهم في أذهانكم أبد الدهر فإذ دفنتموهم مع جماهير الموتى لم تبق ذكراهم في بالكم ولذلك أوحى إليهم إبليس بأن يجعلوا قبورهم في أفنية دورهم ففعلوا ثم تركهم جيلا من الزمان ثم جاءهم وقال لهم أنصحكم بأن تتخذوا لهؤلاء الصالحين الخمسة أصناما لتظل ذكراهم متركزة وثابتة أبدا في خواطركم لأن هذه القبور قد تأتيها عواصف من السماء أو أمطار أو سيول فتذهب ثم لا يبقى لها أي أثر فقبلوا أيضا نصيحته وما نصح الشيطان إنسانا أبدا، فصنعوا ونحتوا أصناما لهؤلاء الخمسة وتركهم جيلا آخر ثم جاءهم فقال لهم يجب أن تتخذوا لهذه الأصنام مكانا منزلا يتناسب مع منزلتهم وثقتكم بهم واتخذوا بيتا للأصنام فوضعوها في مكان رفيع مات هؤلاء وانقضى ثم جاء الجيل الجديد وأوحى إليهم أن هذه الأصنام التي وضعت في هذا المكان إنما وضعت لأنها تستحق العظمة ... فأخذوا يسجدون لها ويعبدونها من دون الله تبارك وتعالى فأرسل الله عز وجل نوحا عليه السلام إلى هذا الجيل الذي وقع في الشرك في عبادة هؤلاء الخمسة فماذا كان موقفهم كما سمعتم في الآية السابقة (( لاتذرن ءالهتكم ولاتذرن ودا ... )) إلى آخره إذا الأصنام والتمثيل كانت سببا لعبادة غير الله فلما حرم الرسول عليه السلام الصور والتماثيل لم تكن الحكمة فقد محصورة في أنها مضاهاة لخلق الله بل ولأنها أيضا كانت سببا لعبادة غير الله والإشراك بالله تبارك وتعالى ولذلك لو سلمنا جدلا بزعم هؤلاء أنه لا مضاهاة لخلق الله بالتصوير الشمسي تبقى العلة ... ثم بهذه المناسبة أيضا يقول البعض بأنه لم يبق الناس الآن تيقنوا وتيقظوا ولم يعودوا يقعون في شيء من هذا الشرك الذي وقع فيه الأقوام السابقون وهذه مكابرة أخرى فمن درس لا أقول أحوال بعض المشركين في روسيا مثلا حيث كانوا إلى عهد قريب قبر لينين وقبر استالين يطوف المسلمون حولهم كما يطوف ... حول الكعبة المشرفة وهل من عبادة تكون أكثر من هذا لكن أقول لا نتحدث عن الكفار وليس بعد الكفر ذنب لكن ما بالنا نكابر ونقول لم يبق أحد يشرك بالله عز وجل ونحن لا نزال نجد في كثير من بلاد المسلمين في مصر، في سورية، في غيرها لا يزال الكفر يعمل عمله في بيوت الله تبارك تعالى حيث يقصد المسجد الذي فيه قبر للصلاة فيه يفضلوا الصلاة فيه على المسجد الذي ليس فيه قبر تقصد المقابر التي يزعم أن قبورها أو المقبورين فيها كانوا من عباد الله الصالحين فيستنجد بهم ويستغاث بهم من دون الله تبارك وتعالى هذا كله واقع ومعروف في كثير من البلاد وإن كانت بلادكم بفضل الله تبارك وتعالى أولا ثم بفضل دعوة محمد بن عبد الوهاب ثانيا قد طهرت من أدران الشرك لكن هذا الشرك لا يزال ذارا قرنه في كثير من البلاد التى أشرت إليها وفي غيرها أيضا نحن نعلم أن في حلب وهي العاصمة الثانية لسورية بعد دمشق كان فيها قبر يكفيكم اسمه عن أن تتعرفوا على ما كان يجري فيه من أضرار ومن وثنية اسمه القبر قاضٍ للحاجات القبر اسمه قاضي الحاجات وكان الناس يقصدونه بالنذور له ومن عجب ومن ضلال بعض النساء أن المرأة العقيم التي كانت قد مضى عليها زمن من الزواج ولم ترزق ولدا زين الشيطان لهن فقال لهن إن هذا القبر قاضي الحاجات إذا جاءت المرأة وجلست على سنام القبر القبر معروف فإذا هي ركبت القبر واحتكت هكذا قليلا وإذا هي تذهب حبلى ذلك هو الضلال البعيد ثم انكشف الأمر ... عند هذا القبر خبيثا كان يزين للمرأة أن تبات تلك الليلة عندهم حتى يحضر عليها روح قاضي الحاجات فهو يكون هو القاضي لحاجته فتذهب منه حبلى وهكذا يعني أمر غريب وعجيب جدا ومع ذلك يتفلسف بعض الناس ويقول لم يبق هناك خوف أن يصاب المسلمون بشيء من الشرك لأن المسلمين الآن ما شاء الله استيقظوا وقد صح جاء في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء دوس حول صنم لهم يقال له ذو الخليصة ) هذا حديث في صحيح البخاري فمعنى هذا أن المسلمين أمامهم شرك مجسد مكبر فلذلك فعلينا أن نتمسك بكل الأحكام الشرعية التي منها منع التصوير من باب سد الذريعة ليس فقد من باب مشابهة خلق الله بل من باب سد الذريعة بين المسلمين وبين وصولهم إلى تعظيم غير رب العالمين هذا ما عندي جوابا عن هذا السؤال.
الشيخ : نعم
السائل : جزاك الله خير يا شيخ ... .
الشيخ : تفضل.
السائل : بعضهم يقولون أن هناك مضاهاة لا توجد مضاهاة للحديث ... عن الرسول صلى الله عليه وسلم يضاهئون بخلق الله فهم يعتدون بالمضاهاة لا توجد مضاهاة ... الرسم وبين التصوير الفوتغرافي؟
الشيخ : هذا السؤال الحقيقة أيضا مما بلينا به في العصر الحاضر، يقول السائل إن بعضهم يقول إن التصوير الفوتغرافي ليس فيه تلك العلة التي جاء التنصيص عليها في بعض الأحاديث الصحيحة ألا وهي المضاهاة لخلق الله فقد جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان غازيا أو مسافرا فلما دخل بيته وقف ولم يدخل لأنه رأى ستارة عليها صور فامتنع من الدخول فقالت عائشة " إن كنت أذنبت يا رسول الله فإني أستغفر الله " ... ممن ذهبوا إلى إباحة التصوير الفوتغرافي بهذه الأدلة من هذا الحديث الصحيح يضاهون بخلق الله ويقولون إن المضاهاة إنما تحصل ... في التصوير اليدوي أما في التصوير الفوتغرافي فلا مضاهاة وأنا أتعجب كل العجب من هذه المغالطة وأتساءل في نفسي يا ترى هل هم واهمين أم هم يتظاهرون بالوهم ويعرفون أنه خلاف ... ذلك لأن من صفات الله تبارك وتعالى ما قاله في غير ما آية في القرآن الكريم (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) فأي الصورتين أقرب شبها ومضاهاة لخلق الله آالصورة التي يظل عليها المصور ليل نهار يخطئ من ها هنا ويصحح من ها هنا لا يكاد يمضي عليه لحظات أو ساعات فيدخل على ما صوره تعديلا وهكذا حتى تستقيم الصورة في نظره هذا أشد مضاهاة لله في قوله للشيء كن فيكون أم ضغطة على الزر وإذا الصورة ظهرت في أحسن ما تكون تصويرا.
لا شك أن هذا أبلغ بأن يكون مضاهاة لخلق الله تبارك وتعالى هذا شيء، والشيء الآخر المصور حتى المصور للصنم للتمثال المجسم ما الذي يصور؟ هو يصور الظاهر من الإنسان أما الباطن أي الامعاء والعروق والشعيرات و و إلى آخر ما هنالك من خلق الله الدقيق القلب المعدة إلى آخره كل هذه الأشياء لا يستطيعون أن يصورها فحينئذ يصورون هذا الظاهر المضاهاة التي ذكرها الرسول عليه السلام في الحديث إنما يعني هذه الصورة الظاهرة فليست المضاهاة الحقيقية فلن يستطيع البشر مطلقا أن يصلوا إليها فإذا انتبهنا لهذه النكتة حينئذ المضاهاة تكون لهذه الصورة الفوتغرافية أقوى بكثير من الصورة اليدوية أو النحت بالإزميل والشاكوش ونحو ذلك هذا من جهة، من جهة ثانية خفي على هؤلاء الذين وقفوا عند هذه العلة وهي علة المضاهاة نحن نعتقد أن هناك علة أخرى ونستطيع أن نكون مدقّقين أكثر فيما إذا قلنا أن هناك حكمة أخرى في تحريم الشارع الحكيم لللتصوير والصور ألا وهي أنها كانت سببا لعبادة غير الله تبارك وتعالى كما جاء في كتب التفسير تحت قوله تعالى في قوم نوح عليه السلام حكى عنهم فقال (( وقالوا لاتذرن ءالهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولايغوث ويعوق ونسرا )) قال تعالى (( وقد أضلوا كثيرا )) يقول ابن عباس وغيره من السلف في تفسير هذه الآية هؤلاء كانوا خمسة من عباد الله الصالحين فلما ماتوا جاء إبليس إليهم وزين لهم أن يجعلوا قبورهم في أفنية دورهم ولا أن يدفنوهم في القبور التي يدفن فيه الناس عادة زين لهم ذلك بحجة أن هؤلاء يعرفونهم كانوا عبادا صالحين فينبغي أن تبقى ذكراهم في أذهانكم أبد الدهر فإذ دفنتموهم مع جماهير الموتى لم تبق ذكراهم في بالكم ولذلك أوحى إليهم إبليس بأن يجعلوا قبورهم في أفنية دورهم ففعلوا ثم تركهم جيلا من الزمان ثم جاءهم وقال لهم أنصحكم بأن تتخذوا لهؤلاء الصالحين الخمسة أصناما لتظل ذكراهم متركزة وثابتة أبدا في خواطركم لأن هذه القبور قد تأتيها عواصف من السماء أو أمطار أو سيول فتذهب ثم لا يبقى لها أي أثر فقبلوا أيضا نصيحته وما نصح الشيطان إنسانا أبدا، فصنعوا ونحتوا أصناما لهؤلاء الخمسة وتركهم جيلا آخر ثم جاءهم فقال لهم يجب أن تتخذوا لهذه الأصنام مكانا منزلا يتناسب مع منزلتهم وثقتكم بهم واتخذوا بيتا للأصنام فوضعوها في مكان رفيع مات هؤلاء وانقضى ثم جاء الجيل الجديد وأوحى إليهم أن هذه الأصنام التي وضعت في هذا المكان إنما وضعت لأنها تستحق العظمة ... فأخذوا يسجدون لها ويعبدونها من دون الله تبارك وتعالى فأرسل الله عز وجل نوحا عليه السلام إلى هذا الجيل الذي وقع في الشرك في عبادة هؤلاء الخمسة فماذا كان موقفهم كما سمعتم في الآية السابقة (( لاتذرن ءالهتكم ولاتذرن ودا ... )) إلى آخره إذا الأصنام والتمثيل كانت سببا لعبادة غير الله فلما حرم الرسول عليه السلام الصور والتماثيل لم تكن الحكمة فقد محصورة في أنها مضاهاة لخلق الله بل ولأنها أيضا كانت سببا لعبادة غير الله والإشراك بالله تبارك وتعالى ولذلك لو سلمنا جدلا بزعم هؤلاء أنه لا مضاهاة لخلق الله بالتصوير الشمسي تبقى العلة ... ثم بهذه المناسبة أيضا يقول البعض بأنه لم يبق الناس الآن تيقنوا وتيقظوا ولم يعودوا يقعون في شيء من هذا الشرك الذي وقع فيه الأقوام السابقون وهذه مكابرة أخرى فمن درس لا أقول أحوال بعض المشركين في روسيا مثلا حيث كانوا إلى عهد قريب قبر لينين وقبر استالين يطوف المسلمون حولهم كما يطوف ... حول الكعبة المشرفة وهل من عبادة تكون أكثر من هذا لكن أقول لا نتحدث عن الكفار وليس بعد الكفر ذنب لكن ما بالنا نكابر ونقول لم يبق أحد يشرك بالله عز وجل ونحن لا نزال نجد في كثير من بلاد المسلمين في مصر، في سورية، في غيرها لا يزال الكفر يعمل عمله في بيوت الله تبارك تعالى حيث يقصد المسجد الذي فيه قبر للصلاة فيه يفضلوا الصلاة فيه على المسجد الذي ليس فيه قبر تقصد المقابر التي يزعم أن قبورها أو المقبورين فيها كانوا من عباد الله الصالحين فيستنجد بهم ويستغاث بهم من دون الله تبارك وتعالى هذا كله واقع ومعروف في كثير من البلاد وإن كانت بلادكم بفضل الله تبارك وتعالى أولا ثم بفضل دعوة محمد بن عبد الوهاب ثانيا قد طهرت من أدران الشرك لكن هذا الشرك لا يزال ذارا قرنه في كثير من البلاد التى أشرت إليها وفي غيرها أيضا نحن نعلم أن في حلب وهي العاصمة الثانية لسورية بعد دمشق كان فيها قبر يكفيكم اسمه عن أن تتعرفوا على ما كان يجري فيه من أضرار ومن وثنية اسمه القبر قاضٍ للحاجات القبر اسمه قاضي الحاجات وكان الناس يقصدونه بالنذور له ومن عجب ومن ضلال بعض النساء أن المرأة العقيم التي كانت قد مضى عليها زمن من الزواج ولم ترزق ولدا زين الشيطان لهن فقال لهن إن هذا القبر قاضي الحاجات إذا جاءت المرأة وجلست على سنام القبر القبر معروف فإذا هي ركبت القبر واحتكت هكذا قليلا وإذا هي تذهب حبلى ذلك هو الضلال البعيد ثم انكشف الأمر ... عند هذا القبر خبيثا كان يزين للمرأة أن تبات تلك الليلة عندهم حتى يحضر عليها روح قاضي الحاجات فهو يكون هو القاضي لحاجته فتذهب منه حبلى وهكذا يعني أمر غريب وعجيب جدا ومع ذلك يتفلسف بعض الناس ويقول لم يبق هناك خوف أن يصاب المسلمون بشيء من الشرك لأن المسلمين الآن ما شاء الله استيقظوا وقد صح جاء في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء دوس حول صنم لهم يقال له ذو الخليصة ) هذا حديث في صحيح البخاري فمعنى هذا أن المسلمين أمامهم شرك مجسد مكبر فلذلك فعلينا أن نتمسك بكل الأحكام الشرعية التي منها منع التصوير من باب سد الذريعة ليس فقد من باب مشابهة خلق الله بل من باب سد الذريعة بين المسلمين وبين وصولهم إلى تعظيم غير رب العالمين هذا ما عندي جوابا عن هذا السؤال.
الشيخ : نعم