كلمة لبعض المشايخ عن آداب طالب العلم مع تعليق من الشيخ الألباني على ذلك. حفظ
السائل : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِه اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى أله وصحبه أجمعين.
فلقد تمنّيت من شيخنا جزاه الله خيرا أن يتكلم عن بعض الأداب التي ينبغي لطالب العلم أن يلتزم بها حال جلوسه مع العلماء، ولقد استفدت من شيخنا جزاه الله خيرا بعض تلك الأداب ... أن أذكّر بها إخواني ولو أنني تمنّيت أن أسمعها من الشيخ لكنه أبى ذلك جزاه الله خيرا ليعلّمنا بذلك أدبا وأبى لنتعلّم منه أدبا فأقول يا إخوة أن من الأداب التي استفدتها من شيخنا أن يحرص الواحد منا أن ينتقي سؤاله قبل أن يسأل وأن يركّز في سؤاله وأن لا يُقاطع غيره، وأن لا يُقاطع غيره ممن قد يكون في حال كلامه مع الشيخ وأن لا يُقاطع كذلك العلماء عندما يكونون في حال تكلّمهم أو شرحهم للأخرين.
كذلك بعض الإخوة يسأل الشيخ سؤال ثم ينصرف عنه ولا يُركّز معه وهذا قد حصل كثيرا ورأيناه، أن طالب العلم يسأل مسألة ولا يُركّز معه حين جوابه له، هذه من الأمور التي نقع فيها.
كذلك نقع في بعض المخالفات ومنها القيام مثل ما ذكر الشيخ، فشيخنا جزاه الله خيرا لا يُحب أن يتمثّل له الناس قياما، وكذلك الحِدّة التي يعملها بعض الإخوة أو الحدّة التي تظهر في أسئلة بعض الإخوة، فيها شيء من الجفاف ومن الحدّة وعدم الأدب مع العلماء، وهذا لمسناه مرارا.
كل ذلك، كل ما قلته يا إخوة لمسناه من خلال جلسات مع شيخنا الفاضل جزاه الله خيرا، وأتمنى من نفسي أولا ومن إخواني أن نتبّه لمثل هذه الأمور وأن نتأدّب مع علمائنا وأن نحرص على أن نسألهم الأسئلة المركّزة وعند سؤالنا لهم أن لا نذهب بعيدا بأذهاننا.
هذا ما أحببت أن أنوّه إليه وأتمنى من الشيخ إذا كان له تعليق على ذلك أن يُتحفنا وجزاه الله خيرا.
الشيخ : والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه وسلم، لي شكر وملاحظة، أما الشكر فعلى ما سمعتم من توجيه كلمة طيّبة وتذكير ببعض الأداب التي ينبغي على طلاب العلم أن يلاحظوها وأن يرعوها حق رعايتها، ودعما لهذه الكلمة أذكّر بقوله عليه الصلاة والسلام ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويُوقّر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) والناس في مراعاتهم لهذه الجملة الأخيرة على طرفي نقيض، فمنهم من يصل بهم مراعاتهم لها وتعرُّفهم على حق العالم إلى درجة التعظيم غير المشروع في شريعة الإسلام ومن ذلك ما سمعتموه في أول هذه الجلسة الطيّبة المباركة إن شاء الله من أدب أصحاب النبي صلى الله عليه وأله وسلم مع سيد البشر قاطبة حيث كانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك فمن يكون هؤلاء العلماء الذين يرتضون لأنفسهم أن يقوم لهم أتباعهم وتلامذتهم ومريدوهم، هذا تعظيم لا يستحقّه أحد من البشر ولو كان أحد يستحقّه من البشر لكان رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم أحق الناس بذلك، وإذ لم يكن فلن يكون لأحد من بعده عليه الصلاة والسلام.
وعلى العكس من ذلك ناس يُعاملون علمائهم معالمة الند للند والقرن للقرن وهذا إخلال الأدب فينبغي أن يُكرّم العلماء لإكرام الله إياهم ولكن في حدود الشرع، ومن ذلك ما سمعتم أنفا وأهمّ ذلك كله أن يُطاع ولا يُعصى لما تعلمون من قوله عليه الصلاة والسلام ( العلماء ورثة الأنبياء ) .
هذه الكلمة كشكر لتلك النصيحة.