بيان شروط قبول العبادة. حفظ
الشيخ : فينبغي أن نعلم أن عبادة الله تبارك وتعالى لا تتحقّق ولا تُقبل عنده إلا بشرطين اثنين، الشرط الأول أن تكون على وجه السنّة فإذا كانت العبادة مخالفة للسنّة رُدّت على صاحبها وإن كان قاصدا بها التقرّب إلى الله تبارك وتعالى لأحاديث كثيرة في ذلك، من أشهرها قوله عليه الصلاة والسلام ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه ) إلى غير ذلك من الأحاديث.
فلذلك يجب على كل مسلم يريد التقرب إلى الله تبارك وتعالى بشيء من العبادات أن يضع نصب عينيه أن تكون هذه العبادة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم أو على الأقل عن السلف الصالح، هذا هو الشرط الأول ليكون العمل صالحا مقبولا عند الله تبارك وتعالى.
والشرط الثاني أن يكون المُتعبِّد لله عز وجل مُخلصا له في هذه العبادة لا يبتغي من وراءها جزاء ولا شكورا ولا أجرا عاجلا، والدليل على ذلك الكتاب والسنّة.
فمن الكتاب أيات كريمات كقوله تبارك وتعالى (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) (( مخلصين له الدين )) أي لله رب العالمين وكذلك قال عز وجل (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) قال علماء التفسير في هذه الأية كالقرطبي وغيره (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا )) أي على السنّة فإذا كانت العبادة ليست على السنّة فليس عملا صالحا، هذا هو الشرط الأول والشرط الأخر قوله تعالى (( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) والشرك كما تعلمون إما أن تكون في ذات الله عز وجل أو في صفة من صفاته أو في عبادته عز وجل مع غيره ولهذا قد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله الرجل منا يقاتل حميّة شجاعة دفاعا عن قومه وجمل تُشبه هذه الألفاظ أذلك في سبيل الله؟ قال ( لا ) قالوا فمن هو في سبيل الله؟ قال ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) وجاء في "مستدرك الحاكم" وغيره بسند قوي أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال ( بشّر هذه الأمة بالسناء والرفعة والتمكين في الأرض ومن عمل منهم عملا للدنيا فليس له في الأخرة من نصيب ) ( ومن عمل منهم عملا للدنيا ) أي من أعمال الأخرة فليس له في الأخرة من نصيب.
وأشد الأحاديث رهبة في هذا الصدد هو ما أخرجه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال ( أول من تُسْعر بهم النار يوم القيامة عالم ومُجاهد وغني يُؤتى بالعالم فيُقال له ماذا عملت فيما علمت فيقول يا رب نشرته في سبيلك فيُقال له كذبت إنما علّمت ليقول الناس فلان عالم وقد قيل خذوا به إلى النار ثم يؤتى بالمجاهد فيُقال له أي عبدي ماذا عملت فيما أنعمت عليك من قوة؟ فيقول يا رب جاهدت في سبيلك فيُقال له كذبت إنما جاهدت ليقول الناس فلان بطل وقد قيل خذوا به إلى النار ثم يؤتى بالغني فيُقال له ماذا عملت فيما أنعمت عليك من مال؟ فيقول يا رب أنفقته في سبيلك فيُقال له كذبت إنما أنفقت ليقال فلان كريم وقد قيل خذوا به إلى النار ) فهؤلاء الثلاثة أول من تُسْعر بهم النار يوم القيامة.
ولذلك فتجدون أمر المتعبد والمتعبد على السنّة في خطر فيما إذا ابتغى من وراء عبادته غير وجه الله تبارك وتعالى، أقول هذا بمناسبة هذا الإقبال الطيّب الذي أراه متمثّلا في إقدامكم كل يوم صباحا على هذا الدرس ولكن يُلفت نظري تزاحمكم هذا التزاحم الذي لا يُمثّل الأدب الإسلامي من جهة ومن جهة أخرى أنه قد يُشعر بعض الناظرين بأن هذا التزاحم ليس هو لله تبارك وتعالى، لا أجزم بذلك بل كما قلت أنفا قد يُشعر بعض الناظرين بأن هذا التزاحم إنما هو للظهور، وقديما قيل " حب الظهور يقطع الظهور " .
ولذلك فإني أنصح إخواننا بتلك النصيحتين الغاليتين حقا، الأولى أن يتعبّدوا الله بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم وأن يكونوا بعيدين جدا عن محدثات الأمور والأمر الأخر أن يكونوا فيما يتقصّدونه من العبادات ومنها العلم النافع خالصا لوجه الله تبارك وتعالى.
وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين، والأن ترفعون أسئلتكم.
السائل : بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أجود الأنبياء والمرسلين.
فلذلك يجب على كل مسلم يريد التقرب إلى الله تبارك وتعالى بشيء من العبادات أن يضع نصب عينيه أن تكون هذه العبادة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وأله وسلم أو على الأقل عن السلف الصالح، هذا هو الشرط الأول ليكون العمل صالحا مقبولا عند الله تبارك وتعالى.
والشرط الثاني أن يكون المُتعبِّد لله عز وجل مُخلصا له في هذه العبادة لا يبتغي من وراءها جزاء ولا شكورا ولا أجرا عاجلا، والدليل على ذلك الكتاب والسنّة.
فمن الكتاب أيات كريمات كقوله تبارك وتعالى (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) (( مخلصين له الدين )) أي لله رب العالمين وكذلك قال عز وجل (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) قال علماء التفسير في هذه الأية كالقرطبي وغيره (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا )) أي على السنّة فإذا كانت العبادة ليست على السنّة فليس عملا صالحا، هذا هو الشرط الأول والشرط الأخر قوله تعالى (( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) والشرك كما تعلمون إما أن تكون في ذات الله عز وجل أو في صفة من صفاته أو في عبادته عز وجل مع غيره ولهذا قد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله الرجل منا يقاتل حميّة شجاعة دفاعا عن قومه وجمل تُشبه هذه الألفاظ أذلك في سبيل الله؟ قال ( لا ) قالوا فمن هو في سبيل الله؟ قال ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) وجاء في "مستدرك الحاكم" وغيره بسند قوي أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال ( بشّر هذه الأمة بالسناء والرفعة والتمكين في الأرض ومن عمل منهم عملا للدنيا فليس له في الأخرة من نصيب ) ( ومن عمل منهم عملا للدنيا ) أي من أعمال الأخرة فليس له في الأخرة من نصيب.
وأشد الأحاديث رهبة في هذا الصدد هو ما أخرجه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال ( أول من تُسْعر بهم النار يوم القيامة عالم ومُجاهد وغني يُؤتى بالعالم فيُقال له ماذا عملت فيما علمت فيقول يا رب نشرته في سبيلك فيُقال له كذبت إنما علّمت ليقول الناس فلان عالم وقد قيل خذوا به إلى النار ثم يؤتى بالمجاهد فيُقال له أي عبدي ماذا عملت فيما أنعمت عليك من قوة؟ فيقول يا رب جاهدت في سبيلك فيُقال له كذبت إنما جاهدت ليقول الناس فلان بطل وقد قيل خذوا به إلى النار ثم يؤتى بالغني فيُقال له ماذا عملت فيما أنعمت عليك من مال؟ فيقول يا رب أنفقته في سبيلك فيُقال له كذبت إنما أنفقت ليقال فلان كريم وقد قيل خذوا به إلى النار ) فهؤلاء الثلاثة أول من تُسْعر بهم النار يوم القيامة.
ولذلك فتجدون أمر المتعبد والمتعبد على السنّة في خطر فيما إذا ابتغى من وراء عبادته غير وجه الله تبارك وتعالى، أقول هذا بمناسبة هذا الإقبال الطيّب الذي أراه متمثّلا في إقدامكم كل يوم صباحا على هذا الدرس ولكن يُلفت نظري تزاحمكم هذا التزاحم الذي لا يُمثّل الأدب الإسلامي من جهة ومن جهة أخرى أنه قد يُشعر بعض الناظرين بأن هذا التزاحم ليس هو لله تبارك وتعالى، لا أجزم بذلك بل كما قلت أنفا قد يُشعر بعض الناظرين بأن هذا التزاحم إنما هو للظهور، وقديما قيل " حب الظهور يقطع الظهور " .
ولذلك فإني أنصح إخواننا بتلك النصيحتين الغاليتين حقا، الأولى أن يتعبّدوا الله بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم وأن يكونوا بعيدين جدا عن محدثات الأمور والأمر الأخر أن يكونوا فيما يتقصّدونه من العبادات ومنها العلم النافع خالصا لوجه الله تبارك وتعالى.
وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين، والأن ترفعون أسئلتكم.
السائل : بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أجود الأنبياء والمرسلين.