ما حكم ما يفعل من قراءة أحاديث من رياض الصالحين بمكبرات الصوت في المسجد بعد الصلاة ؟ حفظ
السائل : درج بعض أئمة المساجد على قراءة أحاديث من كتاب "رياض الصالحين" أو ما شابه ذلك بعد الصلاة بصوت مرتفع بمكبّر الصوت بما يُشوش على الذاكرين دبر الصلاة وبما يشوش على المسبوقين فهل هذا من المحدثات؟
الشيخ : أظن سبق الجواب عن مثل ذلك حينما تكلمنا على حديث ابن عبّاس وأنه كان من أجل التعليم، أما والسؤال الأن خاص بالدرس الذي يُلقيه بعض الناس في، بعد الصلوات فأقول لا يمكن أن نطلق القول بأن هذا التعليم مُحدث إلا إذا صار جزءا لا يتجزأ في عرف الناس أنه سنّة عقِبَ الصلاة فمن هنا يأتي القول بأنه هذا أمر محدث أما إذا فُعِل ذلك أحيانا هذا الشرط الأول وثانيا لم يُبدأ بالدرس عقب السلام وقد يكون هناك سنّة بعدية وإنما بعد أن ينتهي المصلون من الأوراد المشروعة بعد دبر الصلاة ومن السنّة البعدية إذا كان الدرس مثلا يأتي بعد الظهر فينبغي على المدرّس أن يلاحظ انتهاء المصلين من أذكارهم وأورادهم وسننهم بحيث أن المسجد لا يبقى هناك من هو مضطر لإتمام الصلاة لأنه كان مسبوقا وأن يأتي بالأذكار والأوراد والسنن التي تُشرع بعد الفريضة فإذا التزم المدرس وتقيّد بهذه الملاحظات فلا شك أن هذا التدريس هو من جملة مجالس الذكر التي تحفها الملائكة وتغشاهم رحمة الله تبارك وتعالى وتنزل عليهم السكينة إلا أنه يُلاحظ هنا بخصوص هذا الكتاب أن كثيرا من الناس حينما يقرؤون الحديث من هذا الكتاب أولا لا يُميِّزون صحيحه من ضعيفه وهذا لا ينبغي أن يتولى تدريس، لا ينبغي أن يتولى تدريس هذا الكتاب من لا يُفرق بين صحيحه وضعيفه وإن كان الغالب عليه الصحة والحمد لله.
ثانيا لا ينبغي أن يُقرأ الحديث كما يقرأ القرأن يعني للتبرك ولأن قراءة القرأن كما قال عليه الصلاة والسلام ( من قرأ القرأن فله بكل حرف عشر حسنات لا أقول ألف لام ميم حرف بل ألف حرف لام حرف ميم حرف ) هذا في تلاوة القرأن أما الحديث فليس له هذه الفضيلة ولذلك إذا تلا التالي حديثا ما فينبغي أن لا ينتقل إلى غيره إلا بعد أن يُوضِّح معناه للجالسين حتى لو كانوا من العامة يفهمون المراد من الحديث وبعد ذلك إذا كان لا يريد أن يتوسع ببيان بعض الأحكام الفقهية التي تستفاد من الحديث لا مانع إذا كان المجلس لا يتحمّل ذلك، أما أن يُقرأ الحديث ولا يُفهم معناه فلا فائدة من هذه الدراسة بخاصة إذا كان لا يُفرق بين صحيح الحديث وبين ضعيفه.
خلاصة القول أن قراءة الدرس أولى أن لا يُفعل حينما يكون فيه تشويش على المصلين أو على التالين وإذا كان هناك في المسجد ناس متعبِّدون جالسون لتلاوة القرأن ما شاء الله فعلى المدرس أن يبتعد إلى أبعد زاوية من المسجد ولا يرفع صوته أكثر مما يلزم تسميع الحاضرين حوله، أما استعمال مكبر الصوت في هذه الحالة فلا يجوز للعلة التي سبق ذكرها ألا وهي التشويش.
وهنا تأتي مناسبة التنبيه على شيء عم كثيرا من البلاد، عم كثيرا من البلاد وهي أنهم أولا يذيعون قراءة الإمام خارج المسجد وهذا لا يجوز كما أنهم يُذيعون إقامة المسجد خارج المسجد هذا لا يجوز، الأذان ينبغي توسيع دائرة تبليغه بقدر الإمكان لأنه هذا فيه أدلة مشروعة ومعروفة أما الإقامة فهي خاصة بأهل المسجد وليس المقصود بها ما يُقصد بالأذان ولا ينبغي إذًا استعمال مكبر الصوت في الإقامة، كذلك لا ينبغي استعمال مكبر الصوت في صلاة الإمام يوم الجمعة أو في غير يوم الجمعة لأن فيه تعريضا للناس بأحد شيئين إما أن يصدوا أنفسهم عن الاستماع لذكر الله أو أن يعطلوا أعمالهم ويسمعوا لهذه التلاوة وفي هذا حرج كبير جدا جدا، قد يكون الإنسان في الدار متعرّيا يقضي حاجته، المرأة تكون في خدمة بيتها وليس عندها مجال والصانع والحداد وو إلى أخره، فلا يجوز إذاعة قراءة الإمام في أي صلاة من الصلوات الجهرية إلا بمقدار ما يُسمع الصفوف الذين خلفه، هذا ينبغي ملاحظته وإلا وقع الإنسان في مخالفة لا تخطر في باله، لعلي أتيت على الجواب من كل النواحي إن شاء الله، غيره.