ما هو ضابط التشبه بالكافرين في اللباس؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ ذكرت من قبل أن الضابط في التشبّه بالكفار هو أن يكون الأمر شعارا لهم فهنا يكون الأمر تشبّها، وهناك أمور كانت شعارا لهم ثم انتشرت وأصبح الشيخ يعتبرها لباسا أمميا مثل الجاكيت فشيخنا يرى فيه تشبّها مع أنه في أول الأمر كان خاصا بهم وكان عندنا المشلح والبرنس والعباءة وغيرها، ما قول فضيلتكم جزاك الله خيرا؟
الشيخ : نعم، التشبّه حكم شرعي معقول المعنى وليس تعبّديا غير معقول المعنى، وإذا كان لباس ما يوما ما شعارا للكفار ثم ذهب هذا الشعار عنهم فحينئذ ينتفي حكم التشبّه بهم، وقد استدللت في بعض جلساتي بحديث المغيرة بن شعبة الذي جاء في "صحيح البخاري" في قصة خلاصتها أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان في سفر فخرج صباح يوم لقضاء حاجته ثم صب المغيرة بن شعبة الماء على وُضوءه فتوضأ ولما جاء عليه السلام إلى غسل ذراعيه لم يتمكّن من كف الكُمّين لأنه وهنا الشاهد كان عليه جُبة رومية ضيّقة الكمين فما كان منه إلا أن خلعها وألقاها على أكتافه ثم توضأ، فلو كانت هذه الجبة الرومية شعارا للروم يومئذ لما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة أن يلبس لباس الكفار وهو القائل لأحد أصحابه حينما جاءه مُسلِّما عليه قال له ( هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها ) فلا بد أن نلاحظ حينما نقول بأن لباسا ما هو تشبّه بالكافر أن يكون فعلا هذا اللباس يُمثّل الكافر وأن يكون شعارا لهم.
وأنا أضرب مثلا من ألبسة الكفار القديمة كيف مع الزمن تحوّل هذا اللباس إلى لباس بعض المسلمين في بعض البلاد، في هذه البلاد ما تعرفون لباس رأس يسمّى بالطربوش لكن ربما رأيتم صورة الطربوش في مثلا في مصر في لبنان حتى النصارى يلبسون قلنسوة مستديرة ولونها أحمر، هذا اسمه الطربوش وله طرّة من خيطان دقيقة وبعض العلماء المشايخ في مصر ألّفوا رسالة في تحريم اتخاذ هذه الطرة من ألياف الحرير لأنها حرير، الشاهد كان هذا اللباس المسمّى بالطربوش لباس العثمانيّين وهم إنما أخذوه من النمسا حينما غزوْا هذيك البلاد الكافرة فأخذوا منهم هذه العادة، يوم لبسها بعض المسلمين هذه أو هذا الزي كان يومئذ حكمه كحكم من يلبس البرنيطة اليوم لأنه كان شعارا للنمساويين لكن مع الزمن لم يعد النمساويون يلبسون هذا الطربوش وصار شعارا للأتراك المسلمين، ونحن في سورية إلى عهد قريب كنا نلبس الطربوش ولا يزال بعض المشايخ يلفّون العمامة البيضاء على هذا الطربوش الأحمر فلا يُقال إنه هذا تشبّه بالكفار لأنه كان زيّا لهم لأن هذا الزي قد اضمحل عنهم فصار عادة لبعض المسلمين.
ولذلك فيجب أن يراعى تحقق معنى التشبّه بالكافر وهذا ليس ظاهرا فيما إذا كان غير شعار لهم كالمثال الذي جاء ذكره في السؤال وهو الجاكيت، لكن ليس كذلك الكرافيت وليس كذلك القبعة أو البرنيطة فهذا لا يزال من لباسهم ومن شعائرهم، على أنني أذكر بهذه المناسبة أن هناك شيئا غير التشبّه وهو ثابت ومستمر بخلاف التشبّه فقد يختلف حكمه كما ذكرت أنفا ذلك الشيء هو.
الشيخ : نعم، التشبّه حكم شرعي معقول المعنى وليس تعبّديا غير معقول المعنى، وإذا كان لباس ما يوما ما شعارا للكفار ثم ذهب هذا الشعار عنهم فحينئذ ينتفي حكم التشبّه بهم، وقد استدللت في بعض جلساتي بحديث المغيرة بن شعبة الذي جاء في "صحيح البخاري" في قصة خلاصتها أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان في سفر فخرج صباح يوم لقضاء حاجته ثم صب المغيرة بن شعبة الماء على وُضوءه فتوضأ ولما جاء عليه السلام إلى غسل ذراعيه لم يتمكّن من كف الكُمّين لأنه وهنا الشاهد كان عليه جُبة رومية ضيّقة الكمين فما كان منه إلا أن خلعها وألقاها على أكتافه ثم توضأ، فلو كانت هذه الجبة الرومية شعارا للروم يومئذ لما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة أن يلبس لباس الكفار وهو القائل لأحد أصحابه حينما جاءه مُسلِّما عليه قال له ( هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها ) فلا بد أن نلاحظ حينما نقول بأن لباسا ما هو تشبّه بالكافر أن يكون فعلا هذا اللباس يُمثّل الكافر وأن يكون شعارا لهم.
وأنا أضرب مثلا من ألبسة الكفار القديمة كيف مع الزمن تحوّل هذا اللباس إلى لباس بعض المسلمين في بعض البلاد، في هذه البلاد ما تعرفون لباس رأس يسمّى بالطربوش لكن ربما رأيتم صورة الطربوش في مثلا في مصر في لبنان حتى النصارى يلبسون قلنسوة مستديرة ولونها أحمر، هذا اسمه الطربوش وله طرّة من خيطان دقيقة وبعض العلماء المشايخ في مصر ألّفوا رسالة في تحريم اتخاذ هذه الطرة من ألياف الحرير لأنها حرير، الشاهد كان هذا اللباس المسمّى بالطربوش لباس العثمانيّين وهم إنما أخذوه من النمسا حينما غزوْا هذيك البلاد الكافرة فأخذوا منهم هذه العادة، يوم لبسها بعض المسلمين هذه أو هذا الزي كان يومئذ حكمه كحكم من يلبس البرنيطة اليوم لأنه كان شعارا للنمساويين لكن مع الزمن لم يعد النمساويون يلبسون هذا الطربوش وصار شعارا للأتراك المسلمين، ونحن في سورية إلى عهد قريب كنا نلبس الطربوش ولا يزال بعض المشايخ يلفّون العمامة البيضاء على هذا الطربوش الأحمر فلا يُقال إنه هذا تشبّه بالكفار لأنه كان زيّا لهم لأن هذا الزي قد اضمحل عنهم فصار عادة لبعض المسلمين.
ولذلك فيجب أن يراعى تحقق معنى التشبّه بالكافر وهذا ليس ظاهرا فيما إذا كان غير شعار لهم كالمثال الذي جاء ذكره في السؤال وهو الجاكيت، لكن ليس كذلك الكرافيت وليس كذلك القبعة أو البرنيطة فهذا لا يزال من لباسهم ومن شعائرهم، على أنني أذكر بهذه المناسبة أن هناك شيئا غير التشبّه وهو ثابت ومستمر بخلاف التشبّه فقد يختلف حكمه كما ذكرت أنفا ذلك الشيء هو.