من فوائد تعدد الزوجات . حفظ
الشيخ : بهذه المناسبة مع ملاحظة فائدة أخرى تترتب بالنسبة للزوج، ذلك كان متعلّقا بما ... بتكثير سواد الأمة هذا التكثير الذي يُرضي سيد الأمة بل سيد الأنبياء والرسل لكن هناك فائدة أخرى تتعلق بالرجل وبالزوج الذي يتزوّج أكثر من واحدة فيكون من نتيجة ذلك أن تكثر أولاده ومن عاقلة هذه الكثرة من أولاده أجورا كثيرة وكثيرة جدا منها مثلا قد تكون المرأة عقيما أو على الأقل كما ذكرت أنفا تكون غير ولود فتأتي بولد أو اثنين أو أكثر من ذلك ثم يأخذ الله تبارك وتعالى أمانته وهم قبل سن التكليف ويُكتب لهذا الأب أجر عظيم جدا حيث قال عليه الصلاة والسلام ( ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا لم تمسّه النار إلا تحلّة القسم ) فالتقرب إلى الله تبارك وتعالى بالصبر على وفاة أولاده قبل سن التكليف هذا فضل يعود إلى المتزوّج فكلما كثرت هذه الأولاد وكلما تكرر أخذ الله عز وجل لبعض هذه الأمانات في الأرض كلما كان أجر هذا الزوج أو هذا الأب أكثر وأكثر، من ذلك أيضا.
السائل : ما معنى تحلة القسم يا شيخ؟
الشيخ : احفظ سؤالك.
السائل : من ذلك أيضا قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث ) وفي رواية ( إذا مات ابن أدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) فكلما كان الأولاد أكثر كلما كان فضل هذا الأب أكثر وأكثر.
فإذًا تعدد الزواج الأصل فيه التعدّد وليس الإفراد كما يدندن حول هذه الدعوى كثير من الكتّاب الإسلاميين وبخاصة بمصر وما ذاك إلا بسبب تأثّرهم بالدعوات الكافرة التي تحض الأمة كلها وعلى رأسها أمة الإسلام بالتقليل من النسل بزعمهم أن ذلك أدعى للمحافظة من صحة الزوجة بصورة خاصة ولمساعدة الوالدين على تربية الأولاد بصورة أخرى.
هذا بلا شك دعوى أجنبية كافرة لا أريد أنهم يريدون فقط محاولة تقليل عدد الأمة على خلاف رغبة نبيّها ورسولها صلى الله عليه وأله وسلم بل هو الذي يتناسب مع عقيدة هؤلاء الكفار الذين لا يبتغون مثل هذا الأجر الذي أشرت إليه أنفا بوفاة الأولاد فأحدهم لا يخطر في باله أنه إذا رُزِق ولدا وعُنِيَ بتربيته تربية صالحة ثم طلب الله أمانته أن له أجرا عند الله، لا يفكر في هذا إنما يفكر في المصلحة العاجلة وفي الراحة الدنيوية فيقنع أحدهم وهم على كل حال يختلفون في هذه القناعة فمنهم يقنع أن يُرزق ولدين ويكون هناك مجموع أربعا الزوجان والولدان لكن لا يكتفون بولدين فقط فيضيفون إليهما خامسا كما قال تعالى (( سادسهم كلبهم )) أو يكون كلبهم سادسهم وهكذا لماذا؟ لأنهم يحسنون لتربية الكلاب أكثر من إحسانهم لتربية الأولاد بينما المسلم يطلب الأجر من الله عز وجل لتعليمه لأولاده شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا ما مات أحدهم قبل سن ... كما ذكرنا أنفا يحتسب ذلك عند الله عز وجل فإن الله عز وجل بفضله يكون قد أعتقه من النار بسبب هذا الاحتساب لموت ثلاثة من الولد، جاء في الحديث لما قال عليه السلام ( ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحِنْث إلا لم تمسّه النار إلا تحلة القسم ) قالوا يا رسول الله واثنان؟ قال ( واثنان ) قال الراوي فظننا أنه لو قال القائل وواحد؟ لقال ( وواحد ) .
إذًا هذه الفضيلة ليست قائمة إلا في أذهان المسلمين فتكون النتيجة أو ثمرة هذه العقيدة أن المسلم يُحبذ دائما أن يكون له من الولد الشيء الكثير والكثير أما الكفار فهم يريدون أن يحيى هذه السنوات القليلات في الدنيا ثم هم لا يبالون بالأخرة.