ما تفسير قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها}؟. حفظ
الشيخ : أما معنى قوله عليه الصلاة والسلام ( لم تمسه النار إلا تحلة القسم ) ففي الحديث إشارة إلى قوله تبارك وتعالى، قال عز وجل (( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجّي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )) الخطاب للإنس والجن (( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا )) أي إن ذلك كان في الكتاب مسطورا فلا بد لكل من الجنسين من الإنس والجن لكل فرد من أفراد هذين الثقلين لا بد من أن يدخلوا النار ثم قال تعالى (( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )) .
فلا بد إذًا لكل من البشر أن يدخل النار ولكن مع فارق كبير، المسلم يدخل النار ولا تمسه النار بعذاب أما الكافر أو الفاسق فكل بحسب ما كان ارتكب من معاص أما الكافر فمُخلّد في النار أما من دونه فكما ذكرنا.
و (( واردها )) في هذه الأية الكريمة اختلفوا في التفسير على أقوال ثلاثة، القول الأول أن المقصود من الورود هو المرور بجانب النار وليس الدخول لأنهم يقولون في اللغة العربية أورد الناقة الحوض لا يعني أنه دخل بها الحوض فإذًا معنى قوله تعالى (( وإن منكم إلا واردها )) على القول الأول أي يمر بها مرورا جانبيا لكن من كان من الكفار أو الفساق فهو داخلها رغم أنفه أما من كان مؤمنا فهو يمر بجانبها هذا هو القول الأول.
القول الثاني (( وإن منكم إلا واردها )) أي مار عليها فهو يرى النار ولكن لا يحس بلهيبها ودخانها، والقول الثالث والأخير وهو الصحيح أن المقصود بالورود الدخول ويكفي أن يكون الدخول هو من نفس الصراط فيكون الصراط كالنفق في الجبل فيحيط المار بالداخلين ولكن من كان مثل هذا الذي لم تمسّه النار إلا تحلة القسم لا تؤثر فيه النار، وهذا القول كما ذكرت أنفا هو الراجح لماذا؟ لأن الإمام مسلما قد روى في "صحيحه" من حديث حفصة فيما أظن أو جابر بن عبد الله أشك الأن لكن القصة تتعلق يقينا بحفصة بنت عمر زوجة النبي صلى الله عليه وأله وسلم، قال عليه الصلاة والسلام ( لا يدخل النار أحد من أهل بدر والحديبية ) قالت حفصة كيف ذاك يا رسول الله والله يقول (( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا )) ؟ فنلاحظ هنا شيئا هاما جدا أن الورود المذكور في الأية فهمته السيدة حفصة بمعنى الدخول ولذلك أشكل عليها قول الرسول صلى الله عليه وأله وسلم ( أنه لا يدخل النار أحد من أهل بدر والحديبية ) فأشكل عليها هذا النفي مع تعليم رب العالمين بالأية الدخول للثقلين كلهم لا استثناء فنجد الرسول عليه السلام كان موقفه تُجاه فهم السيدة حفصة لمعنى الورود للفظ الورود بمعنى الدخول أن الرسول أقرّها على ذلك وما قال لها لا ياحفصة الورود هنا إنما هو بمعنى المرور بجانب النار أو من فوق جهنم لكنه عليه السلام أقرّها أولا على فهمها أن معنى الورود هو بمعنى الدخول المنفي في حديثه عليه السلام وهو ( لا يدخل النار أحد من أهل بدر والحديبية ) .
أقرها على هذا الفهم ولكنه عليه الصلاة والسلام لفت نظرها إلى خطئها في وقوفها عند لفظة الورود دون إتمام الأية فقال لها ( وماذا بعد ذلك؟ ) قالت (( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )) إذًا نخرج من هذا الحديث بأن معنى الورود هو معنى الدخول لأن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قد أقر السيدة حفصة على فهمها للأية، الورود بمعنى الدخول ولكنه قال تمام الأية (( ثم ننجّي الذين اتقوا )) أي إن هذا الدخول بالنسبة للأبرار لا يكون إلا للعبرة ولرؤية الذين كانوا يستهزئون بهم في الحياة الدنيا (( فاليوم الذين أمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون )) .
ويحسن أن نذكر هنا حديثا أخر هو صريح أصرح من حديث جابر كما قلنا أو حفصة لكن هذا الحديث نذكره أيضا كما نصنع أحيانا نرمي به عصفورين بحجر واحد، نُبيّن أولا أن معناه كمعنى حديث حفصة وثانيا أنه ضعيف السند فيمكن الاستشهاد به وليس الاستدلال به، الحديث أخرجه الإمام أبو عبد الله الحاكم في "المستدرك" بإسناد فيه جهالة وضعف، عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه لقيه رجل في الطريق في المدينة فسأله عن هذه الأية بعد أن قص عليه أن خلافا وقع في مجلس من المجالس حول معنى الورود فيها فكل ذهب إلى معنى من المعاني الثلاثة، فكان جواب جابر أن وضع أصبعيه في أذنيه وقال صمّتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قال ( لا يبقى بر ولا فاجر إلا ويدخلها ثم تكون بردا وسلاما على المؤمنين كما كانت على إبراهيم عليه الصلاة والسلام ) هذا الحديث يؤكد معنى حديث جابر في "صحيح مسلم" ونخرج بالخلاصة أن معنى تحلة القسم أن الدخول لا بد منه لأن الله قال في الأية (( وإن منكم إلا واردها )) هذا هو القسم لكن لا تمسه النار لأن الله عز وجل قد عصم الأبرار من أن تمسهم النار أما الدخول فلا بد منه، فمن كان له اثنان من الولد ثم ربنا عز وجل توفاهما قبل أن يبلغا الحنث واحتسب أبوهما وأمهما الأجر عند الله فلا تمسهم النار بعذاب، ولعل في هذا ما يكفي إن شاء الله جوابا عن هذا السؤال.
السائل : الله يحفظك إن شاء الله.
فلا بد إذًا لكل من البشر أن يدخل النار ولكن مع فارق كبير، المسلم يدخل النار ولا تمسه النار بعذاب أما الكافر أو الفاسق فكل بحسب ما كان ارتكب من معاص أما الكافر فمُخلّد في النار أما من دونه فكما ذكرنا.
و (( واردها )) في هذه الأية الكريمة اختلفوا في التفسير على أقوال ثلاثة، القول الأول أن المقصود من الورود هو المرور بجانب النار وليس الدخول لأنهم يقولون في اللغة العربية أورد الناقة الحوض لا يعني أنه دخل بها الحوض فإذًا معنى قوله تعالى (( وإن منكم إلا واردها )) على القول الأول أي يمر بها مرورا جانبيا لكن من كان من الكفار أو الفساق فهو داخلها رغم أنفه أما من كان مؤمنا فهو يمر بجانبها هذا هو القول الأول.
القول الثاني (( وإن منكم إلا واردها )) أي مار عليها فهو يرى النار ولكن لا يحس بلهيبها ودخانها، والقول الثالث والأخير وهو الصحيح أن المقصود بالورود الدخول ويكفي أن يكون الدخول هو من نفس الصراط فيكون الصراط كالنفق في الجبل فيحيط المار بالداخلين ولكن من كان مثل هذا الذي لم تمسّه النار إلا تحلة القسم لا تؤثر فيه النار، وهذا القول كما ذكرت أنفا هو الراجح لماذا؟ لأن الإمام مسلما قد روى في "صحيحه" من حديث حفصة فيما أظن أو جابر بن عبد الله أشك الأن لكن القصة تتعلق يقينا بحفصة بنت عمر زوجة النبي صلى الله عليه وأله وسلم، قال عليه الصلاة والسلام ( لا يدخل النار أحد من أهل بدر والحديبية ) قالت حفصة كيف ذاك يا رسول الله والله يقول (( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا )) ؟ فنلاحظ هنا شيئا هاما جدا أن الورود المذكور في الأية فهمته السيدة حفصة بمعنى الدخول ولذلك أشكل عليها قول الرسول صلى الله عليه وأله وسلم ( أنه لا يدخل النار أحد من أهل بدر والحديبية ) فأشكل عليها هذا النفي مع تعليم رب العالمين بالأية الدخول للثقلين كلهم لا استثناء فنجد الرسول عليه السلام كان موقفه تُجاه فهم السيدة حفصة لمعنى الورود للفظ الورود بمعنى الدخول أن الرسول أقرّها على ذلك وما قال لها لا ياحفصة الورود هنا إنما هو بمعنى المرور بجانب النار أو من فوق جهنم لكنه عليه السلام أقرّها أولا على فهمها أن معنى الورود هو بمعنى الدخول المنفي في حديثه عليه السلام وهو ( لا يدخل النار أحد من أهل بدر والحديبية ) .
أقرها على هذا الفهم ولكنه عليه الصلاة والسلام لفت نظرها إلى خطئها في وقوفها عند لفظة الورود دون إتمام الأية فقال لها ( وماذا بعد ذلك؟ ) قالت (( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )) إذًا نخرج من هذا الحديث بأن معنى الورود هو معنى الدخول لأن النبي صلى الله عليه وأله وسلم قد أقر السيدة حفصة على فهمها للأية، الورود بمعنى الدخول ولكنه قال تمام الأية (( ثم ننجّي الذين اتقوا )) أي إن هذا الدخول بالنسبة للأبرار لا يكون إلا للعبرة ولرؤية الذين كانوا يستهزئون بهم في الحياة الدنيا (( فاليوم الذين أمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون )) .
ويحسن أن نذكر هنا حديثا أخر هو صريح أصرح من حديث جابر كما قلنا أو حفصة لكن هذا الحديث نذكره أيضا كما نصنع أحيانا نرمي به عصفورين بحجر واحد، نُبيّن أولا أن معناه كمعنى حديث حفصة وثانيا أنه ضعيف السند فيمكن الاستشهاد به وليس الاستدلال به، الحديث أخرجه الإمام أبو عبد الله الحاكم في "المستدرك" بإسناد فيه جهالة وضعف، عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه لقيه رجل في الطريق في المدينة فسأله عن هذه الأية بعد أن قص عليه أن خلافا وقع في مجلس من المجالس حول معنى الورود فيها فكل ذهب إلى معنى من المعاني الثلاثة، فكان جواب جابر أن وضع أصبعيه في أذنيه وقال صمّتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قال ( لا يبقى بر ولا فاجر إلا ويدخلها ثم تكون بردا وسلاما على المؤمنين كما كانت على إبراهيم عليه الصلاة والسلام ) هذا الحديث يؤكد معنى حديث جابر في "صحيح مسلم" ونخرج بالخلاصة أن معنى تحلة القسم أن الدخول لا بد منه لأن الله قال في الأية (( وإن منكم إلا واردها )) هذا هو القسم لكن لا تمسه النار لأن الله عز وجل قد عصم الأبرار من أن تمسهم النار أما الدخول فلا بد منه، فمن كان له اثنان من الولد ثم ربنا عز وجل توفاهما قبل أن يبلغا الحنث واحتسب أبوهما وأمهما الأجر عند الله فلا تمسهم النار بعذاب، ولعل في هذا ما يكفي إن شاء الله جوابا عن هذا السؤال.
السائل : الله يحفظك إن شاء الله.