ما حكم عنعنة المدلسين في الصحيحين وفي غيرهما ؟ حفظ
السائل : القول الراجح في عنعنة المدلّسين في الصحيحين.
الشيخ : في؟
السائل : في الصحيحين، عنعنة المدلسين في الصحيحين.
الشيخ : نعم، عنعنة المدلِّسين في الصحيحين ما كان منها فيهما فهي مُغتفرة وما جاء منها في خارج الصحيحين فينبغي أن تُعامل على القاعدة التي ذكرها الحافظ ابن حجر في "طبقات المدلسين" فمن كان منهم مكثرا من التدليس تُوُقِّفَ عن الاحتجاج بعنعنته ومن كان منهم قليل التدليس مُشِيَ أيضا تدليسه ولكن على شيء من التحفّظ وذلك يستدعي أنه إذا وجد المُحدِّث نكارة ما في حديث من أحاديث هؤلاء المدلسين فهناك قد يقف في إعلال الحديث بالعنعنة حينما لا يجزم، حينما لا يجد له مساغا لإعلال الحديث بغير العنعنة.
وما ذكره الحافظ من الطبقات في كتابه أو رسالته المذكورة أنفا فهو في الغالب مقبول لأنه صدر ذلك من إمام حافظ ولكن ذلك ليس بالمطرد فقد يَذكر في الطبقة الثانية من يكون عند غيره في الطبقة الثالثة وهكذا على العكس، فينبغي اتباع القاعدة ثم تطبيقها في حدود ما يَثبت عند الباحث ولا يجب عليه أن يكون مُقلِّدا للحافظ ابن حجر أو لغيره وإنما كما هو الشأن في الفقه يأخذ من حيث أخذوا، هكذا نقول في هذه المسألة، تفضل.