ما حكم صلاة النافلة بعد أذان الفجر ، وصلاة النافلة في الأوقات المكروهة؟ حفظ
السائل : شيخ بالنسبة لركعتي الفجر قرأت حديث في "صحيح الجامع" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا طلع الفجر فلا صلاة إلا ركعتي الصبح ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم فبعض الناس يدخلون إلى المسجد ويصلون أكثر من ركعتين فهل يُنكر عليهم؟
الشيخ : متى يدخلون؟
السائل : يدخلون بعد الأذان، يدخلون بعد الأذان.
الشيخ : بعد أذان الفجر.
السائل : نعم، يصلون أكثر من ركعتين، رأيت بعضهم يصلي ست ركعات.
الشيخ : ستة؟
السائل : نعم.
الشيخ : بأي نيّة؟
السائل : يقول عن أنهم نيّة سنة الوضوء ويقول أنها تحية المسجد ويقول أنها سنة الفجر.
الشيخ : نعم.
السائل : فهل هذا يدخل ضمن الذي ذكر بالأمس.
الشيخ : لا هذه مسألة لها علاقة بقاعدة فقهية عامة وهي الأوقات المكروهة كالوقت بعد أذان الفجر وبعد صلاة الفجر هل يُشرع للمصلي أن يُصلي تنفلا مطلقا أم لا يُشرع له إلا أن يصلي الصلوات التي تسمى بذوات الأسباب وهذه مسألة خلافية بين الحنفية وبين الشافعية والراجح لمن درس الأحاديث الواردة في هذا الباب يجد أن الصحيح أن كل صلاة لها سبب إذا ذهبت مناسبة هذا السبب ذهبت الصلاة فحينئذ يجوز أن تُصلى هذه الصلاة لملاحظة سببها بخلاف النوافل التي بإمكان الإنسان أن يصليها متى شاء في وقت مشروع، فليس له أن يصليها في وقت الكراهة.
مثلا تحية المسجد، دخول المسجد هو السبب الموجب لشرعية صلاة ركعتين تحية المسجد فإذا لم يصلها في وقت الدخول ووقت الجلوس لم يعد هناك مجال لصلاة هاتين الركعتين لأنها تحية المسجد فإذا هو دخل وجلس ثم قام يصلي ركعتين بعد ذهاب وقت الكراهة خرجت عن كونها تحية المسجد كذلك مثلا سنّة الوضوء، توضأ الرجل ومن السنّة المستحبة أن يصلي ركعتين عقب كل وضوء فإذا لم يصلي مباشرة ذهب وقتها وهكذا قس كل ذوات الأسباب، فالصورة التي أنت ذكرتها أنفا هي داخلة في هذا الباب، مَنْ كان يرى شرعية تحية المسجد في وقت الكراهة فهو يصلي ركعتين تحية المسجد، مَنْ كان يرى سنّة الموضوء في وقت الكراهة فهو يصليها أيضا أما أن يصلي نفلا مطلقا فليس له أن يصلي بعد أذان الفجر إلا ركعتي الفجر كذلك ليس له أن يصلي بعد فريضة الفجر إلا ذات سبب، من جملة ذوات الأسباب الصلاة التي فاتته، كالرجل دخل المسجد ووجد الإمام يصلي فليس له أن يصلي ركعتي الفجر لقوله عليه الصلاة والسلام ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ) فهو دخل المسجد والصلاة قائمة فلا بد أن يقتدي بالإمام بهذه الفريضة فإذا سلّم الإمام فله أن يصلي ركعتي سنّة الفجر بعد سلام الإمام وله أن يصليهما بعد طلوع الشمس.
فإذًا المسألة هذه جوابها على التفصيل السابق، من يرى شرعية صلاة ذوات الأسباب في الأوقات المكروهة له أن يصلي إذا دخل وقت الفجر أن يصلي ركعتين تحية المسجد وأن يصلي ركعتين سنّة الوضوء ثم يصلي ركعتين سنّة الفجر، هذا هو جواب ما سألت.
السائل : هل يجوز الإنكار عليه يا شيخ؟
الشيخ : على؟
السائل : على من يصلي أكثر من ركعتين؟
الشيخ : لا ما يجوز الإنكار إذا كان بهذا التفصيل، نعم، تفضل.