ما رأيكم في تخريج الرفاعي لتفسير ابن كثير؟ حفظ
الشيخ : لقد قلتم بأن تخريج الرفاعي لأحاديث ابن كثير غير صحيح فما هو التفسير البديل علما بأن بعض المعلمات لا يعرفن مصطلح الحديث حتى يرجعن إلى تفسير ابن كثير الأصلي.
الجواب أن في هذا العزو إلي شيء من عدم الدقة في التعبير لا أرضاه لغيري فضلا عن أرضاه لنفسي، أنا لا أقول إن تخريج الرفاعي لأحاديث ابن كثير غير صحيح، وهنا مسألة يجب الانتباه لها مادمنا نُجيب عن سؤال يتعلّق حول علم الحديث ومصطلح الحديث.
إن علم تخريج الأحاديث شيء وعلم تصحيح الأحاديث وتضعيف الأحاديث شيء أخر، فتخريج الأحاديث يستطيعه طلاب العلم المبتدئين في هذا العلم، أما التصحيح والتضعيف فلا يستطيعه إلا كل مُتمرس مُتمرن مضى عليه عشرات السنين وهو يدرس هذا العلم دراسة متينة جدا يستفيد من تجارب العلماء السابقين، فهذا التصحيح والتضعيف لا يستطيعه إلا أقل المشتغلين بعلم الجرح والتعديل والتصحيح والتضعيف، أما علم تخريج الأحاديث فهو عبارة عن فتح الكتب وأن يقول المخرج هذا الحديث أخرجه البخاري في كتاب كذا صفحة كذا جزء كذا باب كذا إلى أخره، فهذا أمر سهل فأنا لم أقل إن تخريج الرفاعي لأحاديث ابن كثير لأنه هو ليس مُخرّجا وليته كان مُخرِّجا إذًا لكان الخطب سهلا ولكنه يُصحّح ويُضعّف وهو ليس في العير ولا في النفير كما يُقال في هذا المجال.
إذًا صِحّة السؤال أن يُقال لقد قلتم إن تصحيح الرفاعي للأحاديث أحاديث مختصر ابن كثير غير صحيح فيكون حينئذ النقل عني صحيحا، فإن الرجل لا علم عنده بالتصحيح والتضعيف بل حتى ولا بالتخريج الذي هو أسهل من التصحيح والتضعيف كما ذكرت أنفا.
أما تتمة السؤال فما هو التفسير البديل علما بأن بعض المعلمات لا يعرفن مصطلح الحديث حتى يرجعن إلى تفسير ابن كثير الأصلي، أقول حتى تفسير ابن كثير الأصلي لا يفهم منه التصحيح والتضعيف إلا أهل الاختصاص ولذلك خَبَط الرفاعي في مختصره خبْط عشواء كمثل ابن بلده الشيخ الرفاعي الأخر الصابوني الشيخ علي الصابوني حيث اختصر أيضا بدوره هو تفسير ابن كثير وزعم كابن بلده في مقدّمته أنه اقتصر في مختصره لابن كثير اقتصر على الأحاديث.
(انقطع الصوت) ... الأحاديث الضعيفة بل وبعضها موضوعة فرجوع بعض المعلمات إلى تفسير ابن كثير ولو كن يعرفن المصطلح فلا يُفيدهن ذلك شيء كثيرا لأن كثيرا من الأحاديث التي ذكرها ابن كثير يذكرها معزُوّة لبعض المُخرّجين كالطبراني دون أن يذكر إسنادها ودون أن يُقدّم تصحيحا لها أو تضعيفا.