هل يقول الإمام " آمين " بعد قراءته الفاتحة؟ حفظ
الشيخ : ويشبه هذا تماما حديث أخر وهو أيضا في "صحيح البخاري" قال عليه الصلاة والسلام في بعض الأحاديث ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين ) هذا الحديث إذا وقفنا عنده وحده وذهبنا إلى ظاهره أخذنا منه أن الإمام لا يقول "آمين" وبهذا يقول كثير من المالكية قديما وحديثا جمودا منهم على ظاهر الحديث لأنه قال ( إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) لم يقل آمين وإنما قال إذا قال ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فقولوا أنتم "آمين" ولكن لا ينبغي أن نأخذ من هذا الحديث حكم تأمين الإمام سلبا أو إيجابا وإنما ينبغي أن نربط به رواية أخرى من حديث أبي هريرة أيضا وهو متفق عليه ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) وحينئذ فالرواية الأولى ( وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين ) يجب أن نضم إليها زيادة الرواية الأخرى فنقول في تفسيرها وإذا قال الإمام (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) "آمين" فقولوا أنتم آمين هكذا طريقة الجمع بين الأحاديث وبذلك يتبيّن لنا ما خلاصته أن المقتدي يقول مع الإمام "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد" وكذلك الإمام يقول "آمين" كما يقول المقتدين ولكن المقتدين إنما يتابعون الإمام في كل أوراده وأذكاره وانتقالاته ولا يسابقونه في شيء من ذلك.
فأمّنوا ظاهر الحديث هو الوجوب، نعم؟ وإيش معنى السؤال الأول؟ ... والجواب ما سمعت، ظاهر الأمر بقوله عليه السلام ( فقولوا آمين ) هو الوجوب ثم أي إنسان عاقل حتى لو كان هذا الأمر للاستحباب، أي إنسان عاقل حريص على الحصول على مغفرة الله تبارك وتعالى بأقل جهد وأدنى نصب وتعب يُعرِض عن الوصول إلى مغفرة ربه تبارك وتعالى بمجرد أن يقول بعد قول الإمام
"آمين" "آمين" فالرسول صلى الله عليه وأله وسلم قال كما سمعتم ( إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) فلو أن المسلم قضى حياته الطويلة حتى لو كانت حياة نوح عليه السلام في سبيل الوصول إلى مغفرة الله عز وجل لكان الثمن بخسا فكيف والإنسان منا مهما عاش فلا يجاوز المائة سنة، فإذا في هذه المائة سنة جهد وتعب لينال مغفرة الله عز وجل فما يكون ثمنه إلا يسيرا، لهذا ننصح كل مسلم أن يكون حريصا على متابعة قراءة الإمام للفاتحة فإذا أمّن هو تبعه في قوله آمين، هذا ما يُقال بالنسبة للسؤال الأخير.
السائل : السؤال التالي.