ما هو الأفضل للمسافر الصائم الصيام أو الفطر ؟ حفظ
السائل : هل الأفضل للمسافر الصيام أم الفطر؟
الشيخ : الذي أعتقده في هذه المسألة أن الأفضل بالنسبة للصائم هو الأيسر له والناس في ذلك يختلفون كل الاختلاف ذلك لأن بعض الناس يثقل عليهم أن يصوموا والناس من حولهم مفطرون فيُؤثرون الصيام في حالة السفر على الصوم في حالة الحضر والناس من حولهم كما ذكرت مفطرون وناس أخرون على العكس من ذلك لا يهمهم أن يصوموا في حالة الإقامة والاستراحة والناس من حولهم مفطرون بل يصعب عليهم أن يصوموا في حالة السفر، لذلك جاء الحديث صحيحا صريحا في "صحيح مسلم" حينما قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم لذلك الصحابي لعل اسمه عمرو بن حمزة الأسلمي سأله إنه كثير الأسفار فهل يصوم أم يُفطر فكان جوابه عليه الصلاة والسلام ( إن شئت فصم وإن شئت فأفطر ) وهذا هو الأصل في هذا الموضوع فكل مكلف يختار ما هو الأيسر له كما ذكرت أنفا إلا أنه ينبغي أن يُلاحظ بأن المسافر إذا أثر الصيام فلا يجوز له أن يصوم إذا عرّض نفسه للمشقة وعلى هذه الحالة يُحمل قوله عليه الصلاة والسلام ( ليس من البر الصيام في السفر ) أي الصيام الذي يُعرِّض الصائم لشيء من المشقة فهو ليس من البر في شيء وعلى ذلك جاء قوله عليه الصلاة والسلام حينما كان مسافرا، فرأى ناسا قد ظللوا على صاحب لهم كأنه أغمي عليه بسبب صيامه وكان اليوم يوما حارا فقال عليه الصلاة والسلام ( أولئك هم العصاة ) أي الذين يصومون في السفر ويُعرِّضون أنفسهم لمثل هذه المشقة فهو عصيان للنبي صلى الله عليه وأله وسلم فإذا كان صيام المسافر لا يُعرّضه لشيء من هذه المشقة فالأمر على ما ذكرته أنفا، إن شاء صام وإن شاء أفطر، نعم.