قول الله تعالى: (ويعلم ما في الأرحام) وفي هذه الأيام توصل إلى ا معرفة نوع الجنين بواسطة بعض الآلات؟ حفظ
السائل : قال تعالى (( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام )) هذه الأية تدل على أنه لا يعلم ما في الأرحام إلا الله ولكن عندما تراجع المرأة الطبيبة تدخل إلى الرحم جهاز تصوير فيتبين نوع الجنين، فما هو تفسير هذه الأية إذًا؟
الشيخ : تفسير الأية لا علاقة له بالوسائل التي خلقها الله عز وجل ويسّرها للبشر فما اطلاع الطبيبة اليوم على نوعية الجنين بواسطة ألة بأغرب من إخبار الفلكيين بكسوف الشمس وخسوف القمر قبل ذلك بسنين وليس بشهور أو أيام، فالذي وصف الله عز وجل به إنما هو أنه بعلمه الذاتي الذي لا يُشاركه أحد في الاطلاع على ما في بطون، على ما في الأرحام من الأجنة هذا أمر لا يُشاركه فيه حتى الأنبياء ولا الرسل، فالله عز وجل قال في صريح القرأن (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )) فلا يُظهر أي لا يطلع فلا أحد يعلم الغيب بذاته إلا الله تبارك وتعالى كما جاء في "صحيح البخاري" أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم مر يوما بجارية من الأنصار وهي تُغني تقول "وفينا نبي يعلم ما في غد" فقال عليه الصلاة والسلام ( لا يعلم الغيب إلا الله دعي هذا وقولي مثل ما كنت تقولين ) فلا أحد يعلم الغيب بذاته إلا الله تبارك وتعالى أما بالواسطة فيُمكن ذلك، فالله عز وجل يُنبئ نبيه عليه الصلاة والسلام بواسطة جبريل أو بالإيحاء الذي هو الإلهام المعصوم عن الخطأ كما أنه أعلم بعض عباده بوسائل يتمكّنون بها من معرفة ما غاب عن بعض الناس وليس ذلك من العلم بالغيب بسبيل.
وبعض الفلاحين والمفروض أن الفلاحين خاصة فيما مضى من الزمان حينما لم تكن الزراعة علما يُدْرس كانوا يعلمون بتجاربهم الخاصة أن الشجرة حينما تُقطع فعمرها كذا سنة، هذا ليس غيبا وإنما هم عرفوا بالتجربة أن كل دائرة في جذع الشجرة تدل على أنها تمثّل سنة من عمرها فإذا كان هناك ثلاث دوائر وهذا ملاحظ إذا ما انتبهتم لذلك فكل دائرة تدل على سنة، هذا ليس له علاقة بعلم الغيب إنما الله عز وجل قدّر هذه الدوائر وأعلم الناس الذين يُراقبونها بأن هذه الدائرة تدل أن عمر الشجرة سنة أو سنتين إلى أخره.
كذلك هذه الألات التي يكتشفون بها وجود مطر مثلا بعد يوم أو يومين أو ما جاء في السؤال إدخال أنبوب أو شريط خاص له طبيعة خاصة وصُنِع صنعا دقيقا تستكشف الطبيبة ما إذا كان الجنين ذكرا أو أنثى، فيقال لها بدون أن تستعملي هذه الوسيلة هل تستطيعين أن تعرفي؟ كل البشر يقولون لا لا نعلم فإذًا يجب أن نتصوّر حقيقة الغيب الذي اختص الله به فهو علم ذاتي لا يُشاركه فيه أحد من البشر أما استكشاف بعض المغيّبات عن الناس بعامة أو بخاصة ببعض الوسائل التي يسّرها الله عز وجل، هذا ليس له علاقة إطلاقا بعلم الغيب فلا يُشكلن الأمر على أحد بعد هذا البيان.