الكلام على عاصم بن أبي النجود . حفظ
الشيخ : عاصم بن بهدلة عاصم بن أبي النجود هذا من أئمة القراء المشهورين وهو ثقة في علمه لكنه في الحديث حين روى معظم عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون حديثه في الطبقة العليا من الصحة وإنما يجعلون حديثه في المرتبة الوسطى أي مرتبة الحديث الحسن وبالتالي أن اهتمامه بعلم القراءة لا يضع منه على اهتمامه بالعناية بحفظ الحديث فذهب عند علماء الحديث أن هذا الرجل له صفتان أو يمكن أن يقال شخصيتان فشخصية في القراءة وهو في منتهى القمّة أما في الحديث فهو وسط لأنه ظهر في بعض أحاديثه أنه يروي لما فيه شيء من المخالفة أو النكارة وأذكر بهذه المناسبة أنه مر حديث في بعض السنن يرويه من طريق حذيفة بن اليمان قال تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رمضان حتى يقول القائل مابقي إلا أن الشمس تطلع فهذا الحديث يرويه عاصم بن أبي النجود هذا فتكلم بعض الحفاظ في روايته لهذا الشيء وإنه مخالف الآية الكريمة التي تقول (( فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )) فكيف هو يقول تسحرنا حتى ما بقي إلا أن الشمس تطلع معناه فيه تأخر كبير وكبير جدا بعد دخول وقت الفجر فتكلم بعض الحفاظ في عاصم هذا فقالوا هذا الحديث مما ينكر عليه وأنه خلاف الآية الكريمة ومن الممكن تعليل حديثه هذا على بعض يقول أنا في حديث آخر وهو في الواقع حديث مهم جدا من الناحية العملية ولتقوية وهو رواه أبو داود في سننه والإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ) فهذا الحديث فيه شيء من التوسعة التي لا يمكن أن تقهر من الآية السابقة حيث قالت (( فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )) أما الحديث فيقول حتى لو تبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر وكان أحدكم لم يقضي حاجته بعد من سحور فعليه أن يتم سحوره هذا الحديث يمكن أن يفسر به حديث عاصم لكن حديث عاصم فيه مبالغة حتى أن الشمس لتكاد تطلع لذلك فيخشى بعض العلماء أن يكون لم يتقن ضبط حفظ هذا الحديث بسبب أنه كان مشتغلا بإتقان علمه من القرآن الذي تلقاه عن شيوخه عن الرسول عليه السلام هذا ما يمكن أن يذكر في هذه المناسبة .