ما حكم تصنيف الأحاديث الصحيحة في السنن الأربعة في كتاب والضعيفة في كتاب؟ حفظ
السائل : ... بأن يفصل الحديث الصحيح لحال ويفصل الضعيف في كتاب آخر لو أنه جمع في كتاب واحد وجعل التعليق عليه في فهرس فهمه فما رأيك ؟
الشيخ : سمعنا هذا في مناسبات ولكنه كلام الحقيقة لا وجاهة له أيضا هذه كتب وليست كتاب الله عز وجل إنما هي كتب ألّفها العلماء ما الذي يمنع أن يأتي بعض الناس إلى كتاب من هذه الكتب فيقصد الأحاديث الصحيحة ويجعلها في كتاب والأحاديث الضعيفة ويجعلها في كتاب بل ما الذي يمنع أن يجمع الأحاديث المتعلقة في موضوع خاص كما أشرنا آنفا الأخلاق والسلوك ويضعها في كتاب فهذا هام تلائم الناس مالذي يضر في هذا ما دام إذا كان نقله نقلا مطابقا لما هو في الكتاب أليس مما تلقيناه عن علماء الحديث أن لهم ... في التأليف من أحسنها بل أحسنها بعد القرآن الكريم صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم ثم يأتي بعدها الصحاح الأخرى كصحيح ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما فما المانع أن يأتي شخص إلى السنن الأربعة فيميز الصحيح من الضعيف ويجعل الصحيح في كتاب تباعا لصحيحه حيث فصلوا الأحاديث الصحيحة من الضعيفة الإمام البخاري ذكروا في ترجمته أنه كان يحفظ ستمائة ألف حديث أربعمائة ألف حديث غير صحيح ومئتا ألف صحيحة ثم اختار من المئتي ألف نحو أربعة آلاف ووضعها في كتابه المعروف بصحيح البخاري فما المانع أن يأتي أحدنا في هذا الزمان إلى كتاب من السنن الأربعة ويجعل كل كتاب قسمين القسم الأول فيه ما صح منه والقسم الثاني فيه ما ضعف منه أي خطأ في هذا وإيش معنى إنه نسيت الإضاءة التي قلتها ذلك ... هنا فنلتقي كلما تأخذ الحديث وتجعل قسما في الشرق وقسما في الغرب أما أنت تنقل أحاديث صحيحة وتضعها في كتاب والضعيفة تضعها في كتاب آخر فهذا في الواقع أنا أرى إنه هذا من واجب التأليف في العصر الحاضر كما لا يخفى على كل عاقل أن علم الحديث بحر لا ساحل له إذا سمعتم الآن البخاري يحفظ ستمائة ألف حديث فإذا نشرنا الستمائة ألف حديث فيها الصحيح وفيها الحسن وفيها الضعيف وفيها الموضوع هل قد أن يكون أحسنا إلى الناس أما إذا فصلنا الصحيح عن الأقسام الأخرى بيكون أحسنا إلى الناس لا شك أن القسم الثاني هو الإحسان إلى الناس فكما قلت آنفا علم الحديث بحر لا ساحل له فإذا كلفنا الناس أن يحفظوا سنن ابن ماجه بكل أحاديثه ما صح منها وما لم يصح فقد يختلط في ذهن أحدهم ولو كان حافظا مع الزمن قد يختلط الصحيح بالضعيف فيظن الصحيح ضعيفا والضعيف صحيحا وإنما مجرد أن يذكر إنه هذا الحديث في الكتاب الأول هذا صحيح ومجرد أن يذكر أن هذا الحديث في الكتاب الآخر فهو ضعيف فإذا نحن بهذا التقسيم ساعدنا الناس على حفظ الصحيح وتمييزه من الضعيف على كل حال نهاية الكلام أن يقال والناس فيما يعشقون مذاهب فأنا مذهبي أن هذا التقسيم أنفع للمسلمين من أن يحفظ سنن ابن ماجةه كما هو فيأم حديث صحيح تحت حسن تحت ضعيف وآخر صحيح بعدين موضوع إلى آخره فهناكما يقال " اختلط الحابل بالنابل " هذا تشويش على القراء خاصة عامة القراء كذلك من التيسر على الناس أن نحذف السند ونقدم إلى الناس نص الحديث دون قول المؤلف حدثني فلان قال حدثني فلان عن فلان قال حدثني فلان لأن هذه الأسانيد لم يبق هناك من أهل الأحاديث من يُعنوا بحفظها كانوا من قبل لا يمكنهم أن يحتجوا بالحديث إلا إذا رووه بالسند لأن السند هو الوسيلة لمعرفة صحة الحديث من ضعفه أما الآن فمن الذي يفهم لو قرأ أكبر عالم اليوم أو غير دارس في علم الحديث سندا في مسند الإمام أحمد كأنه يقرأ بلغة أعجمية حدثني فلان من فلان لا يعرف هل هو ثقة هل هو سيء الحفظ هل هو ضعيف إلى آخره فإذا كان من تمام التيسير على الناس وهذا من المنهج الذي سرت عليه " تقريب السنة بين يدي الأمة " حذف هذه الأسانيد وتقديم خلاصة عنها الخلاصة صحيح حسن ضعيف موضوع هذا هو الذي ينفع المسلمين .