كيف الجمع بين حديث ( إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا ) وحديث ( ...... إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ...).؟ حفظ
السائل : الحديث الأول هما حديثان لا أدري كيف يوفق بينهما ، معنى الحديث ( إذا ابتليتم فاستتروا ) ؟
الشيخ : ( إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا ) .
السائل : وبين الحديث الآخر وهو طويل في صحيح الجامع ... ( إن هناك أناسا أقواما منا يأخذونمن الليل كما نأخذ، ولكنهم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها )، يمكن تذكر الحديث هذا ؟
الشيخ : أنا مثلك ما أستحضر نصه ، لكن أظن موضع الإشكال هو في هذا ( إذا خلو بمحارم الله انتهكوها ) ، طيب ما هو الإشكال ؟
السائل : يعني إذا خلو بمحارم الله ، انتهكوها أنا فهمتهما أنه إذا خلو بينهم وبين أنفسهم ، انتهكوها الحديث الأول الذي فهمته أنا أنه في أمر( إذا ابتليتم فاستتروا ) يعني الواحد إذا فعل شيئا يعني يفعله في السر ، هذا الذي فهمته ؟
الشيخ : لا وبارك الله فيك ، أولا هذا الحديث الأول رأيته في صحيح الجامع لا هذا الحديث لا أصل له ، ولذلك أنت تستطيع أن تستريح منه ، ويبقى حديثك الثاني على دلالته الظاهرة ، لكن في حديث قد يفهم منه معنى الحديث الأول ، وأقول قد وأعني ما أقول لكنك إذا نظرت في هذا الحديث الصحيح لم تشعر بأنه متعارض مع الحديث الآخر الذي هو في صحيح الجامع ذاك الحديث في صحيح البخاري ، يقول الرسول عليه السلام ( كل الناس معافى إلا المجاهرون، قالوا : كيف ذلك يا رسول الله ، قال: يمسي الرجل يعصي الله عز وجل ثم يصبح فيتحدث للناس أنني في الأمس فعلت كذا وكذا )، هذا يلتقي مع ذاك ( إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا )، لكن ليس فيه حض على المعصية وإنما إذا ابتلي لا يكشف القناع أو لا يفضح نفسه ، فإذا كان هذا هو المعنى وهو كذلك معنى الحديث الصحيح ، فالحديث الصحيح الذي عندك ، لا يتعارض مع هذا ، لأن هذا فيه ذم لأناس يتظاهرون بالصلاح والتقوى فإذاخلوا بأنفسهم انتهكوا محارم الله .
السائل : هل هنا يقصد بالمحارم الكبائر فقط ؟
الشيخ : لا المحارم هي المحرمات صغيرها وكبيرها أي نعم .
السائل : يعني الصغائر ما ينجو تقريبا منها أحد يعني قليل ... .
الشيخ : صحيح لكن على كل حال هذا يذكرني بحديث آخر صحيح ( إياكم ومحقرات الذنوب ) تعرف هذا الحديث وإنه كيف يضرب مثلا بمن يجمع حطب صغير فيتأجج منه النار كذلك كون المحارم وهي المحرمات فيها الصغائر والكبائر يعني ليس معنى الأمر سهل ، لأن باجتماعهما ستحرق .
السائل : مثل ما قال ... في كتاب الكبائر " لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار "
الشيخ : أي نعم .