شرح قول ابن مالك رحمه الله : كالشبه الوضعي في اسمي جئتنا *** والمعنوي في متى وفي هنا. حفظ
الشيخ : قال : " كالشبه الوضعي في اسمي جئتنا " الشبه الوضعي يعني أنه وضع على حرف أو حرفين فهذا شبه وضعي لأن أصل الحروف أصل الحروف إما حرف وإما حرفان وقد تكون ثلاثة مثل إلى وقد تكون أربعة مثل كلا وهلا لكن الأصل الأكثر الغالب أن الحروف مركبة من حرفين فما شابهها من الأسماء كان مبنيا بالشبه الوضعي مأخوذ من الوضع
وقوله : " في اسمي جئتنا " أين اسما جئتنا ؟ التاء ونا التاء فاعل ونا مفعول به التاء على حرف ونا على حرفين نأخذ من هذا من هذا المثال أن جميع الضمائر التي في محل الرفع والتي في محل النصب والتي في محل الجر آه مبنية كل الضمائر مبنية هذه قاعدة كل الضمائر مبنية من أين أخذنا أن الضمائر المرفوعة مبنية ؟ من التاء لأن التاء فاعل
ومن أين أخذنا أن الضمائر المنصوبة والمجرورة مبنية ؟ من نا لأن نا تصلح للنصب وللجر فإذن كل الضمائر مبنية ضمائر الرفع وضمائر النصب وضمائر الجر المتصلة والمنفصلة وإن كان المؤلف رحمه الله لم يذكر المنفصلة لكن ذكرها أهل العلم بالنحو يقول : الضمائر كلها المتصل والمنفصل الذي للرفع الذي للنصب الذي للجر كلها مبنية إذن فيها راحة للإنسان وإلا لا ؟ آه كل ما وجدت ضميرا فهو مبني طيب
ما سبب بناء الضمائر ؟ آه الشبه الوضعي والمعنوي في متى وفي هنا " الشبه المعنوي في متى وفي هنا " لننظر متى تشبه الحرف في المعنى لا في الوضع لأن متى كم حروفها ؟ ثلاثة لكنها تشبه الحرف في المعنى إذ أن متى تصلح أن تكون شرطا وتصلح أن تكون استفهاما والشرط قد وضع له حرف دال عليه والاستفهام قد وضع له حرف دال عليه إذن تشبه الحرف إخوانا تشبه الحرف متى إذا جعلناها شرطية تشبه إيش ؟ تشبه في المعنى إن الشرطية وإذا جعلناها استفهامية تشبه في المعنى همزة الاستفهام وإن شئت فقل تشبه هل وهي إلى هل أقرب من الهمزة لأن هل موضوعها على إيش ؟ على ثلاثة أحرف ومتى على ثلاثة أحرف فهل إلى هل أقرب منها إلى الهمزة لكن هم جعلوها مشبهة للهمزة في المعنى لأن الأصل في الاستفهام أو الأصل في أدوات الاستفهام هي الهمزة طيب
" وفي هنا " هنا إيش يعني ؟ إشارة إلى المكان هنا أين الحرف الذي يشبه اسم الإشارة في المعنى ؟ النحويون قال : ما يوجد ما يوجد لكن على فرض أن العرب وضعوا حرفا للإشارة نقول اسم الإشارة مشبه لهذا الحرف الذي يفرض أن العرب آه وضعته
إذن هذه العلل صارت آه عليلة يعني لما لم تجدوا ما قلتم قلتم مفروض على العرب أنهم يضعون حرفا للإشارة لكن ما وضعوا فمعناها أن العرب آثمون لأنهم تركوا الواجب أو غافلون لأنهم ما لقوا لم يجدوا حرفا ولكن بعض النحويين قال : لا العرب وضعوا حرفا للإشارة أل التي للعهد الذكري بمنزلة اسم الإشارة (( كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول )) كأنه قال : فعصى فرعون هذا فأل التي للعهد الذكري تشير إلى المذكور وهي حرف وإلا اسم ؟ آه حرف حرف ولكني لو أحلف أن العرب ما طرأ ببالهم هذا ما حنثت يعني العرب فكروا ما وجدوا حرفا يوضع للإشارة إلا أل التي للعهد الذكري إنما نحن نقول : إن المرجع في البناء والإعراب إيش ؟ إلى السماع ونستريح نقول : ما سمع عن العرب مبني فهو مبني وما سمع معرب فهو معرب طيب
إذن الشبه المعنوي في متى إيش ؟ ما هو يا إخوان ؟ إي ما هو ما هو ؟ الاستفهام والشرط فالاستفهام موضوع له الهمزة وهي أم الباب والشرط موضوع له إن وهي أم الباب أما هنا فليس هناك حرف موضوع للإشارة إلا أنهم قالوا كان المفروض على العرب أن يضعوا ولكن لم يضعوا طيب .