شرح قول ابن مالك رحمه الله : فارفع بضم وانصبن فتحا وجر *** كسرا كذكر الله عبــــده يسر. حفظ
الشيخ : قال : " فارفع بضم " هذه علامة الرفع " ارفع بضم " ارفع فعل أمر والأمر هنا للاستحباب أو للوجوب ؟ الأمر للوجوب يجب أن ترفع بضم ارفع بضم فتقول : قام زيدٌ ولا يجوز أن تقول قام زيدٍ ولا يجوز أن تقول قام زيدًا
" ارفع بضم وانصبن فتحا " يعني وانصبن بفتح طيب انصبن فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد وقوله : " فتحا " منصوب بنزع الخافض والتقدير وانصبن بفتح " وجر كسرا " نقول في جر كسرا كما قلنا في " انصبن فتحا " أي أن كسرا منصوب بنزع الخافض أي : جر بكسر فصار علامة الرفع إيش ؟
الطالب : الضم .
الشيخ : والنصب .
الطالب : الفتحة .
الشيخ : والجر الكسرة ثم ضرب مثلا فقال : " كذكر الله عبده يسر " كذكر الله عبدَه يسر أو كذكر الله عبدُه يسر أيهم ؟ نشوف يا إخوان هن يصح لكن أيهن أحسن إذا قلنا كذكر الله عبدَه يسر صار المعنى أن الله إذا ذكر عبده فإنه يسره يسر العبد إذا قلنا كذكر الله عبدُه يسر صار المعنى أن العبد إذا ذكر الله سر بذلك وأيهما أحسن ؟ أن يذكرك الله أو أن تذكر الله ؟ آه أن يذكرك الله (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) (( فاذكروني أذكركم )) إذن الأحسن أن نقول : " كذكر الله عبدَه يسر " طيب نعربها
أولا الكاف: حرف جر وذكر الله عبده يسر اسم مجرور بالكاف اسم مجرور بالكاف وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها الحكاية عرفتم هذا إعراب سهل أن تجعل الجملة كلها مجرورة
فإذا قال قائل : كيف يكون هذا ؟ قلنا : يكون على تقدير أن الجملة بمعنى هذا اللفظ يعني كأنه قال : كهذا اللفظ كهذا اللفظ فهي قائمة مقام قول القائل إيش ؟ هذا اللفظ وإن شئت فقل : الكاف حرف جر والمجرور محذوف والتقدير كقولك : ذكر الله عبده يسر ثم تعرب ذكر مبتدأ وهو مضاف إلى لفظ الجلالة وعبده مفعول ذكر صح إذن المصدر هنا مضاف لإيش ؟ للفاعل مضاف للفاعل يعني كأن يذكروا الله يعني التقدير كأن يذكر الله عبده يسر طيب وجملة يسر في محل رفع خبر ذكر خبر المبتدأ
هذا المثال فيه رفع فيه رفع في الاسم والفعل وينو فيه ؟ ذكرُ رفع في الاسم يسر رفع في الفعل وفيه جر عبد الله كذكر الله طيب وفيه نصب عبدَه يسر عبده عبده فقط إذن فيه الرفع والنصب والجر وهل فيه الجزم ؟ لا لكنه قال : " واجزم بتسكين " اجزم بتسكين يعني إذا جزم الفعل يجزم بالسكون تقول : لم يقم زيد لم يقم هذا سكون واضح ابن مالك رحمه الله لا أدري هل قصد أو لم يقصد أو أن ضرورة النظم ألجأته قال : " فارفع بضم واجزم بتسكين " الطرفان الطرفان جاءا فيهما بحرف الجر والوسط نزع حرف الجر نزع حرف الجر فكأنه يقول : إن الباطن كالظاهر الباطن اللي في الوسط كالظاهر اللي في الجوانب يعني أن قوله : " انصبن فتحا وجر كسرا " آه منصوبان بنزع الخافض كما قلنا فارفع بضم واجزم بتسكين لا أدري هل قصد هذا أو أنه النظم مشى به على ما صار عليه على كل حال يا إخوان الآن .
الطالب : ما هو واضح لو أعدتم توجيه هذا .
الشيخ : أيهم نعم التوجيه ذكر المؤلف ذكر رحمه الله الضم والجر والنصب والجر والجزم لكن الرفع إيش قال : " ارفع بضم " الفتح قال : " انصبن فتحا " وقلنا : إن معنى قوله انصبن فتحا يعني بفتح وجر كسرا يعني بكسرة منصوب بنزع الخافض .