شرح قول ابن مالك رحمه الله : وفي أب وتالييــــه ينــــدر *** وقصـــــــــرها من نقصـــــــــهن أشهر. حفظ
الشيخ : " وفي أب وتالييه يندر " يندر الضمير يعود على النقص يعود على النقص وما تالياه ؟ في أب وتالييه أخ وحم أخ وحم يعني أن النقص يندر فيها أي يقل وما هو النقص ؟ أن تعرب بحركات ظاهرة على آخره ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالكسرة وعلى ذلك قال الشاعر :
" بأبه اقتدى عدي بالكرم *** ومن يشابه أبه فما ظلم "
ولم يقل بأبيه اقتدى ولم يقل ومن يشابه أباه
" بأبه اقتدى عدي بالكرم *** ومن يشابه أبه فما ظلم "
أخ ماذا نقول ؟ تقول : هذا أخ زيد هذا أخ زيد ورأيت أخ زيد ومررت بأخ زيد بأخ زيد والظاهر أن لغتنا العامية على هذه اللغة وإلا لا ؟ يعني أحيانا كذا وأحيانا كذا أحيانا يقول هذا أخوه نعم وأحيانا يقول لك يا أخ لكن إذا قال يا أخ هو على الصواب لأنه ما أضيفت نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : هذا أخت فلان هذا أخت فلان .
الطالب : يقال كله بالرفع .
الشيخ : آه
الطالب : يقال كله بالرفع .
الشيخ : كله على كل حال ما في إعراب في اللغة العامية طيب انتبهوا يا جماعة
" وفي أب وتالييه يندر " قلنا الضمير يعود على إيش ؟ النقص " وقصرها " أي قصر أب وتالييه " من نقصهن أشهر " أشهر من نقصهن قصرها أشهر من نقصهن
وبهذا عرفنا أن أبا وأخا وحما يجوز فيها ثلاثة لغات الإتمام والنقص والقصر صح الإتمام ما هو ؟ أن ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء والنقص أن ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالكسرة والقصر أن تكون بالألف دائما فتعرب بحركات مقدرة على الألف كم لغة ؟ ثلاثة طيب تقول : هذا أبا زيد ورأيت أبا زيد ومررت بأبا زيد وعلى هذا جاء قول الشاعر :
" إن أباها وأبا أباها قد بلغا *** في المجد غايتاها
إن أباها وأبا أباها قد بلغا *** في المجد غايتاها "

الشاهد في قوله : " وأبا أباها " ولو أعربها بالحروف لقال : وأبا أبيها قد بلغ في المجد غايتاها عرفت
إذن ثلاث لغات أنطق بها الآن هذا أبو زيد وأكرمت أبا زيد وعجبت من أبي زيد ما هذا ؟ هذا الإتمام رفعناه بالواو ونصبناه بالألف وجررناه بالياء
هذا أبا زيد وأكرمت أبا زيد وعجبت من أبا زيد هذا القصر ولغة فصيحة لكن الأولى أفصح طيب
هذا أب زيد وأكرمت أب زيد وعجبت من أب زيد هذا النقص
إذن يجوز فيها ثلاث لغات:
الإتمام هو أن تعربها بالحروف رفعا بالواو مشوا معي ونصبا بالألف وجرا بالياء
القصر أن تعربها بالحركات مقدرة على الألف تلزمها الألف دائما تكون بالألف دائما وتعربها بالحركات مقدرة على الألف
النقص أن تعربها بالحركات الظاهرة بدون ألف أفهمتم الآن
طيب والذي يناسبكم معشر الطلبة المبتدئين القصر لأنكم لن تغلطوا لو قال قائل : جاء أبا زيد قال له الثاني انتبه قال : أنا على لغة القصر صح ولو قال : مررت بأبا زيد قال : انتبه قال : أنا مع القاصرين ولو قال : أكرمت أبا زيد ما يقول له شيء الآن لأنها تستوي اللغتان بس نختلف في الإعراب
نريد أن نعرب جاء أبو زيد
جاء: فعل ماضي
وأبو: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء .
الطالب : الخمسة .
الشيخ : الستة على رأي ابن مالك نعم وإن كان على الأشهر خلاف ذلك طيب أبو مضاف وزيد مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره
أكرمت أبا زيد
أكرمت: فعل وفاعل
وأبا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة أبا مضاف وزيد مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره .
عجبت من أبي زيد
عجبت: فعل وفاعل
ومن: حرف جر
وأبي: اسم مجرور بمن وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الستة وأبي مضاف وزيد مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره .
أعربها على القصر تقول : جاء أبا زيد
جاء: فعل ماضي مبني على الفتح
أبا: فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر أبا مضاف وزيد مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره .
أكرمت أبا زيد أكرمت أبا زيد
أكرمت: فعل وفاعل
أبا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه آه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وأبا مضاف وزيد مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره
لكن لو قال قائل : لماذا أعربتها بفتحة مقدرة لماذا لم تقل علامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة ؟ أقول : لأني عرفت من المتكلم أنه يستعملها مقصورة وحينئذ لا بد من قرينة لا بد من قرينة مثل أن يقول المتكلم أكرمت أبا زيد وعجبت من أبا زيد فأما إذا لم يوجد قرينة فإنا نعربها على إيش ؟ على الأصل أن يكون منصوبا بالألف نيابة عن الفتحة طيب ويش بقي علينا لغة ثالثة ؟
الطالب : النقص .
الشيخ : النقص الجر
مررت بأبا زيد
مررت: فعل وفاعل
بأبا زيد: الباء حرف جر وأبا اسم مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وأبا مضاف وزيد مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره .
النقص : جاء أب زيد
جاء: فعل ماضي
أب: فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره صح أب مضاف وزيد مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره .
رأيت أب زيد أكرمت أحسن نأخذ الأمثلة أكرمت أب زيد
أكرمت: فعل وفاعل
وأب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره وأب مضاف وزيد مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره .
عجبت من أب زيد عجبت فعل وفاعل ومن حرف جر وأب اسم مجرور بمن وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره وأب مضاف وزيد مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره
فإذا قال قائل : أنا إذا أردت أن أنشئ كلاما الآن فعلى أي اللغات الثلاث أمشي ؟ على الأفصح وهي أن تعربها تامة مرفوعة بالواو ومنصوبة بالألف ومجرورة بالياء لأننا الآن نحن ليس لنا خيار الآن ليس لنا الخيرة لأننا يحسن بنا أن نمشي على إيش ؟ على الأفصح من كلام العرب والأفصح من كلام العرب ما نطق به القرآن قال الله تعالى : (( ارجعوا إلى أبيكم )) ولم يقل : إلى أباكم ولا أبكم وقال تعالى : (( إن أبانا لفي ضلال مبين )) ولم يقل : إن أبنا ويش بقي علينا ؟ الجر بقي علينا الرفع .
الطالب : (( وأبونا شيخ كبير )) .
الشيخ : (( وأبونا شيخ كبير )) ولم يقل أبانا ولم يقل أبنا
إذن فنحن الآن إذا أردنا أن نتكلم أو أردنا أن نؤلف كتابا فإننا نمشي على اللغة الفصحى لكن إذا ضاقت بنا وأخطأنا اللغة الفصحى وأتينا بالمرفوع بالألف نعم فهناك نافقاء اليربوع إيش نقول ؟ لغة نقول : لغة صح إذن اعرف اللغات فائدة معرفة اللغات هذه
أولا : أنه إذا جاءنا من كلام العرب نظما أو نثرا على خلاف الفصحى نعرف أنها لغة وأنها ليست خطأ مطبعيا ولا خطأ في النقل
ثانيا : أنه إذا ضاقت بنا الحيل ها نجد مخرج نجد مخرجا الآن كثير من المؤذنين يقول : أشهد أن محمدا رسولَ الله لو أننا مشينا على اللغة الفصحى في هذه الجملة لقلنا إن أذانه لا يصح إن أذانه غير صحيح لأن الخبر لم يأت بعد فالجملة لم تتم أشهد أن محمدا رسولَ الله طيب وأشهد إيه ؟ لازم يجيب الخبر فيقول مثلا : أشهد أن محمد رسول الله نبي صادق ها أو أشهد أن محمدا رسولَ الله عبد الله ورسوله مع أن الجملة تامة فنقول : اعتذارا لهذا الرجل إن هناك لغة بل إن هناك لغيّة تجيز نصب الجزأين في إن يعني تجعل إن تنصب الجزأين اسمها وخبرها وهذا المؤذن ماش على هذه اللغيّة مع أنه لا يعرف اللغة لكنه لكن لو سألته ويش معنى أشهد أن محمد رسول الله ؟ قال : أشهد أن محمد هو رسول الله يعنى المعنى المعنى الذي يريده صحيح لكن العبارة لا تدل عليه
ومن ذلك أيضا : قول بعض المؤذنين -إذا انتهى الوقت علموني- قول بعض المؤذنين الله وكبر بالواو يعني لو أخذنا باللغة الفصحى قلنا هذا لا يستقيم لأنك ما أتممت الجملة أتيت بواو عطف لكن فيه لغة وهي فصحى أيضا لكنها قليلة تجيز إبدال الهمزة واوا إذا ضم ما قبلها تجيز إيش ؟ إبدال الهمزة واوا إذا ضم ما قبلها وهنا الهمزة مضموم ما قبلها فيجوز أن تقول : الله وكبر .
الطالب : ... المؤذن ...
الشيخ : لا لا مؤذنا ما شاء الله لا ما في شيء آه لا مؤذنا والحمد لله نعم .
الطالب : ... الله أكبار .
الشيخ : من ؟
الطالب : ... .