شرح قول ابن مالك رحمه الله : النكرة والمعرفة حفظ
الشيخ : " النكرة والمعرفة " النكرة والمعرفة اسمان متضادان فالمنكر ضد المعروف قال الله تعالى : (( فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ )) أي : استنكرهم واستغربهم ولم يعرفهم والمعرفة هي ما كان معروفا والنكرة من باب المطلق والمعرفة فيها ما يدل على التخصيص وفيها ما يدل على العموم لكنها ليست من باب المطلق
والفرق بين المطلق والعام أن المطلق شامل لجميع أفراده على سبيل البدل والعام شامل لجميع أفراده على وجه العموم لا على وجه البدل
فإذا قلت : أكرم رجلا فهو شامل لكل رجل على سبيل البدل لا يمكنك أن تكرم رجلين إذا قلت : أكرم رجلا فإنه لا يمكنك أن تكرم رجلين لماذا ؟ أجيبوا لأن المطلق يشمل جميع أفراده على وجه البدل أو على سبيل البدل يعني واحد بدل واحد وأما العام فيشمل جميع أفراده على سبيل العموم
فإذا قلت : لا تكرم كسولا وامتنعت عن إكرام كسول واحد وأكرمت آخر فهل أنت ممتثل ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا لأن كسولا هنا للعموم طيب
وإذا قلت : أكرم جادا أكرم جادا يعني مجتهدا فأكرمت اثنين لم تكن ممتثلا لأن المطلق يتناول جميع أفراده على سبيل البدل فالنكرة من هذا القبيل النكرة اسم شائع في جميع أفراده لكن على سبيل البدل والمعرفة على اسمها معرفة اسم يعين مسماه لكن إما بقيد وإما بغير قيد كما سيأتي إن شاء الله
إذن النكرة كل اسم شائع في جنسه كل اسم شائع في جنسه لا يختص به واحد دون الآخر هذه النكرة مثل رجل شمس قمر صح شمس وقمر .
الطالب : نعم .
الشيخ : نكرة نكرة لكن خصها بالشمس المعينة عدم وجود غيرها وكذلك القمر وإلا فهو بالأصل نكرة نجم مطر بيت شخص إنسان كل هذه نكرة لأنها اسم شائع في جنسه لا يختص به واحد دون الآخر وكونه يختص بشيء معين نظرا لعدم وجود غيره لا يخرجه عن كونه نكرة أما علامة النكرة ففسرها المؤلف بقوله .