شرح قول ابن مالك رحمه الله : وشاع في الأعلام ذو الإضــــافة *** كعبد شمــــــس وأبي قحـــافة. حفظ
الشيخ : " وشاع في الأعلام ذو الإضافة " ، شاع : بمعنى كثر ، في الأعلام : جمع علم ، ذو الإضافة : أي صاحب الإضافة وهو المركب الإضافي : " كعبد شمس وأبي قحافة " .
وهذا الذي قاله المؤلف -رحمه الله- واضح لكل أحد ، ولا يحتاج إلى بيان ، فعبد الله ، وعبد الرحمن ، وعبد شمس ، وأبو قحافة ، وما أشبه ذلك كثير لكن ما مراده ، هل مراده أن يخبرنا بأن هذا موجود في الأعلام ؟ لا، مراده أن يبين أن العلم ذا الإضافة يكون إعرابه على الجزء الأول بحسب العوامل ، وإعرابه على الجزء الثاني في محل جر ، يجر بالإضافة إن كان معربًا ، ويبنى على الكسر إن كان مبنيًا ، هذا مراد المؤلف -رحمه الله- وقوله : " كعبد شمس " ، مَن عبد شمس هذا ؟ ابن من ؟
الطالب : ابن هاشم .
الشيخ : لا، ابن مناف ، لأن له أربعة أولاد : هاشم ، والمطلب ، ونوفل ، وعبدشمس ، هؤلاء الأربعة إخوة ، لكن بنو هاشم وبنو المطلب متناصرون فيما بينهم ، ولهذا انضم بنو المطلب إلى بني الهاشم حين حاصرت قريش بني هاشم في الشِّعب حين دعوة الرسول عليه الرسول عليه الصلاة والسلام ، وفي ذلك يقول أبو طالب في لاميته المشهورة التي قال عنها ابن كثير رحمه الله : " إنها أبلغ من المعلقات السبع التي علقها العرب في الكعبة " ، قال فيها :
" جزى الله عنَّا عبدشمس ونوفلًا *** عقوبةَ شرٍ عاجلٍ غَير آجل "
لأنهم بنو عمهم ومع ذلك صاروا مع قريش عليهم ، وبنو المطلب صاروا مع بني هاشم ، لكن السؤال الآن : عبدشمس هل يجوز أن ننسب إلى هذا الرجل من كان من ذريته بهذا التركيب ؟ أي عبد شمس ؟ فنقول : فلان من بني عبدشمس أو لا يجوز ؟
الطالب : يجوز .
الشيخ : يجوز، يجوز ، لأن هذا من باب الخبر، من باب الخبر وليس من باب الإنشاء ، وفرق بين الخبر وبين الإنشاء ، لكن لو كان عبدشمس أمامنا الآن قلنا : غير الاسم ، نعم ، أما وقد مات فلا لا يمكن التغيير ، ويجوز النسب إليه ، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يرتجز يوم حنين ويقول :
" أنا النبي لا كذب *** أنا ابن عبد المطلب " .
فينتسب إلى جده مع أنه يقال عنه عبدالمطلب ، " أبو قحافة " من هو ؟
الطالب : والد أبي بكر .
الشيخ : والد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وهنا قال : " عبدشمس وأبي قحافة " !
لأن الأول : الجزء الثاني منه معرب منصرف ، والجزء الثاني في الثاني معرب غير منصرف ، طيب .