شرح قول ابن مالك رحمه الله : ومثـــله بــــرة للمبـــــرة *** كــــذا فـــــجار علم للفجـــــرة. حفظ
الشيخ : " ومِثلُه بَرَّةُ لِلمَبَرَّة *** كذا فَجارِ عَلَمٌ لِلفَجْرَة " :
علم الجنس السابق علمُ جنس للمحسوس ، للمحسوس كالحيوان مثلًا وهذا الذي ذكره ، الأخير : " ومثله برة " : علم جنس للمعقول للمعاني، للمعاني ، المبرة : مصدر ميمي ، وهي مطلقة يعني كلمة مطلقة ، نكرة ، لكن وضعوا لهذا المعنى علمًا سموه : " برّة " ، تقول مثلًا : شملتني بَرّة زيدٍ واسعةً ، شملتني برة زيدٍ واسعةً ، لماذا قلنا برة زيد واسعةً ؟ لأن برة علم على جنس المعنى ، على هذا الجنس من المعنى ، ولهذا جاءت منها الحال ، أو : هذه بَرَّةُ رجلٍ واسعةً ، فالمهم أن الأعلام علم الجنس يكون بالمحسوسات ذات الأجسام ، ويكون أيضًا للمعقولات ذات المعاني ، وكذلك أيضًا :
" فَجَار عَلَمٌ لِلفَجْرَة " : فَجارِ علمٌ للفَجْرَة ، ماهو للفَجَرَة ، لأن الفجَرَة جمع فاجر ، مثل كمَلَة جمع كامل ، لكن للفَجْرة التي هي المعنى ، يعني الفجور ، وضعوا لهذا : فَجَار ، علم كأن المعنى شيءٌ قائم وضعنا له اسم : فَجَار علمٌ عليه بدلًا من الفجرة ، وهذا النوع أعني : علم الجنس في المعاني ، أغمض منه في ذوات الأجسام ، لأن ذوات الأجسام واضحة ، واضحة بيّنة ، لكن هذه لا يكاد الإنسان يفرّق بين الفَجَار والفَجْرَة من حيث المعنى ، إلا أن علماء النحو يستدلون لذلك بأنَ فَجَارِ تجري عليها أحكام العلم اللفظية ، ولو كانت غير علم لم تجر عليها الأحكام اللفظية ، أحكام العَلَم ، فهذا هو الذي جعلهم يجعلون مثل هذه الكلمات ، يجعلونها علماً لجنس المعنى ، علمًا لجنس المعنى .
" كذا فَجَارِ علَمٌ للفَجْرَة " ، على كل حال أهم ما عندنا نحن معرفة ما هو العَلَم ، وما إعرابه ، وما أنواعه ، وهل يكون في المألوفات ، أو في المألوفات وغيرها ، هذا أهم شيء ، وكذلك أيضًا معرفة العَلَم الجنسي ، والعَلَم الجنسي الحسي ، والعلَم الجنسي المعنوي ، من أجل أن نعطي هذا العلَم أحكام العلم الشخصي في اللفظ ، والله أعلم .