شرح قو ل ابن مالك رحمه الله : جمع الذي الأولى الذين مطلقا *** وبعضهم بالـــواو رفعا نطقا. حفظ
الشيخ : فقال : " جمعُ الذي الأُولَى الَّذين " : الأُولَى : لنا أنْ نُعرِبها على أنها مبتدأ ، وخبرها : جمع ، ولنا أن نُعرب جمع على أنه مبتدأ ، وخبره : الأُولى ، وأما قوله الذين : فهو معطوف على الأُولى ، لكن بحذف حرف العطف ، والأصل : " جمع الذي الأُولى والذين " ، فيُستفاد من ذلك أنَّ اسم الموصول لجماعة الذكور له صيغتان : الصيغة الأُولَى : الأُولَى ، والثانية : الذين ، أما الأُولى فهي مبنية على السكون ، لأن آخرها ألف ، وأما الذين فهي مبنية على الفتح لأن آخرها مفتوح ، وهي ملازمة للياء بكل حال ، تقول : جاء الذين ، ورأيتُ الذين ، ومررتُ بالذين ، وجاء الأُولى ، ومررت بالأُولى ، وأكرمتُ الأُولى ، الأولى مبنية على السكون ، والثانية مبنية على الفتح ، يعني الذين : مبنية على الفتح ، والأُولى : مبنية على السكون ، تقول مثلًا :أكرمتُ الطلبة الأُولى اجتهدوا ، الأُولى هنا بمعنى ؟
الطالب : الذين .
الشيخ : الذين ، وتقول : أكرمتُ الطلبة الذين اجتهدوا ، وهما على حدٍ سواء ، يعني إنْ شِئتَ قل : الأُولى ، وإنْ شِئتَ فَقُل : الذين ، قال الشاعر :
" فتلكَ خُطوبٌ قد تَبَلَّتْ شَبابَنا " ، إلى أن قال : " قديماً فَتُبلينا الخُطوبُ وما نُبلِي " .
الخُطوب : نوائبُ الدهر ، قد تَبَلَّت شبابنا : يعني أفنته ، فتبلينا الخطوب وما نبلي : يعني تبلينا وما نبيليها ، إلى أنْ قال :
" وتُبلِي الأُلى يستَلئِمونَ على الأُلى *** تَراهُن يَوم الرَّوعِ كَالحِدَءِ القُبلِ " ،
تُبلي الأُلى : يعني تفنيهم ، والأُلى : بمعنى الذين .
ويستلئمون : يعني يلبسون لامة الحرب ، يعني الشجعان ، على الأُلى تراهُنَّ :
يعني على الخيل الاتي تراهن ، يومَ الرَّوع : أي الخوف ، كالحِدء : الحدء جمع حِدَأَة ، وهو طائر معروف ، مُغرَمٌ بأكل اللحم ، القُبل : يعني التي مالت سواد أعينهن ، فإذا مالت سواد الأعين من الحِدء إلى اللحم في الأرض انقضت بسرعة ، فهو يقول : إن الخطوب تُبلي هؤلاء الشجعان الذي يلبسون لامات الحرب ، ويركبون هذه الخيل السريعة ، التي تراها يوم الرَّوع مثل إيش ؟ مثل الحِدَأة التي أصغت بنظرها إلى اللحم فانقضت عليه بسرعة ، الشاهد قوله : " تبلي الأُلى يستلئمون " : أي : تبلي الذين يستلئمون ، على الأُلى تراهن : أي على اللاتي تراهنَّ يوم الرَّوع كالحِدَء القُبْلِ ، فصار اسم الموصول في جمع المذكر له صيغتان : الأولى ؟
الطالب : الأُولى
الشيخ : والثانية ؟
الطالب : الذين .
الشيخ : الذين ، قال : " جمعُ الذي الأُولى الذين مُطلَقا *** وبعضُهُم " :
بَعضُهُم : أَي بعض العرب ، " بالواوِ رَفعًا نَطَقا " : في أيِّهِما في الأُولى ، ولا في الذين ؟
الطالب : الذين .
الشيخ : في الذين ، يعني بعض العرب نطق الذين بالواو في حال الرفع ، فتقول : قَدِمَ الذين جاؤوا من السفر ، وأكرمتُ الذين جاؤوا من السفر ، ومررتُ بالذين جاؤوا من السفر ، وعلى هذه اللغة تكون معربة ، لأنه يتغير آخرها باختلاف العوامل ، فصار الذين فيها لغتان عن العرب : لغة الذين مُطلقا ، كما قال : " الذين مطلقا " ، ولغة أخرى ! أنها تكون في حال الرفع بالواو ، ومنه قول الشاعر :
" نحنُ اللَّذونَ صَبَّحوا الصَّباحَا *** يومَ النُّخيلِ غَارةً مِلحَاحا " ،
نحن إيش ؟ اللَّذون صبحوا الصباحا ، ولو مشى على اللغة الأخرى لقال : نحن الذين ، كما قال الصحابة -رضي الله عنهم- :
" نحنُ الَّذين بايعوا مُحمدا *** على الجهاد ما بَقينا أَبَدا " .
الطالب : الذين .
الشيخ : الذين ، وتقول : أكرمتُ الطلبة الذين اجتهدوا ، وهما على حدٍ سواء ، يعني إنْ شِئتَ قل : الأُولى ، وإنْ شِئتَ فَقُل : الذين ، قال الشاعر :
" فتلكَ خُطوبٌ قد تَبَلَّتْ شَبابَنا " ، إلى أن قال : " قديماً فَتُبلينا الخُطوبُ وما نُبلِي " .
الخُطوب : نوائبُ الدهر ، قد تَبَلَّت شبابنا : يعني أفنته ، فتبلينا الخطوب وما نبلي : يعني تبلينا وما نبيليها ، إلى أنْ قال :
" وتُبلِي الأُلى يستَلئِمونَ على الأُلى *** تَراهُن يَوم الرَّوعِ كَالحِدَءِ القُبلِ " ،
تُبلي الأُلى : يعني تفنيهم ، والأُلى : بمعنى الذين .
ويستلئمون : يعني يلبسون لامة الحرب ، يعني الشجعان ، على الأُلى تراهُنَّ :
يعني على الخيل الاتي تراهن ، يومَ الرَّوع : أي الخوف ، كالحِدء : الحدء جمع حِدَأَة ، وهو طائر معروف ، مُغرَمٌ بأكل اللحم ، القُبل : يعني التي مالت سواد أعينهن ، فإذا مالت سواد الأعين من الحِدء إلى اللحم في الأرض انقضت بسرعة ، فهو يقول : إن الخطوب تُبلي هؤلاء الشجعان الذي يلبسون لامات الحرب ، ويركبون هذه الخيل السريعة ، التي تراها يوم الرَّوع مثل إيش ؟ مثل الحِدَأة التي أصغت بنظرها إلى اللحم فانقضت عليه بسرعة ، الشاهد قوله : " تبلي الأُلى يستلئمون " : أي : تبلي الذين يستلئمون ، على الأُلى تراهن : أي على اللاتي تراهنَّ يوم الرَّوع كالحِدَء القُبْلِ ، فصار اسم الموصول في جمع المذكر له صيغتان : الأولى ؟
الطالب : الأُولى
الشيخ : والثانية ؟
الطالب : الذين .
الشيخ : الذين ، قال : " جمعُ الذي الأُولى الذين مُطلَقا *** وبعضُهُم " :
بَعضُهُم : أَي بعض العرب ، " بالواوِ رَفعًا نَطَقا " : في أيِّهِما في الأُولى ، ولا في الذين ؟
الطالب : الذين .
الشيخ : في الذين ، يعني بعض العرب نطق الذين بالواو في حال الرفع ، فتقول : قَدِمَ الذين جاؤوا من السفر ، وأكرمتُ الذين جاؤوا من السفر ، ومررتُ بالذين جاؤوا من السفر ، وعلى هذه اللغة تكون معربة ، لأنه يتغير آخرها باختلاف العوامل ، فصار الذين فيها لغتان عن العرب : لغة الذين مُطلقا ، كما قال : " الذين مطلقا " ، ولغة أخرى ! أنها تكون في حال الرفع بالواو ، ومنه قول الشاعر :
" نحنُ اللَّذونَ صَبَّحوا الصَّباحَا *** يومَ النُّخيلِ غَارةً مِلحَاحا " ،
نحن إيش ؟ اللَّذون صبحوا الصباحا ، ولو مشى على اللغة الأخرى لقال : نحن الذين ، كما قال الصحابة -رضي الله عنهم- :
" نحنُ الَّذين بايعوا مُحمدا *** على الجهاد ما بَقينا أَبَدا " .