تتمة شرح قو ل ابن مالك رحمه الله : ومن وما وأل تساوي ما ذكر *** وهكذا ذو عند طيئ شهر . حفظ
الشيخ : " وهكذا ذو عند طَيِّئٍ شُهِرْ
وكالتي أيضًا لديهم ذاتُ *** وموضِعَ اللَّاتي أتى ذَواتِ "
.
يعني أنَّ طيئ وهم قوم من العرب ، ويسكنون في الغالب عند جبال طيئ ، في حائل وما حولها ، يجعلون ذو بمعنى : الذي ، ذو بمعنى : الذي ، وبمعنى : الذين ، وبمعنى ! يعني عامة ، هذا لغة عند بعضهم ، عند آخرين يجعلون التي للمفردة ، نعم ، ذات : للمفردة المؤنثة ، ذوات : لجماعة النساء ، فكان فيه لغتان الآن في طَيِّئ : اللغة الأولى : ذو تساوي مَن ، أو ما ، أو أل ، " تساوي ما ذُكِر " : يعني أنها عامة ، والثاني ، اللغة الثانية : يجعلون ذو عامة إلا في المفردة المؤنثة ، فيجعلون لها : ذات ، وجماعة الإناث يجعلون لهن : ذوات ، فهذه لغتان عند طَيِّئ ، وما سواهم مِن العرب لا يستعملون هذه الكلمات الثلاث ، لا يستعملونها استعمال الموصول ، طيب ، مثاله قول الشاعر منهم :
" فإنَّ الماءَ ماءُ أَبي وَجَدِّي *** وبِئري ذو حَفرتُ وَذُو طَويتُ " ،
" فإنَّ الماءَ ماءُ أَبي وَجَدِّي " : يعني يريد أن يدافع عن مائه الذي يسقي منه إبله ، يقول : إنَّ الماءَ ماءُ أَبي وَجَدِّي ، ورثته كابر عن كابر .
" وبئري " : يعني وإن البئر بئري .
" ذو حفرتُ وذو طَويتُ " : يعني أنا الذي حفرته ، وأنا الذي طويته ، إذن ذو : بمعنى التي ، يعني : وبئري التي حفرتُ ، والتي طَويتُ ، طيب وتقول في جماعة الذكور : جاءني ذو قاموا ، يعني الذين قاموا ، وفي جماعة الإناث : جاءني ذو قمن ، وفي المثنى : جاءني ذو قاما ، وجاءني ذو قامتا ، وفي المؤنثة : جاءتني ذو قامت ، أي : التي قامت ، هذه اللغة عند طَيِّئ ، يجعلون ذو مِن ألفاظ الموصول العامة ، للمفرد ، والمثنى ، والجمع مِن مذكر ومؤنث ، في لغة ثانية يجعلونها من ألفاظ العموم ، إلا في المفردة المؤنثة ، وفي جماعة الإناث ، فيجعلون للمفردة المؤنثة : " ذات " ، ولجماعة الإناث : " ذوات " ، فيقولون : تعجبني ذاتُ قامت ، ولا يقولون : ذو قامت ، أو ربما يستعملونها أيضًا أحيانًا ، وفي جماعة الإناث يقولون : تعجبني ذواتُ قُمن ، وعلى كل اللغات فهي مبنية لا معربة ، فذو بلفظ الواو في حال الرفع والنصب والجر ، فتقول : أعجبني ذو أكرمني ، وأكرمتُ ذو أكرمني ، ومررت بذو أكرمني ، بخلاف ذو التي بمعنى صاحب ، فإنها ترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجر بالياء ، كما سبق ، أما هذه فهي مبنية على سكون الواو دائمًا ، ذات مبنية على إيش ؟ " وكالتي أيضا لديهم ذاتُ " !
الطالب : على الضم .
الشيخ : مبنية على الضم في حال النصب والجر والرفع ، فتقول : يعجبني ذاتُ قامت ، وأكرمتُ ذاتُ اجتهدت ، ومررت بذاتُ اجتهدت ، مبنية على الضم ، وذوات أيضًا مبنية على إيش ؟
الطالب : على الضم .
الشيخ : على الضم ، " وكالتي أيضًا لديهم ذاتُ " ، طيب ، بقية الموصول ما الذي يستعملونه أهل هذه اللغة ؟
الطالب : ذو .
الشيخ : يستعملون ذو، يستعملون ذو ، إذن الخلاف بين طَيِّئ في المفردة المؤنثة ، والجمع المؤنث فقط ، والباقي يتفقون ، " وكالتي أيضًا لديهم ذاتُ " ، ولهذا قال :
" وكالتي أيضًا لديهم ذاتُ *** وموضعَ اللاتي أَتى ذواتُ " ،
طيب بدا ليَ الآن أنْ نُعرب أبيات الألفية ، فهل توافقون على هذا ؟ ولا نُعرِب المـُشكِل ؟
الطالب : الأبيات .
الشيخ : كل الأبيات أو المشكل حتى لا نتأخر ؟
الطالب : المشكل .
الشيخ : طيب ، المشكل حتى لا نتأخر ، أو لا نُعرب شيئًا حتى نمشي ؟
الطالب : الـمُشكِل مُشكِل .