تتمة المناقشة السابقة. حفظ
الشيخ : أن تكون زائدة ، أو أن تكون مركبة مع ما أو مَن ، على أنها كلمة واحدة ، لكن ما الذي يدلنا على أنها كانت ملغاة أو أنها اسم موصول ؟ يدلنا على ذلك الجواب ، مَن : اسم استفهام ، وما : اسم استفهام ، الجواب هو الذي يدلنا على أنَّ ذا : اسم موصول ، أو أنَّ ذا : ملغاة ، فلنقرأ عليكم آية مِن القرآن فيها قراءتان : (( ويسألونَكَ ماذا يُنفِقونَ قُلِ العَفوُ )) ، (( وَيسأَلونَكَ ماذا يُنفِقونَ قُلِ العَفوَ )) ، فعلى أيِّ القراءتين كانت ملغاةً ، وعلى أي القراءتين كانت موصولة ؟
الطالب : كم قراءة ؟
الشيخ : قراءتان ، قراءة النصب ، ولا قراءة الرفع ؟
الطالب : على قراءة النصب تكون ملغاة .
الشيخ : على قراءة النصب تكون ملغاةً ، لأن ماذا : مفعول مقدّم لينفقون ، ماذا : كلمة واحدة ، أو ما : اسم استفهام ، وذا : ملغاة زائدة ، ينفقون : فعل مضارع يحتاج إلى مفعول ، ولم يأخذ مفعوله ، ماذا يكون مفعوله ؟
الطالب : العفو .
الشيخ : لا لا .
الطالب : العفو .
الشيخ : لا ، الاستفهام ، قبل الجواب ، إلى الآن ما أتانا بالجواب ، ما جاء الجواب ، (( ماذا ينفقون )) : إذا كانت ما : اسم استفهام ، وذا : ملغاة ، سواء جعلناها مركبة مع ما ، أو جعلناها مستقلة وزائدة صارت ما مفعولاً مقدماً لينفقون ، كما لو قلت : مَن رَأيت ؟ فمن : مفعول مقدم لرأيت ، يكون الجواب ؟
الطالب : العفو .
الشيخ : العفو ، يعني : الذي ينفقون العفو، نعم ، أنفقوا العفو ، قلْ أنفقوا العفو ، وإذا قُرِئت : العفوُ ، صار تقدير الكلام : " ما الذي ينفقونه " ، فصارت ما : مبتدأ ، والذي : اسم الموصول خبره ، وجملة ينفقون : صلة الموصول ، والعفو : خبر مبتدأ محذوف ، أي : الذي ينفقون العفو أو هو العفو ، معلوم يا جماعة الآن ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب .
الطالب : لا غير معلوم !!
الشيخ : غير معلوم !!! ما شاء الله !!! اللهم علمنا ، أقول : ذا : التي تأتي بعد مَن أو ما الاستفهاميتين تكون اسماً موصولًا ، ويجوز إلغاؤها ، ومعنى إلغائها : أن يكون وجودها كالعدم ، فإما أن تُجعل مع ما كلمة واحدة ، وإما أن يقال : هي زائدة ، ولا محل لها من الإعراب ، -عرفتم يا جماعة ؟- إذا جعلناها اسماً موصولاً صارت ما الاستفهامية مبتدأ ، وذا : اسم موصول خبر ، نعم ، أقول لك الآن : ماذا فعلت ، اجعلها اسماً موصولاً ، كيف تقدّر الجملة ؟ هاه ؟
الطالب : ما الذي فعلت .
الشيخ : ما الذي فعلت ، أعربها ؟ ما : مبتدأ ، والذي ؟
الطالب : خبر .
الشيخ : خبر ، وفعلت ؟
الطالب : صلة الموصول .
الشيخ : صلة الموصول ، والعائد محذوف ، والتقدير : ماذا فعلتَه، التقدير : ماذا فعلتَه ، طيب ، إذا قلتَ : ماذا فعلتْ ، أسألُك : ماذا فعلت ، يعني كأني قلت : ما فعلت ؟ ماذا نجعلها الآن ؟
الطالب : ملغاة .
الشيخ : مُلغاة ، إذا كان تقدير : ماذا فعلت ، التقدير : ما فعلت ، صارت الآن ملغاة ، ومعنى ملغاة قلتُ لكم فيها قولان للعلماء : مُلغاة : أي زائدة ، ملغاة : أي مركبة مع مَا أو مَن ، معلوم الآن ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ، نُعرِب ماذا : اسم استفهام مفعول مقدّم ، أو نقول : ما : اسم استفهام مفعول مقدّم ، وذا : زائدة ، وفعلت : فعل وفاعل ، والمفعول هو ما المقدمة ، اتضح الآن ؟
الطالب : اتضح .
الشيخ : طيب ، سَيُجيبك المسؤول فيقول : " خيرًا " ، إذا قال : خيراً فقد حملها -أي حمل ذا- على أنها ؟
الطالب : ملغاة .
الشيخ : مُلغاة ، لأن الفعل تسلط عليها ، والتقدير على جوابه وش التقدير على جوابه ؟
الطالب : فعلتُ خيرًا .
الشيخ : فعلتُ خيرًا ، وإذا قال : خيرٌ ، لما سألته ماذا فعلت ؟ قال : " خيرٌ " ، هنا عرفنا أنه حمل ذا على أنها ؟
الطالب : اسم موصول .
الشيخ : اسم موصول ، وأنَّ التقدير : ما الذي فعلت ، فنعرب ما : مبتدأ ، والذي : خبره ، وفعلت : صلة الموصول ، وما تقدير الكلام في جوابه : خير ؟
الطالب : هو خير .
الشيخ : هو خير ، أو الذي فعلته خير ، واضح الآن ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : واضح ، طيب ، فصارت ما ومَن إذا جاء بعدها ذا ، فإنه يجوز فيها وجهان : الوجه الأول : أن تلغى، تلغى في الكلام ، وتعتبر زائدة ، أو مركبة مع ما أو مَن ، والوجه الثاني أن تكون إيش ؟
الطالب : اسم موصول .
الشيخ : اسمًا موصولًا ، الوجه الثاني : أن تكون اسمًا موصولًا ، طيب ومتى يتعين الإلغاء ؟
الطالب : إذا أتى بعدها اسم موصول .
الشيخ : متى ؟ إذا أتى بعدها اسم موصول ، مثل : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) ، (( مَن ذا الذي يُقرض الله قرضًا حسنًا )) ، فهنا يتعين أن تكون ذا إيش ؟
الطالب : ملغاة .
الشيخ : ملغاة ، لئلا يجتمع إيش ؟
الطالب : موصولَين .
الشيخ : موصولَين في كلام واحد ، وقول بعضهم : إنه جائز ، ونعرب الذي : بدلاً مِن ذا ، هذا غير صحيح ، لأن البدل معناه : أننا حملنا الكلام على أمر زائد ، وهو خلاف الأصل ، طيب ، فالحاصل الآن أنَك إذا قلت : مَن ذا الذي قام ، ماذا تُعرب ذا ؟
الطالب : ملغاة .
الشيخ : ملغاة ، سواء زائدة أو مركبة ، وإذا قلت : مَن ذا قام ؟
الطالب : اسم موصول .
الشيخ : نعم ، يجوز أن تعربها اسماً موصولًا ، ويجوز أن تلغيها ، فتجعلها زائدة أو مركبة مع مَن ، ويكون تقدير الكلام بدونها : مَن قال ، لكن أحياناً تأتي ذا اسم إشارة ، ما هي اسم موصول ، وهي بعد ما أو مَن ، مثل أن يأتي رجل يقرع الباب ، فتقول إيش ؟ مَن ذا ، مَن ذا : هذه اسم إشارة ما هي اسم موصول ولا ملغاة ، وهذه لم يذكرها ابن مالك ، لأنها معلومة لا حاجة للتنبيه عليها ، إذا قلت ، لأنه ما في صلة ، ولا في خبر ، ولا شيء أبدًا ، فإذا قلت : مَن ذا ، فمن : مبتدأ ، أو خبر مقدّم ، وذا : اسم إشارة ، خبر أو مبتدأ مؤخر ، لعله إن شاء الله لم يرتبك عليكم الآن ؟
الطالب : التقسيم يا شيخ .
الشيخ : التقسيم ! أولاً : تأتي على أنها اسم إشارة ، مثل : " مَن ذا " ، لأن مَن ذا ، يعني : من هذا ، مَن هذا : هذه اسم إشارة ولا أحد يقول إنها اسم موصول ، ثانيًا : تأتي اسماً موصولًا ، ويجوز إلغاؤها في مثل إيه ؟
الطالب : مَن ذا قام .
الشيخ : من ذا قام ، أو : ماذا فعلت ، ثالثًا : تأتي مُلغاة ولابد متى ؟ إذا وقع بعدها اسم موصول ، فحينئذ تكون ملغاة ، وتكون إما زائدة وإما مركبة مع ما أو مَن ، هذا حكم : ذا ، يقول : " ومثلُ ما ذا بعدَ ما استفهام " ،
أظن أعربنا البيت هذا !
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ، وما استفهام : يعني بعد ما الاستفهامية ، أو مَن يعني الاستفهامية ، " إذا لم تُلغَ في الكلام " .