شرح قو ل ابن مالك رحمه الله : وكلها يلزم بعـــــده صله *** على ضميـــر لائــــــق مشتمــــلة. حفظ
الشيخ : ثم قال : " وكلها يلزمُ بعده صِله " :
كلها : أي كل أسماء الموصول العشرة ، هي عشرة أسماء موصول ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : ست خاصة ، وأربع عامة ، ثلاث منها عند العرب كلهم ، وواحد عند طَيِّئ ، الذي ، والتي ، واللذان ، واللتان ، والذين ، واللاتي ، ومَن ، وما ، وأل ، وذو ، كل العشرة يقول المؤلف : " يلزم بعده صله " : يلزم بعده : أي بعد كله ، صلة ، فأفادنا المؤلف -رحمه الله- أنه لابد لكل موصول من صلة ، لأنه قال : يلزم ، وذلك لأن الموصول لا يتم إلا بصلته ، لو قلت : جاء الذي ، هل استفاد الناس ؟ أجيبوا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لم يستفيدوا ، لا يمكن أن يتم معناه إلا بصلته ، ولهذا قال : يلزم ، وقوله : " يلزم بعده صلة " ، سواء كان ذلك لفظًا أو تقديرًا ، لأنه قد تحذف الصلة وتكون مقدّرة كقول الشاعر :
" نحنُ الأُلى فاجمَع جُمو *** عَكَ ثُمَّ وجههم إلينا " ،
" نحنُ الأُلى فاجمَع جُمو *** عَكَ ثُمَّ وجههم إلينا " ، وش تقدرون صلة الموصول في هذا البيت ؟
الطالب : الأبطال .
الشيخ : هاه ؟ كيف ؟
الطالب : الأبطال .
الشيخ : لا ، الأبطال ما صارت صلة الموصول ، لأن صلة الموصول لابد أن تكون جملة ، " نحن الأُلى " : قال النحويون : التقدير عُرفوا بالشجاعة ، نعم ، وما قال خالد أيضًا يصلَح : " نحن الذين لا نخاف الموت ، فاجمع جموعك ثم وجههم إلينا " ، على كل حال يلزم : إمَّا لفظًا ، وإما إيش ؟ وإما تقديرًا ، ولكنَّ حذف الصلة قليلٌ جدًا ، ولا يجوز أن تحذف إلا بقرينة تدل على أنها محذوفة ، طيب .
وقول المؤلف : " يلزم بعده " : أفادنا -رحمه الله- أنه يُشترط في الصلة أن تكون بعد الموصول ، أن تكون بعد الموصول ، فلا تجزئ قبله ، لو قلت : قام الذي ، وأنت تريد أن تجعل قام -نعم- صلة ، لم يصح ، تقول : جاء قام الذي ، جاء قام الذي ، وتريد أن تجعل قام صلة مقدمة ، قلنا : هذا لا يصح ، لابد أن تكون الصلة إيش ؟ متأخرة ، ولهذا هي صلة ، والصلة تأتي بعد الموصول ، طيب هذه الصلة سيأتي بيان نوعها ، ما هذه الصلة ؟ جملة ، شبه جملة ، صفة ، ماهي ؟! سيبينها المؤلف ، قال :
" على ضميرٍ لائقٍ مُشتملة " : لابد في الصلة مِن ضمير ، لابد فيها مِن ضمير ، ولابد أن يكون هذا الضمير لائقاً ، يعني مذكرًا إنْ كان الموصول مذكراً ، مفردًا إنْ كان الموصول مفردًا ، على خلاف ذلك حسب الموصول ، فالذي : يكون ضميره مفردًا مذكرًا ، والتي : مفردًا مؤنثًا ، واللذان : مثنى مذكر ، واللتان : مثنى مؤنث ، والذين : جماعة ذكور ، واللاتي : جماعة إناث ، لابد ، فتقول : جاء الذي قام ، وجاءت التي قامت ، وجاء اللذان قاما ، وجاءت اللتان قامتا ، وجاء الذين قاموا ، وجاءت اللاتي قُمن ، لابد أن يكون لائقًا ، لو قلت : جاءني اللذان قاموا ، قلنا : هذا خطأ ، لأن الضمير هنا لم يناسب ، ليس بلائق ، لو قلت : جاءني اللذان قام ، فقط ، كذلك خطأ ، لابد أنْ تأتي بضمير لائق ، طيب ، لو قلت : جاء الذي قام أبوه ، صحيح ؟
الطالب : صح .
الشيخ : ليش ؟ فيه ضمير : الهاء ، يعود على الذي ، ولو قلت : جاء الذي قام أبٌ ؟
الطالب : ليس بصحيح .
الشيخ : ليس بصحيح ، لأن الصلة خلت عن الضمير ، فلابد من ضمير يرجع إلى الموصول ، ولابد أن يكون هذا الضمير إيش ؟ لائقاً بالموصول ، إن مفردًا فمفرد ، إنْ جمعًا فجمع ، إنْ مُذكرًا فمذكر ، إنْ مؤنثًا فمؤنث ، طيب تأتينا أسماء الموصول العامة مثل : ما ، ومَن ، فما الذي يكون لائقًا لها من الضمائر ؟ نقول : إن راعيت المعنى فأت بالضمير موافقاً للمعنى ، وإن راعيت اللفظ فأت بالضمير المفردة المذكرة ، إن راعيت المعنى فأت بإيش ؟
الطالب : بالضمير .
الشيخ : بالضمير مطابقًا للمعنى الذي تريده ، وإن أردت اللفظ فأت به مفردًا مذكرًا ، نعم ، طيب ، وقد يتعين الضمير بحسب السياق ، لو قلت : جاءني من أرْضَع ، جاءني مَن أرضَع ، يصح هذا ولا ما يصح ؟
الطالب : ما يصح .
الشيخ : نعتبر اللفظ ، إذا اعتبرنا اللفظ ، يصح ، جاءني مَن أرضعتك ، اعتبرنا المعنى ، جاءني مَن قام ، وهما اثنان ؟
الطالب : يصح .
الشيخ : يصح باعتبار إيش ؟ اللفظ ، إذا أردت اعتبار المعنى تقول : جاءني من قاما ، فتبين ، فإذا قال قائل : هل يجوز أن يُعتبر اللفظ مع خفاء المعنى ؟ الجواب : لا ، لا يجوز ، إلا إذا قُصد العموم ، ولهذا إذا كنت تريد أن تبين المعنى فلابد أن تأتي بضمير مطابق ، لابد أن تأتي بضمير مطابق ، فلو قلت : أكرمتُ مَن أرضعَ ولدَه ، بهذا اللفظ ، نقول : هنا لا يناسب إلا أن تقول إيش ؟
الطالب : أرضعت .
الشيخ : أرضعت ، حتى تبين المعنى -إي نعم- فالحاصل أن نقول : الضمير لابد أن يكون لائقاً ، وهو في الأسماء الخاصة ، أسماء الموصول الخاصة يجب أن يكون إيش ؟
الطالب : مطابقًا .
الشيخ : مطابقًا للفظ ، واللفظ دال على المعنى ، وأما في أسماء الموصول العامة وهي أربعة ، فيجوز فيها إيش ؟ اعتبار اللفظ ، واعتبار المعنى ، طيب ، وقول المؤلف : مُشتملة ، " على ضمير لائق مشتملة " :
يشمل ما إذا كان الضمير هو معمولُ فعل الصلة ، مثل : جاء الذي أكرمته ، أو له صلة بمعمول الصلة ، مثل : جاء الذي أكرمتُ أباه ، فهنا أكرم الذي هو الصلة لم يسلّط على ضمير الموصول ، لكن سُلِّط على ملابسه ، وهو المضاف إليه .
الطالب : لم تكمل يا شيخ .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : بقي الأخيرة .
الشيخ : الأخيرة ! يعني قد يكون الضمير معمولًا لصلة الموصول مباشرة ، مثل : جاء الذي أكرمتُه ، الهاء : معمول لأكرم ، الذي هو الصلة مباشرة ، وقد يكون متصلاً بملابسه ، مثل : جاء الذي أكرمتُ ، إيش ؟
الطالب : أباه .
الشيخ : أباه ، فهنا الضمير لم يتصل بالصلة مباشرة ، لكن اتصل بمفعول الصلة ، والله أعلم .
كلها : أي كل أسماء الموصول العشرة ، هي عشرة أسماء موصول ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : ست خاصة ، وأربع عامة ، ثلاث منها عند العرب كلهم ، وواحد عند طَيِّئ ، الذي ، والتي ، واللذان ، واللتان ، والذين ، واللاتي ، ومَن ، وما ، وأل ، وذو ، كل العشرة يقول المؤلف : " يلزم بعده صله " : يلزم بعده : أي بعد كله ، صلة ، فأفادنا المؤلف -رحمه الله- أنه لابد لكل موصول من صلة ، لأنه قال : يلزم ، وذلك لأن الموصول لا يتم إلا بصلته ، لو قلت : جاء الذي ، هل استفاد الناس ؟ أجيبوا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لم يستفيدوا ، لا يمكن أن يتم معناه إلا بصلته ، ولهذا قال : يلزم ، وقوله : " يلزم بعده صلة " ، سواء كان ذلك لفظًا أو تقديرًا ، لأنه قد تحذف الصلة وتكون مقدّرة كقول الشاعر :
" نحنُ الأُلى فاجمَع جُمو *** عَكَ ثُمَّ وجههم إلينا " ،
" نحنُ الأُلى فاجمَع جُمو *** عَكَ ثُمَّ وجههم إلينا " ، وش تقدرون صلة الموصول في هذا البيت ؟
الطالب : الأبطال .
الشيخ : هاه ؟ كيف ؟
الطالب : الأبطال .
الشيخ : لا ، الأبطال ما صارت صلة الموصول ، لأن صلة الموصول لابد أن تكون جملة ، " نحن الأُلى " : قال النحويون : التقدير عُرفوا بالشجاعة ، نعم ، وما قال خالد أيضًا يصلَح : " نحن الذين لا نخاف الموت ، فاجمع جموعك ثم وجههم إلينا " ، على كل حال يلزم : إمَّا لفظًا ، وإما إيش ؟ وإما تقديرًا ، ولكنَّ حذف الصلة قليلٌ جدًا ، ولا يجوز أن تحذف إلا بقرينة تدل على أنها محذوفة ، طيب .
وقول المؤلف : " يلزم بعده " : أفادنا -رحمه الله- أنه يُشترط في الصلة أن تكون بعد الموصول ، أن تكون بعد الموصول ، فلا تجزئ قبله ، لو قلت : قام الذي ، وأنت تريد أن تجعل قام -نعم- صلة ، لم يصح ، تقول : جاء قام الذي ، جاء قام الذي ، وتريد أن تجعل قام صلة مقدمة ، قلنا : هذا لا يصح ، لابد أن تكون الصلة إيش ؟ متأخرة ، ولهذا هي صلة ، والصلة تأتي بعد الموصول ، طيب هذه الصلة سيأتي بيان نوعها ، ما هذه الصلة ؟ جملة ، شبه جملة ، صفة ، ماهي ؟! سيبينها المؤلف ، قال :
" على ضميرٍ لائقٍ مُشتملة " : لابد في الصلة مِن ضمير ، لابد فيها مِن ضمير ، ولابد أن يكون هذا الضمير لائقاً ، يعني مذكرًا إنْ كان الموصول مذكراً ، مفردًا إنْ كان الموصول مفردًا ، على خلاف ذلك حسب الموصول ، فالذي : يكون ضميره مفردًا مذكرًا ، والتي : مفردًا مؤنثًا ، واللذان : مثنى مذكر ، واللتان : مثنى مؤنث ، والذين : جماعة ذكور ، واللاتي : جماعة إناث ، لابد ، فتقول : جاء الذي قام ، وجاءت التي قامت ، وجاء اللذان قاما ، وجاءت اللتان قامتا ، وجاء الذين قاموا ، وجاءت اللاتي قُمن ، لابد أن يكون لائقًا ، لو قلت : جاءني اللذان قاموا ، قلنا : هذا خطأ ، لأن الضمير هنا لم يناسب ، ليس بلائق ، لو قلت : جاءني اللذان قام ، فقط ، كذلك خطأ ، لابد أنْ تأتي بضمير لائق ، طيب ، لو قلت : جاء الذي قام أبوه ، صحيح ؟
الطالب : صح .
الشيخ : ليش ؟ فيه ضمير : الهاء ، يعود على الذي ، ولو قلت : جاء الذي قام أبٌ ؟
الطالب : ليس بصحيح .
الشيخ : ليس بصحيح ، لأن الصلة خلت عن الضمير ، فلابد من ضمير يرجع إلى الموصول ، ولابد أن يكون هذا الضمير إيش ؟ لائقاً بالموصول ، إن مفردًا فمفرد ، إنْ جمعًا فجمع ، إنْ مُذكرًا فمذكر ، إنْ مؤنثًا فمؤنث ، طيب تأتينا أسماء الموصول العامة مثل : ما ، ومَن ، فما الذي يكون لائقًا لها من الضمائر ؟ نقول : إن راعيت المعنى فأت بالضمير موافقاً للمعنى ، وإن راعيت اللفظ فأت بالضمير المفردة المذكرة ، إن راعيت المعنى فأت بإيش ؟
الطالب : بالضمير .
الشيخ : بالضمير مطابقًا للمعنى الذي تريده ، وإن أردت اللفظ فأت به مفردًا مذكرًا ، نعم ، طيب ، وقد يتعين الضمير بحسب السياق ، لو قلت : جاءني من أرْضَع ، جاءني مَن أرضَع ، يصح هذا ولا ما يصح ؟
الطالب : ما يصح .
الشيخ : نعتبر اللفظ ، إذا اعتبرنا اللفظ ، يصح ، جاءني مَن أرضعتك ، اعتبرنا المعنى ، جاءني مَن قام ، وهما اثنان ؟
الطالب : يصح .
الشيخ : يصح باعتبار إيش ؟ اللفظ ، إذا أردت اعتبار المعنى تقول : جاءني من قاما ، فتبين ، فإذا قال قائل : هل يجوز أن يُعتبر اللفظ مع خفاء المعنى ؟ الجواب : لا ، لا يجوز ، إلا إذا قُصد العموم ، ولهذا إذا كنت تريد أن تبين المعنى فلابد أن تأتي بضمير مطابق ، لابد أن تأتي بضمير مطابق ، فلو قلت : أكرمتُ مَن أرضعَ ولدَه ، بهذا اللفظ ، نقول : هنا لا يناسب إلا أن تقول إيش ؟
الطالب : أرضعت .
الشيخ : أرضعت ، حتى تبين المعنى -إي نعم- فالحاصل أن نقول : الضمير لابد أن يكون لائقاً ، وهو في الأسماء الخاصة ، أسماء الموصول الخاصة يجب أن يكون إيش ؟
الطالب : مطابقًا .
الشيخ : مطابقًا للفظ ، واللفظ دال على المعنى ، وأما في أسماء الموصول العامة وهي أربعة ، فيجوز فيها إيش ؟ اعتبار اللفظ ، واعتبار المعنى ، طيب ، وقول المؤلف : مُشتملة ، " على ضمير لائق مشتملة " :
يشمل ما إذا كان الضمير هو معمولُ فعل الصلة ، مثل : جاء الذي أكرمته ، أو له صلة بمعمول الصلة ، مثل : جاء الذي أكرمتُ أباه ، فهنا أكرم الذي هو الصلة لم يسلّط على ضمير الموصول ، لكن سُلِّط على ملابسه ، وهو المضاف إليه .
الطالب : لم تكمل يا شيخ .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : بقي الأخيرة .
الشيخ : الأخيرة ! يعني قد يكون الضمير معمولًا لصلة الموصول مباشرة ، مثل : جاء الذي أكرمتُه ، الهاء : معمول لأكرم ، الذي هو الصلة مباشرة ، وقد يكون متصلاً بملابسه ، مثل : جاء الذي أكرمتُ ، إيش ؟
الطالب : أباه .
الشيخ : أباه ، فهنا الضمير لم يتصل بالصلة مباشرة ، لكن اتصل بمفعول الصلة ، والله أعلم .